"تمييز" روسي بين رياضيي القوقاز ومواطنيه

epa03335918 Russian President Vladimir Putin (C) congratulates Tagir Khaibulaev (L) of Russia after Khaibulaev won the men's -100kg contest final match at the Judo competitions at the London 2012 Olympic Games, London, Britain, 02 August 2012. EPA/ALEXEY DRUZHININ /RIA NOVOSTI / Mandatory credit
undefined

خالد شمت – برلين

قالت منظمة حقوقية ألمانية إن روسيا تمارس معايير مزدوجة في التعامل مع القوقازيين, من خلال احتفائها المبالغ فيه بفوز اثنين من الرياضيين الداغستانيين بالميدالية الذهبية في الجودو بأولمبياد لندن، في الوقت الذي يعاني فيه سكان القوقاز من صور صارخة للقمع والعنصرية والاضطهاد الموجه ضدهم من القوميين الروس حسب المنظمة.

واعتبرت المنظمة الألمانية للدفاع عن الشعوب المهددة أن إحراز الرياضيين الروسيين ذوي الأصل الداغستاني تاغير خايبولاييف ومنصور عيساييف ميداليتين ذهبيتين في دورة الألعاب الأولمبية بلندن، يمثل مناسبة لتسليط مزيد من الأضواء على أوضاع القمع والاضطهاد السائدة بجمهوريات شمال القوقاز المسلمة والتابعة للفيدرالية الروسية.

وحاز خايبولاييف لقبه الأولمبي في مصارعة الجودو تحت وزن 100 كيلوغرام بعد تغلبه على المنغولي تايدان توفشينبايار الخميس الماضي في منازلة حضرها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بينما حصل عيساييف على الميدالية الذهبية بعد الفوز على منافسه الياباني ريكي ناكايا.

واقع مرير
وأشارت منظمة الدفاع عن الشعوب المهددة إلى أن احتفالات روسيا بذهبيات الأولمبياد التي أحرزها خايبولاييف وعيساييف لفريقها الأولمبي المشارك في لندن "تأتي في ظل واقع يومي مرير بمنطقة القوقاز التي ينحدر منها اللاعبان، ومعاناة شديدة للقوقازيين داخل الاتحاد الروسي" .

وأوضحت المنظمة -في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه- أن السياسة القومية الخاطئة للكرملين مسؤولة عن إثارة النزعات العنصرية والعنف في أشد الصور ضد القوقازيين داخل الاتحاد الروسي، وقالت مسؤولة جمهوريات آسيا الوسطي والقوقاز في المنظمة الحقوقية الألمانية "إن التعدي البدني والإهانة والعنصرية باتوا طابعا معتادا للواقع اليومي للشيشانيين والأنغوش والداغستانيين في المدن الروسية التي تصنفهم سلطاتها كأشخاص من ذوي الهوية القوقازية وليس كمواطنين روس".

واعتبرت سارة راينكا في تصريح للجزيرة نت أن "هذا التوصيف رغم ما يحمله من تعبير عن غطرسة واستعلاء إلا أنه في الواقع يعتبر أقل حدة من الإهانات اليومية البالغة التي يتعرض لها المواطنون القوقازيون من القوميين الروس المتطرفين"، ورأت أن ازدواجية المعايير الأخلاقية للمجتمع الروسي تجاه مواطني جمهوريات شمال القوقاز تعد نتيجة طبيعية "للسياسة القومية الفاشلة" التي تنتهجها الدولة الروسية.

وأوضحت راينكا أن داغستان التي ينحدر منها لاعبا الجودو الفائزين بذهبيتي لندن تحولت إلى مرتع لعنف يومي تمارسه الأجهزة الأمنية هناك بدعم من الكرملين، ولفتت إلى أن السكان والمجتمع المدني في هذه الجمهورية القوقازية الخاضعة للحكم الروسي يعانون من القمع وفقدان الأمل في مستقبل أفضل أو بتحقيق الأمن والسلام.

ونوهت الناشطة الحقوقية الألمانية إلى أن رياضيي جمهوريات شمال القوقاز دأبوا تقليديا ومنذ سنوات طويلة على إحراز أفضل النتائج بدورات الألعاب الأولمبية خاصة في رياضات الالتحام البدني، وأشارت إلى أن تميز نتائج هؤلاء الرياضيين صعد بالفريق الأولمبي الروسي إلى مستويات متقدمة مقارنة بالفرق الأخرى المشاركة بالأولمبياد.

المصدر : الجزيرة