هجوم سعودي على الإعلام العراقي

العراق بطلا لآسيا تحت 22 عاما
undefined

ياسر باعامر-جدة

لا تزال وسائل الإعلام السعودية تواصل هجومها على وسائل إعلام عراقية وصفت خسارة منتخب السعودية الأولمبي أمام نظيره العراقي في بطولة كأس آسيا تحت 22 عاما بالفوز على "منتخب داعش"، في إشارة إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.

فالموضوع لا يزال يتصدر الصفحات الأولى في الأيام الثلاثة الماضية، ووصفت إحدى الصحف ما ذكره الإعلام العراقي بـ"الطائفي والصبياني"، وقالت صحيفة أخرى إن "داعش عراقية وليست سعودية".

وانطلق الهجوم السعودي على الإعلام العراقي عبر رئة السعوديين الإلكترونية "تويتر"، والصحافة المحلية، وكتاب الرأي، ولجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى السعودي التي دخلت في القضية منذ اليوم الأول، حين وصف بعض أعضائها ما حصل بأنه "طائفي بامتياز".

رواد "تويتر" -الذي يعد مؤشر قياس حيويا في المملكة في أي قضية سواء كانت داخلية أم خارجية- كان ردهم فوريا وساخنا، وسجلت إعادة التغريدات "ريتويت" معدلات مرتفعة، خاصة المتعلقة بصورة الخبر العاجل الذي بثته قناة الأنوار الشيعية التي تبنت الوصف.

أما "الريتويت" الآخر الذي حقق معدلات مرتفعة أيضا فهو خبر اختراق جريدة النهار العراقية التي أطلقت هي الأخرى وصف "منتخب داعش".

خبير تحليل مواقع التواصل الاجتماعي عدنان العولقي أوضح في حديثه للجزيرة نت أن التوجه العام لتغريدات السعوديين تمثل في جوهرها عمق الخلاف بين الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي -الذي اتهم في الفترة القريبة الماضية الرياض بأنها من تدعم ما وصفه بالإرهاب في بلاده- والقيادة السياسية السعودية.

وقال "للأسف الشديد المالكي والقوى الشيعية التي تقع خلفه، زجت بكل شيء في معاركها السياسية، حتى وصلوا للرياضة التي تمثل الروح العالية، من أجل تصدير أزماتهم الداخلية".

تويتر الأداة الرئيسية في الهجوم على وصف المنتخب السعودي بـ
تويتر الأداة الرئيسية في الهجوم على وصف المنتخب السعودي بـ"داعش" (الجزيرة نت)

خارج الرياضة
أما الناقد الرياضي عبد الله الأحمدي فدافع في حديثه للجزيرة نت عن استمرار الإعلام السعودي في شن هجومه على "الإعلام الطائفي" وفقا لوصفه، وقال "نهنئ المنتخب العراقي بالفوز، وكرة القدم فوز وخسارة، لكن أن يخرج الأمر في هذا الإطار غير الأخلاقي فهذا غير مقبول إطلاقا، ومن حق الجهة المشرفة على المنتخبات السعودية تقديم شكوى قانونية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، اعتراضا على المخالفة الأخلاقية، وتنديدا بانتهاك الروح الرياضية العالمية". 

مقالات الرأي كانت أيضا سلاحا فعالا في وسط الرأي العام المحلي، ومن أبرزها ما خطه الكاتب الشهير خلف الحربي بصحيفة عكاظ الصادرة من المنطقة الغربية، الذي تناقلته بشكل كبير وسائط الإعلام الاجتماعي ومواقع الأخبار الإلكترونية المحلية والعربية.

وتساءل الكاتب "ما هذا العراق الجديد العجيب؟"، وقال "وصف المنتخب السعودي بداعش يكشف عن رداءة الحال التي وصلت لها الطائفية في بلاد الرافدين، التي وصلت عمائمها المستوردة حتى كرة القدم، حتى الإيرانيون لم يلبسوا كرة القدم هذه العمامة رغم الحماسة الكبيرة التي تصاحب مباريات منتخبهم مع المنتخب السعودي".

وختم الحربي مقاله بهجوم شرس على المالكي الذي أثار هذه القضية منذ البداية بسبب سياساته، وقال "إذا كانت بعض الصحف العراقية مضطرة لخلط الطائفية بكرة القدم، فلتبعد منتخبنا عن هذا الموضوع، وسنكون لها من الشاكرين، ولتسم منتخبها (لافع)، اختصارا لتنظيم لواء أبو الفضل العباس".

المصدر : الجزيرة