الرياضة النسائية بغزة يلفها التهميش

الرياضة النسوية في غزة
عداءة فلسطينية: عانيت في مشواري بسبب نظرة المجتمع الغير عادية لرياضة المرأة (الجزيرة نت)

أحمد فياض-غزة

 
رغم الجهود المبذولة لتفعيل الرياضة النسائية في غزة فإن حالة من التهميش ما زالت تلفها وتحول دون تقدمها بفعل عدة صعوبات من بينها ضعف التمويل الرسمي والتأييد الشعبي وعدم اهتمام الأندية بهذا النوع من الرياضة.
 
فأوجه المعاناة التي تكابدها العداءة الفلسطينية في قطاع غزة سناء بخيت تتعدد ما بين فقدان الأماكن المغلقة الخاصة بالتدريب، إلى ملاحقة نظرات المجتمع التي لا تتقبل هذا النوع من الرياضة للنساء، علاوة على ضعف الرعاية الرسمية.
 
وتقول الرياضية بخيت في لقاء مع الجزيرة نت "عانيت كثيرا في بداية مشواري الرياضي بسبب نظرة المجتمع الغير عادية لممارسة المرأة للرياضة، لكني تمكنت من فرض نفسي وتخطي الحواجز النفسية التي وضعتها بعض العادات والتقاليد بدعم ومساندة الأهل", ومع ذلك فإن ممارسة النشاط الرياضي للعداءة سناء مقتصر على بعض التمارين على فترات متباعدة وفي أماكن غير مؤهلة.
 
وتؤكد منسقة لجنة المرأة في اللجنة الأولمبية في محافظات غزة نيللي المصري، أن الرياضة النسائية تعيش حالة من الركود والشلل شبه التام، جراء ممارسات الاحتلال العدوانية والانقسام السياسي، معتبرة أن الأنشطة الرياضية وتحديداً النسائية منها ضحية لهذه الظروف الصعبة.
 
نبذة تاريخية

 نيللي المصري: الرياضة النسائية مهمشة جراء ممارسات الاحتلال (الجزيرة نت)
 نيللي المصري: الرياضة النسائية مهمشة جراء ممارسات الاحتلال (الجزيرة نت)

وقالت "منذ قيام السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994 بدأت محاولات خجولة لتشكيل بعض الفرق النسائية والاهتمام بها في عدد من الألعاب الرياضة، إذ تأسس فريق كرة قدم نسائي لأول مرة في فلسطين، لكنه لم يلق الاهتمام والدعم الكافي".

 
وأضافت للجزيرة نت أنه في العام 2003 أسس منتخب سيدات فلسطين في الضفة الغربية وغزة وتمكن من المشاركة في بعض الفعاليات العربية، وترافق ذلك مع تشكيل بعض الأندية الغزية لفرق نسوية اقتصرت على ألعاب تنس الطاولة وألعاب القوى والجري لكنها توقفت بفعل الظروف السياسية والحصار الإسرائيلي عام 2006.
 
وذكرت المصري أن الرياضة النسائية الفلسطينية شاركت في مختلف البطولات العربية والدولية، مشيرة إلي أن هذه المشاركات حققت نجاحات سياسية أكثر منها رياضية باعتبارهن يمثلن قضية فلسطين في المحافل الرياضية الدولية.
 
واعتبرت أن واقع الرياضة النسائية في قطاع غزة غير قادر على المنافسة العربية والدولية، لأنها تحتاج للكثير من الوقت والدعم المعنوي والمالي لتشكيل فرق ومنتخبات رياضية نسائية قادرة على المنافسة الحقيقية في مختلف المسابقات الداخلية والخارجية.
 
محاولات للتطوير
ورغم ما يلف الرياضة من ظروف فإن غزة بحسب مديرة دائرة المرأة بوزارة الشباب والرياضة في الحكومة المقالة خولة أبو ريدة تشهد محاولات حثيثة لإيجاد رياضة نسائية ناجحة عبر مساعى التنسيق التي تبذلها الوزارة مع المؤسسات المحلية الرياضية ووزارة التربية والتعليم للاهتمام بالرياضة المدرسية والجامعية.
 
وذكرت أبو ريدة أن الوزارة أشرفت على تنظيم عدد من الدورات والمسابقات الرياضية النسائية في تنس الطاولة وألعاب القوى والجري التي حظيت بمشاركة نسائية لافتة من طالبات الجامعات.
 
 السوسي: رياضة المرأة يجب أن تكون ضمن ضوابط (الجزيرة نت)
 السوسي: رياضة المرأة يجب أن تكون ضمن ضوابط (الجزيرة نت)

وقالت للجزيرة نت "نسعى لتطوير النشاط الرياضي النسائي بغزة بتخصيص أماكن لممارسة المرأة الرياضة، وتوسيع هذه النشاطات لتشمل كرة السلة وكرة الطائرة، وتكليف بعض المدربات بتكوين فرق رياضة نسوية، وتكوين جسم رياضي ناظم للرياضة النسائية".

 
مباحة شرعاً
من جانبه أكد أستاذ الفقه المقارن بالجامعة الإسلامية ماهر السوسي أنه لا يوجد نص في الإسلام يحرم ممارسة المرأة للرياضة، "فهي مباحة شرعاً ويجوز للمرأة ممارسة بعض الرياضات ولكن وفق ضوابط محددة تنسجم مع منهجية الإسلام الحكيم".
 
وأوضح السوسي للجزيرة نت أن الضوابط لها علاقة بالتزام المرأة بالآداب والأخلاق الإسلامية الحميدة وستر عورتها وعدم الاختلاط بالرجال من خلال وجود أماكن مخصصة ومحمية لممارسة الرياضة، وأن يكون نوع الرياضة مناسبا لتكوين المرأة النفسي والجسمي ومتوافقا مع العادات والتقاليد السليمة بما يضمن ألا تكون المرأة مبتذلة بغية الحفاظ على كرامتها وإنسانيتها.
المصدر : الجزيرة