حارس مرمى المكسيك من العتمة إلى الأضواء
على مدى تسعين دقيقة، وبعد عرض رائع تحدى فيه المنتخب البرازيلي وجمهوره الشغوف بالكرة، نجح حارس مرمى المكسيك غييرمو أوتشوا في التحول من عتمة نادي أجاكسيو المتواضع الهابط هذا الموسم إلى الدرجة الثانية في فرنسا إلى الأضواء العالمية.
ولعل تصدي أوتشوا للكرة الرأسية التي سددها النجم البرازيلي نيمار كانت الأبرز، وذكرت المتابعين بتصدي الحارس الإنجليزي غوردون بانكس لكرة رأسية للأسطورة بيليه في كأس العالم عام 1970.
وتدخل مرة جديدة لإبعاد كرة سددها قائد المنتخب تياغو سيلفا من مسافة قريبة جدا منقذا مرماه من هدف أكيد في أواخر المباراة.
وقد يكون أوتشوا صقل هذا الهدوء الكبير الذي يتمتع به بين الخشبات الثلاث لأجاكسيو حيث يلعب معظم الأحيان أمام مدرجات فارغة، وبالتالي حتى عندما كان يتألق بشكل رائع، كان الأمر يقتصر على حفنة من المتفرجين.
وأصبح أوتشوا النجم المفضل لجماهير أجاكسيو وأحد اكتشافات الدوري الفرنسي، حتى إن النقاد تساءلوا عن الجدوى من قدومه إلى هذه الجزيرة الهادئة.
تجربة أجاكسيو
ووصل "ميمو" إلى أجاكسيو صيف عام 2011 قادما من نادي أميركا المكسيكي، وكان أجاكسيو قد صعد حينها إلى الدرجة الأولى، وكان يتمتع بأدنى ميزانية بين فرق أندية الدرجة الأولى في فرنسا.
ويشرح أوتشوا عملية انتقاله بقوله "في أجاكسيو، وجدت الظروف المثالية لكي أظهر موهبتي، إنه النادي الوحيد الذي مد يده باتجاهي على إثر قضية المنشطات التي اتهمت بها. بالطبع، هذه اللفتة خلقت لدي روابط حميمة بالنادي ولا يمكن أن أنساها".
وتأخر وصول الحارس إلى النادي بانتظار الأوراق الرسمية من الاتحاد المكسيكي ليؤكد براءته من تهمة المنشطات بمادة "كلينبوتيرول" إلى جانب أربعة زملاء له في المنتخب الوطني، وكان أن استبعد بسبب ذلك من تشكيلة فريقه التي خاضت الكأس الذهبية في يونيو/حزيران 2011.
وفرض الحارس نفسه كأحد أفضل خمسة حراس في الدرجة الأولى الفرنسية. وفي كل سوق للانتقالات، يتردد اسمه للتعاقد مع ناد فرنسي آخر على غرار مرسيليا أو تولوز وحتى مع أندية إسبانية، لكنه وباتفاق مع إدارة نادي أجاكسيو قرر الاستمرار في صفوفه حتى انتهاء عقده في مايو/أيار الماضي.
ولم يجد أوتشوا حتى الآن ناديا للانتقال إليه، غير أن العرض الباهر الذي قدمه في "مباراة العمر" أمس سيلفت الأنظار إليه وسيكون محط أنظار أهم الأندية الأوروبية.