انتخابات اتحاد الكرة تعمق أزمة الرياضة العراقية

الاتحاد العراقي لكرة القدم

undefined

علاء يوسف-بغداد

أثار قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بإلغاء انتخابات الاتحاد العراقي بسبب خلافات بين أعضائه مخاوف من فرض مزيد من العقوبات جراء تأخير الانتخابات وسط اتهامات من البعض للاتحاد الآسيوي للعبة بالتورط فيما يحصل للرياضة العراقية بالتواطؤ مع جهات خارجية ودعوة آخرين لإحالة الملف إلى القضاء الوطني.

 
وقال عضو الاتحاد العراقي لكرة القدم كامل زغير إن الاتحاد سعى أن تقام الانتخابات في منتصف الشهر الحالي بعد قدوم الخبير الدولي شامل كامل للإشراف عليها، إلا أن ناديي الرمادي والموصل قدما دعوى ضد العراق وليس ضد الاتحاد الحالي, مما اضطر الفيفا إلى إلغاء الانتخابات.
 

وأضاف زعير في حديثه للجزيرة نت أن هناك حملة خطيرة تشن على الكرة العراقية من قبل جهات خارجية لم يسمها بهدف تخريبها، متهما من أسماهم كتلة المعترضين بمحاولة إفشال الكرة العراقية.

‪زغير اتهم من أسماهم كتلة المعترضين بمحاولة إفشال الكرة العراقية‬ (الجزيرة)
‪زغير اتهم من أسماهم كتلة المعترضين بمحاولة إفشال الكرة العراقية‬ (الجزيرة)

وأوضح أن القوانين واللوائح الانتخابية تؤكد على زيادة عدد أعضاء الهيئة العامة، وأن الأشخاص المعترضين الآن هم أنفسهم من حصلوا على صوت أو صوتين عند مشاركتهم في انتخابات الاتحاد السابقة.

رفض زيادة
من جانبه، قال عضو كتلة المعترضين رئيس نادي النجف صباح الكرعاوي إن كتلة المعترضين تدعو لإقامة الانتخابات في أقرب وقت ممكن، ووفقا للقوانين العراقية، إضافة إلى ضرورة تشكيل هيئة مستقلة غير خاضعة لجهة الإشراف على الانتخابات.

ورفض الكرعاوي في حديثه للجزيرة نت دعوات زيادة عدد أعضاء الهيئة العامة بهدف تحقيق مصالح انتخابية، قائلا إن حل الهيئة العامة وتشكيل هيئة جديدة تكون أكثر من عدد أعضائها الحاليين البالغ 72 عضوا، أمر مرفوض جملة وتفصيلا.

وأوضح أن الاتحاد الحالي هو المستفيد الوحيد من الأوضاع الحالية، وأن الاتحاد الآسيوي للعبة متورط فيما يحصل للرياضة العراقية، وهناك أجندات خارجية تتدخل بالكرة العراقية.

في السياق قال مدرب المنتخب العراقي السابق كاظم الربيعي إن العملية الانتخابية أصبحت معقدة جدا بعد تسلسل الأحداث، وإن الاتحاد الدولي وقع في خطأ كبير عندما جعل نظيره العراقي يشرف على الانتخابات بعد أن تمت معاقبته وحله.

وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن الانتخابات المقبلة ستشهد اصطفافات طائفية وقومية لاختيار المرشحين مما سيؤثر على الكرة العراقية، لأن الاختيار لن يتم وفق مواصفات المرشح وإنما لانتماءاته، داعيا إلى زياد عدد أعضاء الهيئة إلى 300 عضو تضم النجوم الرياضيين والحكام والمؤسسات الرياضية حتى يكون الاختيار للمرشح الأفضل.

وأوضح الربيعي أن الهيئة العامة الحالية نائمة ولم تقم بدورها بسبب المكاسب المادية والسفر، وطالب الحكومة العراقية بالتدخل لإنهاء الأزمة الحالية من خلال جمع الأطراف المتصارعة على طاولة الحوار.

‪الصالحي: كان من الضروري أن يرضخ الجميع للقضاء الوطني‬ (الجزيرة)
‪الصالحي: كان من الضروري أن يرضخ الجميع للقضاء الوطني‬ (الجزيرة)

اجتهاد ونزوات
في المقابل، اعتبر مدير الشؤون الرياضية في صحيفة المدى العراقية إياد الصالحي أن أسباب إلغاء الانتخابات تتلخص في الاجتهاد المستند إلى نزوات شخصية لاتحاد وجهت له اتهامات عدة في محكمة (كاس) الدولية.

وأضاف أن الاستئثار بتفسير قرار "كاس" دون اللجوء إلى مشورة قضاء الدولة والاستقواء بتوجيهات الاتحادين الدولي والقاري لإضفاء طابع الشرعية على الإجراءات التي اتخذها قبيل 18 من الشهر الحالي ساهم في الإلغاء.

وشدد في حديثه للجزيرة نت على أنه كان من الضروري أن يرضخ الجميع إلى القضاء الوطني الذي يلزمهم باتخاذ الخطوات الناجعة لإتمام مقتضيات المؤتمر الانتخابي من دون التقاطع مع اللوائح المقرّة من الفيفا, وهو ما استدركه الاتحاد المنحل في إعلانه إبطال الإجراءات التي اتخذها في تشكيل لجنة مشرفة على الانتخابات لم تلق القبول من المحكمة.

وأشار الصالحي إلى أن مشهد التصارع على مراكز القيادة في اتحاد الكرة المرتقب مرشح لمزيد من المفاجآت وأنه لا يوجد طرف مستفيد من تأجيل إقامة الانتخابات إلى إشعار آخر في ظل غياب المظلة القانونية الإدارية الرياضية ممثلة باللجنة الأولمبية الوطنية العراقية الجهة الوحيدة القادرة على مسك ملف كرة القدم بحيادية تامة أسوة ببقية الاتحادات المركزية.

المصدر : الجزيرة