الرياضة دبلوماسية فلسطينية نحو الدولة

الوفد الفلسطيني خلال حفل افتتاح الألعاب الأولمبية في بكين 2008

الوفد الفلسطيني خلال حفل افتتاح الألعاب الأولمبية في بكين 2008 (الألمانية)

هل تنجح دبلوماسية الرياضة في ما أخفقت فيه كل محاولات الوساطة وإدارة الأزمات والاجتماعات السياسية والمفاوضات في تحقيق حلم الدولة الفلسطينية؟ مفهوم يبدو أنه يترسخ لدى الفلسطينيين الذين صاروا يتخذون من الرياضة إستراتيجية عالمية للحصول على الاعتراف بدولتهم.

وقد يفتح قبول منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) العضوية الكاملة للفلسطينيين أواخر الشهر المنصرم، أبوابا جديدة -ومنها الرياضة- للدفاع عن قضيتهم.

وفي الوقت الذي تقطعت فيه سبل الاتصال بين الحكومتين الفلسطينية والإسرائيلية، تمكنت اللجنة الأولمبية الدولية من إنشاء علاقة بين اللجنة الأولمبية الفلسطينية ونظيرتها الإسرائيلية لحل بعض القضايا، منها تحركات الرياضيين بين الضفة الغربية وقطاع غزة، والأدوات الرياضية التي يحظر على الفلسطينيين استيرادها.

اللجنة الأولمبية قدمت خطة بنحو 86 مليون دولار لتنمية الأنشطة الرياضية (الألمانية)
اللجنة الأولمبية قدمت خطة بنحو 86 مليون دولار لتنمية الأنشطة الرياضية (الألمانية)

خطوات
وقامت الجهات الفلسطينية المعنية بالأمر باتخاذ خطوات في هذا الصدد، فقدمت اللجنة الأولمبية والسلطة الفلسطينية في الآونة الأخيرة خطة طويلة الأجل مدتها عشر سنوات لتنمية الأنشطة الرياضية من أجل بلوغ الهدف الفلسطيني المنشود، وهو الاعتراف بالدولة.

ويقول رئيس حكومة تصريف الأعمال سلام فياض إن الخطة التي تبلغ كلفتها الاستثمارية 64 مليون يورو (86.3 مليون دولار) تتضمن إنشاء مركز متخصص في التأهيل بجانب عدد كبير من المؤسسات والمنشآت الأخرى، غير أن المشكلة تكمن في التمويل، وهو ما سيطرحه على الدول المانحة في مؤتمرها المقبل.

ومن الخطوات أيضا تنظيم الدوري الفلسطيني -بفرقه العشرة- موسمه الرابع دون انقطاع، وإدراج نسخة نسائية في الدوري، وإقامة ملعب يطابق المعايير الدولية، وتنظيم أولى مباريات منتخب كرة القدم هذا العام على الأراضي الفلسطينية للتأهل لأوليمبياد لندن 2012 ومونديال 2014.

الرجوب: الرياضة أداة لتسليط الضوء على تطلعات الشعب الفلسطيني (الجزيرة)
الرجوب: الرياضة أداة لتسليط الضوء على تطلعات الشعب الفلسطيني (الجزيرة)

آراء
ويقول جيرومي شامبين مستشار السلطة الفلسطينية لتنمية الرياضة وكرة القدم منذ 2010، إن "الرياضة تعتبر عنصرا لتعزيز الهوية الوطنية، وهي مدعاة للفخر، وفلسطين لا تختلف عن البرازيل من منطلق هذا الإطار".

ويضيف شامبين الذي -شغل منصب المستشار السياسي لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) جوزيف بلاتر- إن كرة القدم والرياضة بوجه عام تسمحان بإظهار العلم الفلسطيني للعالم وبالتالي التأكيد على أن "الهوية الفلسطينية موجودة شأنها شأن الإيمان بالمستقبل".

ويرى رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية واتحاد كرة القدم جبريل الرجوب أن الرياضة أداة تنوير لتسليط الضوء على تطلعات الشعب الفلسطيني وقضيته أمام العالم.

وقال "أعتقد أنها طريق عقلانية وإنسانية لإقناع المجتمع الدولي بأحقيتنا في الحرية والاستقلال".

أما حارس المرمى الفلسطيني أبو عاصي –الذي لم ير عائلته منذ أربع سنوات لأن إسرائيل لم تسمح له بالسفر إلى غزة- فيعتبر كرة القدم "وسيلة على طريق إنشاء الدولة".

المصدر : الألمانية