مخاوف من تفشي العنف والتحرش ضد النساء بأمم أوروبا

يتحول تشجيع كرة القدم إلى محاولات لإثبات القوة وتكون النسوة أول ضحاياها من تقرير مخاوف من انتشار العنف والتحرش ضد النساء بعد المباريات - تامر أبو العينين-زيورخ

التشجيع يتحول إلى محاولات لإثبات القوة وتكون النسوة أولى ضحاياه (الجزيرة نت)


تامر أبو العينين-زيورخ
 
حذرت العديد من المنظمات المعنية بشؤون المرأة في سويسرا والنمسا من انتشار حالات العنف ضد النساء أثناء مباريات بطولة الأمم الأوروبية التي انطلقت في السابع من هذا الشهر وتتواصل حتى التاسع والعشرين منه، حيث وضِعت أغلب مراكز رعاية المرأة في حالة تأهب تحسبا لاستقبال مزيد من الضحايا.
 
وتقول عضوة إدارة مؤسسة دور رعاية المرأة غايريلا تشو للجزيرة نت "إن خبرة ثلاثين عاما مضت تشير إلى وجود إقبال متزايد على مراكز رعاية المرأة أثناء الفعاليات الرياضية الهامة حيث تقع العديد من النسوة ضحايا لأعمال عنف".
 
وتعزو تشو هذه الظاهرة إلى "الإسراف في تعاطي الخمور وإصابة الرجال بالتوتر العصبي الشديد نتيجة التحفز للمباريات والمراهنات والتعصب الكروي، فيتحول غضبهم من خسارة فريقهم المفضل مباشرة إلى المرأة حيث تكون أول من يحاول الرجل أن يصب جام غضبه عليه لتعويض شعوره بالخسارة".
 
انتقادات
وتنتقد تشو السلطات التي لم تتخذ الإجراءات المناسبة لحماية النساء والأطفال ضحايا العنف المتوقعين أثناء البطولة، وقالت "من العجيب أن تنفق سويسرا 69 مليون دولار للحماية الأمنية ولا تخصص أية مبالغ لمشروعات حماية المرأة والأطفال من العنف أثناء الفعاليات".
 
undefinedوأشارت إلى أن المانيا كانت قد قامت أثناء بطولة كأس العالم لكرة القدم 2006 بدعم 12 مشروعا لمواجهة تلك الظاهرة، وكذلك بريطانيا أثناء المباريات الهامة وذلك لارتفاع جرائم العنف ضد النساء بنسبة 30% أثناء مثل تلك الفعاليات الرياضية.
 
كما تقول إحصائيات شرطة زيورخ أن العام الماضي شهد 1608 حالة من العنف الأسري ضد النساء، اضطرت الشرطة في 60% منها إلى توفير حماية للضحية بشكل مؤقت، في حين حصل 30% من الضحايا على حماية طويلة المدى خشية القيام بعمليات انتقامية.
 
أسباب الظاهرة
ويرى أطباء أعصاب وخبراء نفسيون استطلعت الجزيرة نت آراءهم حول تلك المشكلة، أن الترقب ومتابعة المباريات بتركيز كبير يرفع من نسبة الهرمونات في الدم، وينعكس هذا بشكل مباشر على الأعصاب حيث تتجمع شحنة من الانفعالات تنفجر أمام الشاشة أو بالملاعب سواء في صيحات الإعجاب أو الحسرة.
 
أما بعد المباريات فيتولد –حسب الخبراء- لدى مؤيدي الفرق المهزومة شعور بإحباط شديد مصحوب بتلك الشحنة، فينفجر هذا الخليط على شكل عنف ضد المرأة يبدأ بالإهانات اللفظية أو الضرب لأتفه الأسباب، وقد ينتهي بممارسة الجنس عنوة لإثبات القوة وعدم الفشل.
 


السعادة المفرطة قد تولد العنف أيضا (الفرنسية)السعادة المفرطة قد تولد العنف أيضا (الفرنسية)
السعادة المفرطة قد تولد العنف أيضا (الفرنسية)السعادة المفرطة قد تولد العنف أيضا (الفرنسية)

نشوة الانتصار


في المقابل يرى فريق آخر من المحللين أن المشكلة لا تكمن فقط في العنف النابع من الإحباط بعد الهزيمة، بل أيضا في السعادة المفرطة بعد فوز الفريق المفضل "إذ يعطي زهو الانتصار شعورا بالقوة لدى الرجال يحاول إثباتها لدى المرأة".
 
ويؤدي وجود نسبة كبيرة من النساء وحدهن بين المتفرجين بالملاعب أو مراكز تجمع هواة كرة القدم للاحتفال بالفوز، إلى تحفيز الرجال بالتحرش بهن سيما وأن الحاضرين يسرفون في تناول الخمور "إمعانا في الاحتفال بالفوز".
 
وتحت تأثير المسكرات والشعور بنشوة الانتصار تتحول المرأة إلى إحدى وسائل الاحتفال –حسب وصف أحد الخبراء – فيبدأ السكارى في رحلة قنص تنتهي في الغالب بجريمة.
 
وتنصح دور الرعاية النساء بعدم الوجود وحدهن وسط حشد كبير من الرجال، والتحرك في مجموعات نسوية والابتعاد عن الطرقات المظلمة وتفادى الدخول في نقاشات مع الرجال ذوي الطبع العصبي، وعدم الإسراف في تعاطي الخمور والإبلاغ فورا عن حالات التحرش التي يتعرضن لها.
المصدر : الجزيرة