تأهل معاقين بغزة لأولمبياد لندن

للاعب الرياضي المعاق بصريا محمد فنونة

الرياضي محمد فنونة حصل على رقمين في الوثب الطويل أهلاه لأولمبياد لندن (الجزيرة نت)

ضياء الكحلوت-غزة

حقق رياضيون معاقون من قطاع غزة إنجازات مهمة أهلتهم إلى أولمبياد لندن 2012 بعد أن حجزوا لفلسطين ثمانية مقاعد إثر تتويجهم بعشرين ميدالية بين ذهبية وفضية وبرونزية في بطولة ألعاب القوى للمعاقين التي نظمت مؤخرا بتونس.

ويحتضن هؤلاء الرياضيين نادي الجزيرة الفلسطيني الذي تبلغ مساحته 1885 متراً رغم ما يعانونه من ضعف الإمكانيات المادية والتقنية.

ففي أبرز النتائج المسجلة، فاز الرياضي المعاق خميس زقوت (46 عاما) بميداليتين ذهبيتين في لعبة دفع الجلة الحديدية.

وقال زقوت إنه استطاع كسر الرقم القياسي الذي حققه رياضي كوبي في نيوزيلندا قبل ستة أشهر برميه الجلة إلى مسافة 29 مترا و61 سم بعدما كان الكوبي أوصلها إلى 29 مترا و34 سم.

وبين زقوت الذي يعاني شللاً سفلياً جعله قعيد كرسي متحرك أنه يريد أن يثبت للعالم أن "الشعب الفلسطيني معطاء وفي كل ميدان" وأنه قادر على الوصول لما يصبو إليه.

وفي تعليقه على معاناة سكان غزة، قال "نستحق أن نعيش بشكل أفضل بعيدا عن الاحتلال والحصار والمعاناة والإرهاق اليومي للناس".

وأضاف البطل الدولي في رياضة المعاقين للجزيرة نت "أنا ابن مخيم لاجئين ومن عائلة فقيرة، وكسر الحصار الرياضي هدف حققته وأحمد الله، نحن نبدع في كسر وتحطيم الذين يحاولون تحطيم نفسياتنا كإسرائيل".

وذكر زقوت أنه حقق أول ميدالية دولية في التاريخ الفلسطيني عام 1998، وحصيلة إنجازاته 12 ميدالية ذهبية وثماني فضيات وتسع برونزيات.

الرياضيون الفلسطينيون حجزوا ثمانية مقاعد بأولمبياد لندن 2010 (الجزيرة نت)
الرياضيون الفلسطينيون حجزوا ثمانية مقاعد بأولمبياد لندن 2010 (الجزيرة نت)

الوثب الطويل
أما محمد فنونة الرياضي الذي فقد بصره جزئياً فقد حصل على رقمين للتأهل لأولمبياد لندن في لعبة الوثب الطويل ورمي الجلة، وعبر في تصريح للجزيرة نت عن سعادته بما حققه الرياضيون الفلسطينيون.

وقال "الحمد لله، رفعت علم فلسطين عالياً، وأصبح الرياضيون المعاقون في العالم يقولون إن فلسطين رقم صعب ليس بسهولة يمكن تجاوزه".

وأضاف فنونة "أتمنى أن نتدرب بشكل مدروس ورسمي خارج قطاع غزة قبل أولمبياد لندن بأشهر حتى نحصل على الذهب، ونتمنى اهتماماً أوسع وأكبر بهذه الشريحة من الرياضيين لأنها مهمشة في بلادنا".

قلة الإمكانيات
من جهته، قال رئيس نادي الجزيرة علي النزلي الذي يهتم ناديه بالدرجة الأولى بالمعاقين الرياضيين ويحتضنهم رغم قلة الإمكانيات، "إن الغزيين أوصلوا رسالة للعالم بقدرتهم على الحياة وبإصرارهم على الوصول رغم ظروفهم القاسية والصعبة".

وأشاد النزلي في حديث للجزيرة نت بالإنجاز الفلسطيني "الوطني" بعد تأهل ثمانية أبطال فلسطينيين لأولمبياد لندن الذي يعقد كل أربع سنوات مرة، وتكون فيه المنافسة قوية جدا حيث إن أبطال العالم يتجهزون ويستعدون للبطولة لأربع سنوات كاملة.

 النزلي: نتمنى إيجاد نصير عربي وإسلامي يساعدنا في النهوض بهذه الرياضات (الجزيرة نت)
 النزلي: نتمنى إيجاد نصير عربي وإسلامي يساعدنا في النهوض بهذه الرياضات (الجزيرة نت)

العلم الفلسطيني
وأضاف النزلي "نتوقع من خلال الاستعدادات الموجودة أن يحصد أبطالنا ميداليات ترفع العلم الفلسطيني عاليا".

ولفت إلى أنه "نتيجة للممارسات الإسرائيلية، فإن هناك الكثير من المبدعين في رياضات المعاقين".

وأشار النزلي إلى أن هذه الإنجازات تحققت رغم قلة الإمكانيات وخاصة البنية التحتية والإنشاءات والملاعب والأماكن المجهزة لمثل هذه الرياضات.

وذكر أن ناديه يتوفر على بعض المستلزمات الرياضية التي تساعد في تدريبات هؤلاء الرياضيين المبدعين، لكنها "محدودة".

وأعرب رئيس النادي عن أمله في وجود "نصير عربي وإسلامي يساعدنا في النهوض بهذه الرياضة وبمبدعيها" داعيا إلى تعاون وتنسيق مع الأندية العربية باتجاه الشراكة والتوأمة حتى تحقق الرياضة الفلسطينية مزيدا من الإنجازات.

المصدر : الجزيرة