العلماء يثبتون إمكانية بناء حاسوب "دي أن أي"

DNA - a picture by pixabay CC0 Public Domain- Free for commercial use - No attribution required
يتميز "دي أن أي" عن السيليكون بصغر حجمه الهائل واستقراره الكبير وقدرته على نسخ نفسه (بكساباي)
في اختراق علمي بإمكانه جعل الحوسبة أكثر فاعلية بكثير، تمكن علماء من جامعة مانشستر البريطانية بقيادة البروفيسور روس دي. كينغ من تطوير نوع جديد من الحواسيب فائقة السرعة القادرة على تكرار نفسها باستخدام الحمض النووي الريبوزي منقوص الأوكسجين (دي أن أي).

وكانت فكرة الحوسبة باستخدام "دي أن أي" طرحت أول مرة سنة 1994 كوسيلة لحل المشكلات بصورة أسرع من الحواسيب التقليدية. وذلك لأن لـ "دي أن أي" عددا من المزايا التي تفوق السيليكون وتجعل منه مثالا لحل المشكلات، وبشكل خاص لأنه صغير للغاية ومستقر بشكل كبير، لكن ميزته الكبرى هي قدرته على نسخ نفسه.

ويبسط موقع "إنغادجيت" المعني بشؤون التقنية، هذا الأمر بقوله "إذا نظرنا إلى (دي أن أي) على أنه الشيفرة اللازمة لتوليد الحياة، فإنه ليس من الصعب النظر إليه على أنه قادر على أداء مهام أخرى. ومثلما بإمكان البروتينات الأربعة الرئيسية لـ (دي أن أي) الاجتماع لتبلغ خلايا الدم البيضاء بمهاجمة العدوى أو تنمية الشعر، فإنه نظريا يمكن استخدامها لتحليل كم كبير من بيانات المناخ.

وحاليا، تستخدم الحواسيب الإلكترونية عددا محدودا من المعالجات لأداء هذا النوع من العمليات. وبإمكان جهاز يستخدم جزيئات "دي أن أي" أن يستنسخ نفسه مرات كثيرة لتنفيذ العديد من العمليات الحسابية بوقت متزامن، وفرضيا بدون حدود.

ويمكن للحواسيب الكمية -التي ما تزال في مراحلها الأولى- أيضا إجراء عمليات معالجة حسابية بوقت متزامن، لكنها تظل بحاجة إلى إعدادات خاصة للقيام بذلك مما يحد من فائدتها، في حين أن حواسيب "دي أن أي" لا تواجه مثل تلك القيود.

ويوضح البروفيسور كينغ لموقع "بوبيولار ميكانيكس" العلمي ذلك بقوله "تخيل أن حاسوبا يبحث في متاهة وتوصل إلى نقطة اختيار بين مسار يقود لليسار وآخر لليمين، فإنه يتوجب على الحواسيب الإلكترونية اختيار مسار لتتبعه أولا، في حين أن حواسيب (دي أن أي) ليست بحاجة للاختيار حيث بإمكانها تكرار نفسها واتباع كلا المسارين في الوقت ذاته، وبالتالي إيجاد الجواب بشكل أسرع".

وقدم العلماء أول عرض مادي لهذا المفهوم، ويأملون أن يتمكنوا من استخدام حواسيب "دي أن أي" لحل المشكلات المعقدة بشكل أسرع من الحواسيب الحالية، أو حتى الحواسيب الكمية المستقبلية.

المصدر : مواقع إلكترونية