أنيش كابور.. مانح لندن رمزها الأولمبي

برج أرسيلور ميتال أوربت الفولاذي في لندن
undefined
يعترف أنيش كابور أن بناء البرج الفولاذي الهائل الشبيه بالثعبان الملتف والذي سيكون رمزا لدورة الألعاب الأولمبية "لندن 2012″، يعتبر قمة مشواره المهني المذهل.

ويعتبر النحات الهندي الأصل الذي ولد في مومباي قبل 58 عاما، أن إنجاز البرج الفولاذي العملاق البالغ ارتفاعه 115م "عملية العمر"، مشيرا إلى أنه يجمع بين عناصر برج إيفل الفرنسي وملعب "عش الطائر" الشهير في بكين وبرج بابل.

ويقول كابور عن البناء الغريب الشكل الذي يعتبر الأعلى ارتفاعا في بريطانيا "إنه يشبه الدوامة الطويلة الملفوفة.. إنه عمل أحمق يطمح في الوصول إلى السحاب ولديه طابع أسطوري".

ويعرف البرج الفولاذي العملاق رسميا باسم "أرسيلور ميتال أوربت" تيمنا بعملاق صناعة الفولاذ الهندي لاكشمي ميتال الذي يعتبر أثرى أثرياء بريطانيا. ولكن البرج الحلزوني أصبح معروفا بلقب "كولوسيوس أوف ستراتفورد" على اسم المقاطعة الواقعة شرق لندن والتي تستضيف أولمبياد لندن هذا الشهر.

واستخدم نحو ألفي طن من الفولاذ في بناء هذا البرج الذي عبر مصاعده ومماشيه وأدراجه البالغة 455 درجة، سيتمكن 800 فرد كل ساعة من الوصول إلى قمته. ويتوقع أن يجتذب البرج الذي يضم منصة عرض ومطعما، نحو خمسة آلاف زائر يوميا.

ويمكن لحاملي تذاكر المسابقات الأولمبية دخول البرج خلال فترة أولمبياد لندن فقط أي بين 27 يوليو/تموز الجاري و12 أغسطس/آب المقبل،. بينما سيفتح البرج أمام الجماهير عام 2014.

عرض للأضواء
وكل مساء، سيقدم عرض للأضواء المتحركة المنبعثة من الدرج الحلزوني الخارجي للبرج وأسواره الدائرية ومظلته ومنصات العرض، مما يمنح المعلم اللندني تأثيرا فنيا متميزا.

كابور (يمين) نفذ البرج الفولاذيرفقة المهندس سيسيل بالموند(غيتي)
كابور (يمين) نفذ البرج الفولاذيرفقة المهندس سيسيل بالموند(غيتي)

وبلغت تكلفة تشييد البرج الذي صممه ونفذه كابور بالتعاون مع المهندس المعماري السريلانكي البريطاني الشهير سيسيل بالموند، نحو 20 مليون جنيه إسترليني (32 مليون دولار)، ودفعت شركة أرسيلور ميتال نصيب الأسد من هذا المبلغ.

ويقول عمدة لندن بوريس جونسون إن قطعة أنيش كابور الفنية "تلخص طاقة وروح لندن فعلا.. بعد انتهاء الألعاب بوقت طويل سيكون هدفنا أن نحتفظ بمشهد رائع يعترف به العالم أجمع".

ويرى النحات الشهير الذي جعلت منه أعماله الفنية المنتشرة أحد أشهر الفنانين في العالم، أن هذا العمل الفني الهائل يحمل طابعا غامضا، حيث قال لصحيفة ذي غارديان البريطانية "هناك طابع يضفي روح العصور الوسطى على البرج من حيث الوصول إلى السماء وبناء المستحيل.. يمكن وصفه بأنه روحاني".

ومنذ أن غادر الهند قبل 40 عاما للدراسة في لندن، قفزت أعمال كابور المثيرة للتفكير به إلى قمة المشهد الفني في بريطانيا والعالم.

وفاز كابور بجائزة "تيرنر" البريطانية الشهيرة في الفن المعاصر عام 1991، وبعدها بعشر سنوات قدّم في قاعة "توربين هول" بمتحف "تيت" للفنون الحديثة في لندن، تمثالا يشبه سماعة الأذن العملاقة.

ووضع كابور مرايا فولاذية لامعة ومشوهة في مساحات مفتوحة بلندن ونيويورك، وجسد الأزمات والحروب مستخدما شمعا أحمر بلون الدم في معرض 2009 بالأكاديمية الملكية في لندن اجتذب جماهير غفيرة.

المصدر : الألمانية