لوفيغارو: تطور علم الأحياء يثير إشكالات أخلاقية

مادة وراثية/ كريسبر، المصدر: بيكسابي
لوفيغارو: اكتشاف كريسبر يعادل اكتشاف الأولين للنار (الجزيرة)
دعت صحيفة لوفيغارو دول العالم إلى خلق إطار أخلاقي وقانوني للتطور العلمي، خاصة في مجال علم الأحياء، بحيث لا ينبغي لأحد تجاوزه.

وقالت الصحيفة ذات التوجه اليميني إن "المقصات الجينية والذكاء الاصطناعي وغيرها من الأمور المستحدثة تلزم العالم بوضع إطار أخلاقي وقانوني لهذا التطور رغم ما ينطوي عليه ذلك من تعقيدات".

وبدأ الكاتب في الصحيفة داميان ماسكاري تقريره بقصة ضابط الشرطة الأميركي وين جيان ليو الذي قتله مختل عقلي في 20 ديسمبر/كانون الأول 2014 في بروكلين بنيويورك.

وقال "لا شك أن ليو لم يكن يعلم أنه سيكون أبا يوما ما، إذ إن ابنته لم تولد إلا بعد ثلاث سنوات من موته بفضل بعض السائل المنوي الذي استخرج منه بعد أقل من 36 ساعة من موته وذلك بطلب من زوجته".

وأضاف أن هذه القصة تسلط الضوء على المعضلة الفريدة لأخلاقيات علم الأحياء، إذ يوجد هذا العلم على مفترق طرق قصص لم يكن أحد يتصورها، وتطور علمي هائل.

ولفت إلى أنه يستحيل حظر كل شيء، لكن لا يمكن أيضا بأي حال من الأحوال ترك الحبل على الغارب لكل شيء، مما يعني أن ثمة ضرورة ملحة لتحديد أطر أخلاقية وقانونية تبين للعلماء الحدود التي يجب عدم تجاوزها، مع العلم أن ما هو محظور في أوروبا يمكن أن يكون مشروعا في مكان آخر، والعكس بالعكس.

والواقع -حسب الكاتب- أن المشكلة هي ظهور أدوات جديدة قوية تعتمد على علم الجينوم وعلوم الحاسوب، مما يعقد التفكير في الإطار الأخلاقي لهذه المسألة.

المقص الوراثي
وذكر أن اكتشاف المقص الوراثي كريسبر في العام 2012 يعادل بالنسبة إلى علماء الأحياء اكتشاف الأقدمين للنار، إذ أعطاهم أداة رخيصة كانت هي حلمهم الأكبر لأنها مكنتهم من الولوج إلى قلب الخلايا وتعديل الصفات الوراثية للشخص، مما يعني أن الإنسان أصبح اليوم قادرا على إعادة توجيه المسار البيولوجي لتاريخ العالم، على حد تعبير ماسكاري.

وأورد في هذا الإطار تجربة ناجحة لباحثين بجامعة أورغون الأميركية استخدمت فيها هذا المقص لتصحيح خلل وراثي في قلب أجنة لم تكن تتكون سوى من مجموعة قليلة من الخلايا، وقد بدت أغلبية تلك الأجنة سليمة (42 من أصل 58) لكن تطوير تلك التجربة توقف، إذ لم تكن هناك خطة للتعمق فيها أكثر.

غير أن هذا المقص فتح الباب أيضا أمام كل أنواع المغامرات، إذ يوجد اليوم عشرات القراصنة البيولوجيين (biohackers) عبر العالم ويمكنهم في أي وقت أن يعلنوا عن أمور في هذا المجال تقشعر لها الأبدان، على حد وصف الكاتب.

وحذر من أن تسلل الذكاء الاصطناعي إلى كل مجالات الطب سيزيد الطينة بلة ويجعل تحديد الإطار القانوي والأخلاقي لتطور علم الأحياء أكثر تعقيدا.

المصدر : لوفيغارو