الذكاء الاصطناعي.. نهاية الوظائف أم بداية جديدة؟

A SoftBank humanoid robot known as Nao is seen at the SIdO, the Connected Business trade show, in Lyon, France, April 6, 2017. REUTERS/Robert Pratta
الروبوتات التي تظهر في أفلام الخيال العلمي مثل حرب النجوم ليست تقنية بعيدة عنا (رويترز)

يتقدم الذكاء الاصطناعي بصورة متسارعة تُدهش حتى المطورين العاملين بهذا المجال، فهو يشغل حاليا أجهزة المساعدات الصوتية مثل "غوغل هوم" و"أمازون أليكسا"، ويتيح لها إجراء محادثات طبيعية مع المستخدمين وتقديم خدمات تسهل الكثير من شؤون حياتهم.

ويرى الكاتب فيفك وادوا في مقال له بصحيفة واشنطن بوست أن الذكاء الاصطناعي الذي نشاهده بأفلام الخيال العالمي قادم لا محالة، وأننا يجب أن نكون مستعدين له.

ويقول إن الشركات باتت تدمج الذكاء الاصطناعي في منتجاتها لتحليل الكم الهائل من البيانات وتحسين القدرة على اتخاذ القرارات، وفي غضون عقد أو اثنين سنشاهد روبوتات خدمية تذكرنا بالروبوتات التي ظهرت في أفلام مثل "حرب النجوم".

ويضيف أنه ستكون لذلك تأثيرات عميقة على الطريقة التي نعيش ونعمل فيها "للأفضل والأسوأ"، وسيصبح الذكاء الاصطناعي دليلنا ورفيقنا، وسيستحوذ على ملايين الوظائف من البشر؛ "فالتقنية تتقدم حاليا نحو منعطف استثنائي وتجعل من الخيال العلمي حقيقة، ولا يمكننا إيقافها، وكل ما يمكننا القيام به هو فهمها واستخدامها لتحسين أنفسنا والإنسانية".

ولذلك يرى الكاتب، وهو أستاذ في جامعة كارنيجي ميلون وباحث، أنه يتوجب علينا التعود على تقنيات الذكاء الاصطناعي و"ركوب الموجة"، فقدراتنا العقلية على صنع الأشياء التي حسنت فرص بقائنا قادت إلى اختيار طبيعي لتصنيع أدوات أفضل ومستخدمين أفضل لتلك الأدوات.

فكل شيء يفعله البشر تقريبا يتعلق بالتقنية، ففي العمليات الحسابية بدأنا "بالعداد اليدوي"، وصرنا الآن نستخدم الجداول الممتدة، ولتحسين ذاكرتنا كنا نكتب على الحجر والآن صرنا نستخدم التخزين السحابي، "فالذكاء الاصطناعي هو الخطوة التالية في تحسين وظائفنا الإدراكية وصنع القرارات".

لكنه يقول إن ما يقلق حقا هو أن اعتمادنا على الذكاء الاصطناعي قد يؤدي بنا إلى إهمال الإبداع الإنساني، ومع ذلك فإن أعظم فائدة قد يجلبها الذكاء الاصطناعي هي أنه بإمكان البشر أن يصبحوا أحرارا من الأفكار التقليدية الجامدة والتحيز التاريخي، وأكثر تركيزا على تعزيز معرفتهم وأن يصبحوا أكثر إبداعا.

المصدر : واشنطن بوست