كأس الخليج.. حلم البصرة يتبخر مجددا
وشكل قرار المنامة يوم الثلاثاء صدمة كبيرة للأوساط الرياضية والكروية العراقية التي كانت تمني النفس بأن تعيش أجواء البطولة هذه المرة على أرض البصرة التي شهدت إنشاء واحدة من أكبر المدن الرياضية خلال السنوات الماضية استعدادا لهذا الحدث، وأنفقت الحكومة لأجلها أكثر من 600 مليون دولار.
بيان ساخن
وإذا كان الشارع الكروي العراقي قد استاء لقرار نقل البطولة، فإن وزارة الشباب والرياضة العراقية وعبر بيان ساخن أصدرته فور إعلان القرار، هاجمت الاتحادات الخليجية بل واتهمت جهات خليجية بعرقلة تحقيق الحلم العراقي.
وأكد البيان رسميا انسحاب العراق -بناء على توجيهات الحكومة العراقية- من بطولة الخليج احتجاجا على قرار نقل البطولة الذي اعتبرته وزارة الشباب في بيانها استهانة بالعراق، والانسحاب هو رد اعتبار للكرة العراقية.
في المقابل، قال رئيس اللجنة الأولمبية العراقية رعد حمودي في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية اليوم حول قرار الحكومة "لم يصلنا حتى الآن أي إشعار حكومي رسمي بالانسحاب، لكننا سمعنا من وسائل الإعلام حول ذلك وننتظر رئيس الاتحاد العراقي ليوضح لنا ما دار في الاجتماع الأخير لرؤساء الاتحادات الخليجية لنستمع إلى الأسباب التي طرحت خلال الاجتماع".
وأضاف "لا بد أن يكون للدولة حضور ويكون لها دور في اتخاذ مثل هذه القرارات، لكن قرار النقل جاء متسرعا وكنا نأمل أن نواصل التحضير ونصل في الوقت المناسب لاستضافة خليجي22 في الموعد المقرر بشكل طبيعي".
قرار متوقع
من جهته ذكر عبد الخالق مسعود نائب رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم "كنا نتوقع مثل هذا القرار، وخير دليل على ذلك عدم موافقة أمناء سر الاتحادات وكذلك رؤساء الاتحادات على عقد اجتماعاتهم في العراق مثلما تقتضي ضرورات التنظيم، حيث تقام تلك الاجتماعات في البلد الذي يفترض أن ينظم البطولة".
وعن قرار الانسحاب قال مسعود إن "الاتحاد العراقي سيجتمع بعد وصول رئيس الاتحاد لمناقشة التطورات المتلاحقة والظروف والمستجدات، وقرار الانسحاب يعود إلى الاتحاد العراقي قبل غيره (…)، وزارة الشباب عندما أعلنت الانسحاب لم تعد إلى الاتحاد العراقي وهو صاحب الشأن في ما يتعلق ببطولات كأس الخليج".
يذكر أن العراق على امتداد تاريخ مشاركاته في بطولات كأس الخليج منذ أول تواجد له فيها عبر النسخة الرابعة في قطر 1976، انسحب مرتين من هذه البطولة: الأولى كانت في خليجي أبو ظبي عام 1982، والثانية أثناء الدورة العاشرة بالكويت عام 1990، وغاب عنها بعد ذلك 14 عاما بسبب غزو الكويت ليعود إليها في خليجي17 بقطر عام 2004 بفضل جهود رئيس اللجنة الأولمبية العراقية السابق أحمد السامرائي وكذلك رئيس الاتحاد العراقي السابق حسين سعيد.
توصيات
وأشارت معلومات تسربت من داخل اجتماع رؤساء الاتحادات الخليجية يوم الثلاثاء في المنامة تفيد بأن التوصيات التي رفعها أمناء سر الاتحادات الخليجية والتي تمت مناقشتها خلال الاجتماع تحدثت عن تحقيق نسب رضا لم ترتق إلى المستوى المناسب.
وتتعلق تلك النسب بإنجاز الأماكن الفندقية الخاصة بالإسكان في المدينة الرياضية، فضلا عن عدم اكتمال الجوانب الخدمية اللوجستية وتحديدا المتعلقة بمعبر سفوان الحدودي مع الكويت، وكذلك المناطق المحيطة بالمدينة الرياضية، في حين أبدت التوصيات تلك رضاها عن مستوى التحضير في ما يتعلق بمطار البصرة والمركز الطبي الخاص بالبطولة.
ويتوقع أن تشهد تداعيات سحب "خليجي22" ونقلها من البصرة خلال الأيام المقبلة توترا في ما يتعلق بقرار الانسحاب في ظل توجه حكومي واضح مدعوم من الشارع الكروي، ومعارض كما يظهر من قبل مسؤولي الاتحاد العراقي لكرة القدم.
وتفتتح المدينة الرياضية في البصرة السبت المقبل بإقامة مباراتين وديتين بين الميناء والزوراء العراقيين مع العهد اللبناني والزمالك المصري على التوالي، رغم حظر إقامة المباريات الودية في العراق بعد قرار الاتحاد الدولي (فيفا) الأخير باستمرار فرض الحظر على الملاعب العراقية.