المنشطات.. صداع متجدد للرياضة التونسية

تونس ـ 16 أغسطس 2015 ـ حارس مرمى الترجي التونسي سامي هلال في مباراة فريقه مع نادي حمام الأنف التي سقط خلالها في اختبار تعاطي المنشطات بعد ثبوت استهلاكه مادة الكوكايين المحظورة
حارس مرمى الترجي سامي هلال في المباراة التي سقط خلالها في اختبار المنشطات (الجزيرة نت)

مجدي بن حبيب-تونس

اندلع الجدل مجددا في الأوساط الرياضية بتونس بشأن ظاهرة تعاطي الرياضيين المنشطات، عقب سقوط حارس مرمى الترجي التونسي سامي هلال في الاختبار وثبوت تعاطيه مادة محظورة أثناء مباراة فريقه مع نادي حمام الأنف بمسابقة كأس تونس.

وجاء سقوط هلال في اختبار تعاطي المنشطات عقب تورط عدد من الرياضيين التونسيين في هذه الآفة أثناء مشاركتهم في مسابقات محلية وإقليمية ودولية في السنوات الأخيرة.

ومنذ سنة 2010، سقط أكثر من 25 رياضيا تونسيا في بؤرة المنشطات، علما بأن سنة 2013 سجلت أعلى معدل بوقوع ثمانية رياضيين في "المحظور"، اثنان منهم في رفع الأثقال، وستة رياضيين في كمال الأجسام، حسب معلومات رسمية حصلت عليها الجزيرة نت من الوكالة التونسية لمكافحة المنشطات.

أرقام وحالات
وتعددت حالات تعاطي المواد المحظورة بين الرياضيين التونسيين عام 2015، لتبلغ في سبتمبر/أيلول الماضي خمس حالات في رياضات مختلفة، وفقا للمصدر ذاته.

وكشف المدير العام للوكالة التونسية حليم الجبالي أن الحالات الخمس تعلقت بلاعبين اثنين في رياضة الكيوكوشينكاي ومصارع ورباع، فضلا عن لاعب كرة القدم سامي هلال.

الجبالي طالب بتكثيف حملات التوعية بمخاطر المنشطات (الجزيرة نت)
الجبالي طالب بتكثيف حملات التوعية بمخاطر المنشطات (الجزيرة نت)

وقال الجبالي للجزيرة نت إن الأرقام المسجلة لا تعد كبيرة مقارنة بالمعدلات الدولية، ورغم ذلك تسعى السلطات إلى التوعية بخطورة المنشطات على مستقبل الرياضي وصحته.

وطالب بضرورة تكثيف حملات التوعية للرياضيين الناشئين بمخاطر هذه الآفة القاتلة، على حد تعبيره.

وكان الاتحاد التونسي ونادي الترجي تلقيا تقريرا من وكالة مكافحة المنشطات يثبت تعاطي سامي هلال (27 عاما) مواد محظورة يرجح أنها "الكوكايين"، وذلك أثناء الاختبار الذي تقدم إليه عقب المباراة ضد نادي حمام الأنف لحساب دور الثمانية لكأس تونس في 16 أغسطس/آب الماضي.

وأعلن اتحاد الكرة في بيان رسمي أنه قرر تعليق نشاط هلال فوريا وإعلام الاتحاد الدولي (فيفا) بهذه الإجراءات وتكوين لجنة استماع للاعب.

رقابة صارمة
وردا على الاتهامات التي توجه لعدد من الاتحادات الرياضية بشأن غياب المراقبة الطبية للرياضيين، صرح رئيس الاتحاد التونسي للجودو إسكندر حشيشة بأن الاتحاد يُخضع كل رياضيي النخبة لكشوفات دقيقة قبل المشاركة في أي منافسة خارجية.

وقال حشيشة للجزيرة نت إن اللجنة الطبية بالاتحاد تخضع كل المصارعين لاختبارات الكشف عن المنشطات بمعدل أربع مرات في السنة، وأكد عدم تسجيل أي حالة للتعاطي لدى رياضيي الجودو طيلة السنوات الخمس الأخيرة.

بن ميم تحدث عن تزايد صرامة المنظمات الرياضية مع تعاطي المنشطات (الجزيرة نت)
بن ميم تحدث عن تزايد صرامة المنظمات الرياضية مع تعاطي المنشطات (الجزيرة نت)

وأصبحت المنظمات الرياضية الدولية أكثر صرامة من ذي قبل في تعاملها مع مستهلكي المواد المحظورة، وفقا للخبير في القانون الرياضي أنيس بن ميم.

وقال بن ميم للجزيرة نت إن اللوائح الدولية تفرض عقوبات تصل إلى تجميد النشاط الرياضي أربع سنوات، وتضاف إليها في تونس غرامات مالية للفريق الذي ينتمي إليه المتورط في القضية.

وأوضح أن القانون التونسي ينص على عقوبات تصل إلى السجن لمدة عام لمن يثبت في حقه تعاطي المواد المحظورة.

وقضت إحدى المحاكم التونسية في 2014 بإيقاف ثلاثة لاعبين من "أولمبيك سيدي بوزيد" بعد تعاطيهم المواد المخدرة.

كما حكم سابقا بالسجن لفترات متفاوتة على لاعبين سابقين لكرة القدم أمثال هيثم عبيد وزياد الجزيري وحمزة الباغولي والعماري البرقوقي بعد ثبوت تهمة تعاطي المخدرات.

المصدر : الجزيرة