مخلوفي والملولي بطلان من ذهب لعام 2012

London, Greater London, UNITED KINGDOM : Tunisia's Oussama Mellouli (C) kisses his gold medal after winning the men's 10km open water swimming marathon at the London 2012 Olympic Games at Hyde Park in London, on August 10, 2012. Mellouli claimed victory to become the first person to win Olympic titles in both pool and open water races. AFP PHOTO / LUIS ACOSTA
undefined
  ماهر خليل
 
 أنقذ الجزائري توفيق مخلوفي والسباح التونسي أسامة الملولي ماء وجه العرب في دورة الألعاب الأولمبية "لندن 2012" بعد حصدهما الذهبيتين اليتيمتين للعرب في أكبر محفل رياضي عالمي كان الحدث الرياضي الأبرز في العام المنقضي والذي شهد أيضا فشل منتخب مصر مجددا في التأهل لكأس أمم أفريقيا مقابل تتويج الأهلي المصري بدوري أبطال أفريقيا على حساب الترجي التونسي.

وأعاد مخلوفي ألعاب القوى الجزائرية للواجهة بتتويجه بذهبية 1500 م مانحا بلاده والدول العربية باكورة ميداليتها من المعدن النفيس في لندن. كما أنها الذهبية الوحيدة للجزائر في البطولة، والخامسة لها في تاريخ مشاركاتها.

من جهته، أصبح "قرش قرطاج" أسامة الملولي أول رياضي عربي يحرز ذهبيتين في نسختين مختلفتين من الألعاب الأولمبية الصيفية، عندما توج بذهبية سباق 10 كلم سباحة في المياه المفتوحة بعدما كان نال ذهبية سباق 1500 م في بكين 2008.

ولم يتوقف إنجاز الملولي على ذهبية 10 كلم بل نال أيضا برونزية سباق 1500 م، وأصبح الرياضي الأفضل تتويجا في بلاده في الألعاب الأولمبية متفوقا على مواطنه الشهير محمد القمودي صاحب ذهبية وفضيتين، وثاني أفضل رياضي عربي بعد المغربي هشام الكروج (ذهبيتان وفضية).

ودونت التونسية حبيبة الغريبي اسمها كأول رياضية من بلادها تحقق ميدالية في تاريخ الألعاب عبر فضية سباق 3 آلاف م موانع، بعد أن اقتصرت ميداليات الدولة الشمال أفريقية في أكبر مسرح رياضي على فئة الرجال وأبرزهم عداء المسافات الطويلة القمودي الذي أحرز ثلاث ميداليات ذهبية وفضيتين في الستينيات والسبعينيات، والسباح الملولي.

‪مريم جمال  أول رياضية خليجية تصعد إلى‬ منصة التتويج 
‪مريم جمال  أول رياضية خليجية تصعد إلى‬ منصة التتويج 

أول خليجية متوجة
ودخلت العداءة البحرينية مريم جمال تاريخ الألعاب الأولمبية كونها أصبحت أول رياضية خليجية تصعد إلى منصة التتويج بإحرازها برونزية سباق 1500 م، ونجحت بالتالي في تدوين اسم بلادها للمرة الأولى في تاريخ الألعاب معوضة ذهبية السباق التي سحبت من مواطنها رشيد رمزي بسبب المنشطات بعدما توج بطلا أولمبيا في بكين.

وعادت الفروسية السعودية للواجهة بإحراز برونزية للمرة الثانية في تاريخها، وهذه المرة عبر الفرق في القفز بالحواجز بعدما حقق خالد العيد برونزية السباق ذاته للمرة الأولى في سيدني 2000. كما تألقت الرماية الخليجية عبر برونزيتي القطري ناصر العطية (الإسكيت) والكويتي فهيد الديحاني (التراب). كما توج القطري الواعد معتز برشم مجهوداته ببرونزية الوثب العالي.

ودخل المصري علاء الدين أبو القاسم التاريخ كونه أول عربي وأفريقي يتوج بميدالية في المبارزة في تاريخ الألعاب حيث حقق فضية سلاح الشيش. وعاد مواطنه كرم جابر إلى منصة التتويج بفضية وزن 84 كلغ في المصارعة اليونانية الرومانية.

وأنقذ العداء المغربي عبد العاطي إكيدير ماء وجه ألعاب القوى المغربية على الخصوص والرياضة في بلاده عموما بنيله برونزية سباق 1500 م، بعدما نالت ضربتين موجعتين بسبب المنشطات استبعد على أثرهما اثنان من أبرز عدائيها واللذان كانا مرشحين لإحدى الميداليات في سباق 1500 م وهما أمين لعلو ومريم العلوي السلسولي.

العرب وأمم أفريقيا
وفي كرة القدم، فشل منتخب مصر حامل الرقم القياسي بعدد الألقاب (7 آخرها عام 2010) في الـتأهل لكأس أمم أفريقيا 2013 في جنوب أفريقيا للمرة الثانية على التوالي، وودع التصفيات منذ الدور التمهيدي أمام جمهورية أفريقيا الوسطى. وحذا منتخبا السودان وليبيا حذو مصر وفشلا في التأهل مجددا.

كما تغيبت منتخبات كبرى عن التظاهرة أبرزها الكاميرون الذي خرج على يد الرأس الأخضر صاحب المفاجأة المدوية. في المقابل، تعود إثيوبيا إلى النهائيات بعد غياب ثلاثين عاما بعد تأهلها على حساب السودان، ونيجيريا بعد غيابها عن النهائيات الأخيرة.

وأوقعت قرعة النسخة الـ29 من نهائيات العرس القاري منتخبيْ تونس والجزائر في مجموعة واحدة وصفت بالحديدية لأنها ضمت أيضا توغو وساحل العاج وصيفة بطلة النسخة الأخيرة. وفي المقابل، يبدو أن القرعة أنصفت الممثل الثالث لكرة القدم العربية المغرب فأوقعته مع جنوب أفريقيا المضيفة وأنغولا وجزر الرأس الأخضر.

ولن تكون مهمة المنتخبين التونسي والجزائري سهلة في سعيهما للظفر باللقب القاري الثاني في تاريخيهما لأنهما سيصطدمان بقوة ساحل العاج المدججة بالنجوم في مقدمتهم ديدييه دروغبا ويحيى توريه وجيرفينيو، وستكون الكأس القارية في جنوب أفريقيا فرصتهم الأخيرة لفك سوء الحظ الذي لازمهم في النسخ الأخيرة وإحراز اللقب الثاني.

في المقابل، قد تكون مهمة المنتخب المغربي سهلة نسبيا مقارنة بتونس والجزائر، رغم أنهم سيلعبون مع أصحاب الأرض الذين يسعون لاستغلال استضافتهم للكأس القارية للمرة الثانية في تاريخهم والأولى منذ 17 عاما للتتويج بها للمرة الثانية أيضا وعلى أرضهم بعد الأولى عام 1996.

وسيسعى أسود الأطلسي بقيادة مدربهم المحلي رشيد الطاوسي إلى محو خيبة أمل نسخة الغابون وغينيا الاستوائية بقيادة البلجيكي إريك غيرتس عندما خرجوا من الدور الأول. وتضم مجموعة المغرب أيضا منتخبيْ أنغولا وجزر الرأس الأخضر التي تشارك في النهائيات للمرة الأولى بعد إقصائها للكاميرون ونجمها صامويل إيتو.

 المنتخب المصري خيب آمال جمهوره بعدم الترشح لكأس أفريقيا 
 المنتخب المصري خيب آمال جمهوره بعدم الترشح لكأس أفريقيا 

عرب أفريقيا
ومقابل فشل المنتخب، كان عزاء الكرة المصرية في تتويج الأهلي بلقب دوري أبطال أفريقيا عندما أكد عقدته للأندية التونسية ونجح في انتزاع لقبه السابع من أرض ملعب مضيفه الترجي حامل اللقب بالفوز عليه 2-1.

وكانت مباراة الذهاب بملعب الإسكندرية دارت أمام نحو عشرين ألف متفرج وانتهت بالتعادل 1-1، حضروا للمرة الأولى بأحد ملاعب مصر منذ أحداث العنف في ملعب بورسعيد التي أودت بحياة 72 من مشجعي الأهلي بعد مباراته في الدوري المحلي أمام النادي المصري، مما أدى إلى تجميد النشاط الرياضي في البلاد.

ومثل الأهلي أفريقيا والعرب في كأس العالم للأندية باليابان، لكن كورينثيانز البرازيلي بدد أحلامه في بلوغ نهائي البطولة عندما هزمه 1-صفر في نصف نهائي البطولة ليفشل في تكرار إنجاز جديد للكرة الأفريقية بعد أن نجح مازيمبي الكونغولي في بلوغ نهائي هذه البطولة عام 2010 وخسر وقتها أمام إنترميلان صفر-3.

واكتفى النادي القاهري بالمركز الرابع بعد هزيمته في مباراة تحديد المركز الثالث مع مونتيري المكسيكي، لكنه رغم ذلك دخل تاريخ البطولة من أوسع أبوابه إذ أصبح النادي الأكثر خوضا للمباريات في البطولة العالمية، حيث حطم الرقم الذي يتقاسمه حاليا مع أوكلاند (7 لكل منهما) عندما لعب مباراته الثامنة في هذه البطولة بالدور نصف النهائي.

وفي كأس الاتحاد الأفريقي، توقف المشوار الجيد لقطبي الكرة السودانية المريخ والهلال خلال دور المجموعتين عند دور الأربعة ليفشلا في إبقاء لقب المسابقة عربيا بعد تتويج المغرب الفاسي المغربي باللقب العام الماضي على حساب الأفريقي التونسي، والفتح الرباطي بلقب 2010 على حساب الصفاقسي التونسي.

وتوّج ليوباردز الكونغولي بلقب المسابقة للمرة الأولى في تاريخه على حساب دجوليبا المالي. وهو اللقب الثاني لفريق كونغولي في المسابقة بعد الأول لكارا منذ 38 عاما حين تغلب على المحلة المصري في نهائي عام 1974. في المقابل، فشل دجوليبا في تكرار إنجاز مواطنه الملعب المالي عام 2009.

عرب آسيا
وفي آسيا، أعاد نادي أولسان لقب دوري أبطال آسيا إلى كوريا الجنوبية بفوزه على حساب ضيفه الأهلي السعودي الذي فشل في إبقاء اللقب عربيا بعد أن نجح السد القطري في إعادته للعرب في النسخة الماضية على حساب شونبوك الكوري الجنوبي.

وفي كأس الاتحاد الآسيوي، استعاد الكويت اللقب بعدما حقق فوزا ساحقا على مضيفه أربيل العراقي في النهائي برباعية نظيفة. وحصل الفريق الكويتي على لقب البطولة عام 2009 للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته في المسابقة، التي انطلقت نسختها الأولى بحلتها الجديدة عام 2004 وهيمنت على ألقابها الفرق العربية عندما استهلها الجيش السوري ثم الفيصلي الأردني عامي 2005 و2006.

المصدر : الجزيرة