مراسل الجزيرة بجولة علمية في القارة المتجمدة الجنوبية

يواصل مراسل شبكة الجزيرة طارق بازلي جولته في القارة المتجمدة الجنوبية صحبة فريق علمي، ليلقي الضوء على تأثير التغيرات المناخية على الثلوج في هذه القارة.

وتمخر عباب المحيط الجنوبي سفينة أبحاث عملاقة وسط أمواج عاتية تتلاطم حول السفينة فتضربها من كل جانب بل وتجبرها على تغيير مسارها أحيانا.

ويقول المراسل أن سرعة رياح العاصفة التي واجهتهم تجاوزت مئة كيلومتر في الساعة، بينما بلغ ارتفاع الأمواج عشرة أمتار، الأمر الذي ينبئ الفريق العلمي بالقوة الكامنة في المحيطات، على حد وصفه.

ورغم الأجواء المتطرفة من عواصف ورياح وأمطار شديدة تجعل إجراء التجارب العلمية في هذا الجزء من العالم صعبا جدا، فإن مثل هذه الأجواء تمثل للخبراء على متن السفينة فرصة لا تعوض.

يقول عالم الأمواج أليساندرو توفيللي إن "الأمواج في المحيط الجنوبي هي الأعنف في العالم ويصعب فهمها، ليست هناك مقاييس محددة، لكن هذه الرحلة ربما توفر لنا بيانات تفيدنا في وضع نموذج لتوقع الأمواج في الظروف السيئة".

ويعمل الخبراء على جمع العينات ومراقبة الحياة البحرية في إطار جهودهم لاستكشاف التنوع الحيوي والتركيب الكيميائي للمحيط الجنوبي، وذلك أن الأرض أصبحت أكثر دفئا في السنوات الأخيرة نتيجة التغير المناخي، الأمر الذي انعكس على الثلوج هنا، وهذا مصدر قلق لجميع العلماء في هذه الرحلة.

يقول خبير الثلوج ديفد والتون "عندما تنظر إلى ثلوج البحر كهذه التي نعبرها الآن ستلاحظ وجود بقع تحتها وهذه البقع ما هي إلا الغذاء الذي تتناوله كثير من الكائنات هنا، وعليه فإن أي تغيير في ثلج البحر يعني التأثير في متغيرات أخرى كثيرة".

ورغم المخاطر العديدة وجبال الثلج التي تحيط بهم، تمكن العلماء من الوصول إلى القارة الجنوبية، لكن ليس واضحا حتى الآن ما إذا كانوا سيبدؤون العمل فورا أم سينتظرون تحسن الظروف الجوية.

المصدر : الجزيرة