بيكنباور يتوقع صعود ألمانيا والبرتغال

اللاعب الألماني والمدرب السابق لألمانيا فرانز بيكنباور
undefined
فرانز بيكنباور*
 
كتبت في مقالي السابق أنني معجب بالمنتخبين الألماني والبرتغالي. وأنني أتوقع بلوغهما الدور قبل النهائي من يورو 2012، بل النهائي أيضا. والآن لم يتغير شيء بالنسبة لي، وإن كان خلال أي بطولة عادة ما تتجاوز الفرق مشكلاتها وتصبح أقوى. فإنني أرى أن إسبانيا، أمام البرتغال، وإيطاليا، أمام ألمانيا، قادرتين أيضا على التغلب على مرشحتي في الدور قبل النهائي.

وفي مباراة الدور قبل النهائي الأولى، فإن ما يرجح كفة إسبانيا هو أنها دائما قادرة على تحقيق الفوز دون أن تكون في أفضل حالاتها كما فعلت أمام كرواتيا في دور المجموعات ثم أمام فرنسا في دور الثمانية. رغم أنهم لم يتغلبوا من قبل على فرنسا في أي بطولة كبيرة طوال تاريخ مواجهاتهما.

ولكن هذه المرة لم يسمح الإسبان للفرنسيين -الذين ما زالوا يعانون من مشاكل داخلية في صفوف الفريق- بالاقتراب من منطقة جزائهم طوال المباراة، وفازوا بسهولة بهدفي تشابي ألونسو نجم ريال مدريد.

ابتسمت عندما سمعت لاعب بايرن ميونيخ السابق محمد شول يقول أثناء تعليقه على المباراة بالتلفزيون الألماني "أمام المنتخب الإسباني يشعر كل منافس أنه حكم". فهو يجري بالقرب من الكرة طوال الوقت دون أن يحصل عليها، وعندما تحصل على الكرة بالفعل تنظر أمامك لتجد المرمى على بعد 70 مترا.

لا أعتقد أنه ستكون هناك أهداف كثيرة في مباراة إسبانيا والبرتغال بسبب الندية الكبيرة بين الجارتين، الجارة الكبيرة إسبانيا والصغيرة البرتغال التي تسعى لأن تصبح الكبيرة للمرة الأولى في هذه المواجهة

إسبانيا والبرتغال
لا أجد حقا إيجازا أكثر تحديدا من ذلك عن أداء إسبانيا المعتمد على التمريرات القصيرة والاستحواذ على الكرة، ومع ذلك فقد نشاهدها تخسر. فثلاثة من نجوم ريال مدريد الإسباني يلعبون بمنتخب البرتغال ويحملون جين الفوز الذي يتمتع به بطل إسبانيا. وأعني هنا الظهير الأيسر فابيو كوينتراو، ولاعب قلب الدفاع بيبي الذي يحتفظ دائما بحماس مشتعل حتى الدقيقة الأخيرة شأنه في ذلك شأن النجم الكبير كريستيانو رونالدو.

ويعرف جميع لاعبي ريال مدريد في منتخب أسبانيا، وهم حارس المرمى إيكر كاسياس وألفارو أربيلوا وسيرخيو راموس وتشابي ألونسو، بيبي جيدا ويكنون له كل الاحترام كما هو الحال مع رونالدو لأنهم يعرفون أنه لا يختال بنفسه وحسب ولكنه أيضا لاعب يعمل على تقديم أداء مثالي دائما.

لا أعتقد أنه ستكون هناك أهداف كثيرة في هذه المباراة بسبب الندية الكبيرة بين الجارتين، الجارة الكبيرة إسبانيا والصغيرة البرتغال التي تسعى لأن تصبح الكبيرة للمرة الأولى في هذه المواجهة.

وتتميز البرتغال بأن لديها القدرة على اللعب بثلاثة مهاجمين هم رونالدو وناني وهيلدر بوستيجا وإن كانت الشكوك تحوم حول مشاركة الأخير بسبب الإصابة، مما يعني إمكانية الدفع باللاعب هوجو ألميدا مكانه. أما إسبانيا فلا يبدو أن لديها من المهاجمين سوى فيرناندو توريس، هذا إن لعب من الأساس حيث يمكن للمدرب فيسينتي ديل بوسكي أن يلعب بدون مهاجم صريح رغم أنه يواجه العديد من المخاطر من خط الوسط حتى بطريقة اللعب 4-6-صفر.

يجب أن لا ننسى أن متوسط أعمار اللاعبين الإيطاليين يبلغ 30 عاما، بينما لا يتعدى متوسط أعمار لاعبي منتخب ألمانيا 23 عاما، مما يعني أن أكبر فرق البطولة سنًا يواجه أكثرها شبابا

ألمانيا وإيطاليا
وكان اللاعبون الألمان -وحتى الجماهير الألمانية- يأملون في أن تكون إنجلترا هي منافستهم التالية في الدور قبل النهائي باعتبار أن الفوز كان حليفا لهم تقريبا في جميع مواجهاتهم مع إنجلترا في البطولات الكبيرة.

وبالعكس تعاني ألمانيا من عقدة أمام إيطاليا حيث إنها لم يسبق لها أبدا التغلب عليها في أي بطولة كبيرة. وما زالت ألمانيا تتذكر هزيمتها (صفر-2) أمام إيطاليا في الوقت الإضافي لمباراتهما في الدور قبل النهائي لبطولة كأس العالم 2006.

فما الذي تملكه إيطاليا حاليا في ظل أسلوب أدائها الجديد تحت قيادة المدرب تشيزاري برانديللي الذي يريد أن تخرج بلاده من ثوبها وتقدم كرة هجومية على غير المعتاد؟

الثنائي الهجومي ماريو بالوتيللي وأنطونيو كاسانو ليس خطيرا للغاية أمام المرمى، وما زالت إيطاليا تعتمد كثيرا على حارس مرماها جانلويجي بوفون الذي قلما رأيت حارسا قياديا مثله.

ولا يزال الكثير في إيطاليا يعتمد على صانع الألعاب أندريا بيرلو. فالطريقة التي أسقط بها الكرة خلف الحارس الإنجليزي جو هارت خلال ضربات الترجيح أمام المسالمة إنجلترا في دور الثمانية ستسجل في صفحات تاريخ البطولة الأوروبية. وبعدما فشل بيرلو في الظهور بمستوى جيد خلال بطولة كأس العالم 2010 حيث كان عائدا لتوه من الإصابة، يقدم اللاعب المخضرم الآن أفضل عروضه وهو في الـ33 من عمره.

ولكن يجب أن لا ننسى أن متوسط أعمار اللاعبين الإيطاليين يبلغ 30 عاما بينما لا يتعدى متوسط أعمار لاعبي منتخب ألمانيا 23 عاما، مما يعني أن أكبر فرق البطولة سنا يواجه أكثرها شبابا.

يجب على ألمانيا ألا تخشى أي فريق. لقد أثبت مدرب الفريق يواخيم لوف خلال مباراة بلاده أمام اليونان التي فازوا فيها (4-2) بدور الثمانية أن بوسعه استبدال لاعبي الهجوم ماريو غوميز، وتوماس مولر، ولوكاس بودولسكي مع اللاعبين ميروسلاف كلوزه، وماركو ريوس، وأندريه شويرله دون أي مشاكل تذكر.

وسيكون للسريع الماهر ريوس على وجه التحديد، الذي سينتقل من بوروسيا مونشنجلادباخ إلى بطل ألمانيا بوروسيا دورتموند، مستقبل مبهر.

وتبدو خيارات لوف متعددة بشكل كبير عندما يتخذ قراره بشأن تغيير تشكيل فريقه من جديد. إنني لا أتفق شخصيا مع إجراء تغييرات كبيرة على تشكيلات الفرق، ولكن حتى الآن يبدو أن كل ما قام به لوف قد حقق النجاح.

إذا قلت إن ألمانيا ستصل نهائي يورو 2012، فإنني لا أقول ذلك لأنني ألمانيٌّ بل لأنني مقتنع بإمكانيات الفريق. ولكن تظل هناك بعض الشكوك البسيطة في الأمر، وذلك ببساطة لأن إيطاليا هي المنافس.

عقب هذه المباراة ، ستشهد مدينة ميونيخ الألمانية احتفالات صاخبة أيا كانت النتيجة. فمسقط رأسي والمدينة التي شهدت أفضل سنوات مشواري الرياضي كلاعب تعرف بأنها أقصى مدينة شمالية إيطالية. فإذا لم نتمكن نحن الألمان من الاحتفال فإن شوارع المدينة ستكتظ بالإيطاليين الفرحين بالفوز.
______________________________
لاعب ومدرب ألماني سابق

المصدر : الألمانية