الجزائريون فخورون بمنتخبهم رغم الإقصاء
ياسين بودهان-الجزائر
رغم مرارة الإقصاء فإن أنصار وعشاق المنتخب الجزائري افتخروا وسعدوا بالأداء القوي لمنتخبهم سهرة أمس، حينما أحرج المنتخب الألماني وأجبره على عدم حسم المواجهة في وقتها الأصلي، والذهاب إلى الوقت الإضافي.
الجزائريون قبل المباراة كانوا يدركون جيدا صعوبة المأمورية أمام رفقاء المتألق سفيان فيغولي، بحكم أن المنافس يعد من أبرز المنتخبات المرشحة بقوة للفوز بكأس العالم في نسخته الحالية بالبرازيل، كيف لا وهو الذي أسقط المنتخب البرتغالي برباعية كاملة ونظيفة.
لكن رغم ذلك كان الجزائريون يأملون إمكانية تحقيق الفوز واستحضار ملحمة "خيخون" في مونديال إسبانيا 1982، حينما فاز رفقاء ماجر وبلومي على منتخب ألمانيا الغربية القوي آنذاك 2-1.
إشادة واسعة
ورغم خسارة "الخضر" بهدفين 1-2 فإن أداءهم البطولي كان محل إشادة واسعة بين الأوساط الرياضية والإعلامية ومن طرف الأنصار، وعبّر هؤلاء للجزيرة نت عن افتخارهم بأداء منتخبهم رغم مرارة الإقصاء.
وفي أعدادها الصادرة اليوم أشادت الصحف المحلية بأداء "محاربي الصحراء".
وكتبت يومية الخبر "المحاربون يودعون البرازيل بشرف"، أما يومية الشروق فعنونت صدر صفحتها الأولى "الخضر يسيلون العرق البارد للألمان.. لعبتم رجالا وخرجتم كبارا".
بدورها كتبت يومية الفجر "الخضر يخرجون بشرف"، أما يومية الهدف الرياضية فاختارت عنوان "شكرا لرجال مرغوا الألمان ووداعا لحاليلوزيتش".
وفي السياق يعتقد الصحفي بيومية الشروق حسان حويشة الموجود حاليا بالبرازيل في حديثه للجزيرة نت أن أداء الخضر خلال المونديال الحالي كان محترما جدا، وقدم مستوى راقيا في كرة القدم، وذلك بشهادة المختصين.
وبخصوص المواجهة مع ألمانيا يرى حويشة أن المنتخب الجزائري قدم أداء رائعا، مما جعل الجماهير البرازيلية تهتف بصوت واحد "أرجيليا أرجيليا"، أي الجزائر الجزائر باللغة البرتغالية، لأنه من الصعب -برأيه- كسب ود الجماهير البرازيلية التي لا تتفاعل إلا مع اللعب الجميل والمهاري.
ولو آمن اللاعبون الجزائريون بإمكانياتهم برأيه لحسموا المواجهة لصالحهم خلال الوقت الأصلي من عمر المباراة.
الاقصاء لا يهم
نفس الموقف عبر عنه لاعبو المنتخب الجزائري سابقا، على غرار أحد صانعي ملمحة "خيخون" لخضر بلومي الذي وصف أداء الخضر "بالرائع".
وحسب بلومي فإن المنتخب الألماني خرج أمس من الباب الضيق بسبب الأداء المبهر للاعبين الجزائريين، مضيفا أن نتيجة المباراة لا تهم رغم الإقصاء لأن الجزائر -برأيه- ربحت منتخبا شابا شرف الكرة الجزائرية.
لكن الشيء السلبي في تقديره يبقى الجانب البدني وهو الذي صنع الفارق، فلو كان عناصر المنتخب الجزائري حاضرين أكثر بدنيا لحسمت المباراة في وقتها الأصلي، ولكان المنتخب الألماني الآن في عداد المغادرين للمونديال.
أما الحارس الأسبق للمنتخب الجزائري دريد نصر الدين المشارك في مونديال المكسيك 1986، فقد ثمّن بشكل عام مشاركة الخضر في نهائيات كأس العالم الحالية.
وقال دريد للجزيرة نت إن هذه المشاركة كانت "جيدة جدا جدا"، مضيفا أن الأهم في هذه المنافسات هو تكوين منتخب يضم مجموعة من اللاعبين الشباب الذين سيكون لهم مستقبل باهر في عالم الساحرة المستديرة.
لكن الحارس الأسبق للخضر سجل نقطتين سلبيتين بخصوص المنتخب الجزائري، أولاهما مرتبطة بالجانب البدني لرفقاء إسلام سليماني، والثانية تتعلق بالاستغناء عن المدرب وحيد حاليلوزيتش.
وحسب رأيه فإن سياسة تغيير المدربين في كل مرة ستؤثر سلبا على مستقبل الفريق، لأن المدرب الجديد يلزمه وقت للتأقلم مع عناصر التشكيلة الوطنية، لذلك دعا الاتحادية الجزائرية لكرة القدم إلى خلق الاستقرار مستقبلا في الكادر التدريبي للمنتخب حفاظا على استقراره.