ما هي أسرار البقعة الحمراء في المشتري؟
منذ ثلاثة قرون أرضية تهب عاصفة في كوكب المشتري وتعرف باسم "البقعة الحمراء العظيمة"، وتقوم بتسخين جو الكوكب العملاق، وتوجد معلومات أكثر بشأن أكبر عاصفة في المجموعة الشمسية توصل إليها علماء الفلك حديثا، فما هي؟
وباستخدام تلسكوب يعمل بالأشعة فوق الحمراء في مرصد مونا كيا بهاواي اكتشف العلماء أن الغلاف الجوي العلوي فوق البقعة الحمراء العظيمة -وهي أكبر عاصفة في النظام الشمسي- حرارته أعلى مئات الدرجات من أي مكان آخر على الكوكب.
وقال جيمس أودونوغو عالم الفيزياء بجامعة بوسطن ورئيس فريق العلماء المشاركين في إعداد الدراسة التي نشرت في دورية نيتشر العلمية إن ذلك قد يكون مصادفة أو دليلا كبيرا.
وتمتد العاصفة على مساحة تبلغ 22 ألف كيلومتر في 12 ألف كيلومتر، وتقع في الغلاف الجوي السفلي للمشتري، وتصل سحبها إلى ارتفاعات تقارب خمسين كيلومترا. وخلصت الدراسة إلى أنه يجب أن تكون البقعة الساخنة المكتشفة حديثا تستقي الحرارة من أسفل.
انتقال الحرارة
وتوفر النتيجة رابطا قويا بين الغلاف الجوي العلوي والسفلي للمشتري، بيد أن العملية الدقيقة التي تنتقل بها الحرارة غير معروفة.
وذكرت الدراسة أن المصدر المرجح للطاقة هو موجات صوتية توفر الحرارة من أسفل، كما أن العلماء لا يعرفون على وجه اليقين لماذا لون العاصفة أحمر مثل حمرة القرميد، ولماذا غيرت لونها على مدار الزمن.
ففي تقرير من 1900 صفحة نشر في صحيفة "بوست إنتليجنسر" التي تصدر في سياتل وصف العلماء العاصفة البيضاوية بأنها وردية في لون أسماك السلمون، فيما أظهرت صور حديثة من تلسكوب الفضاء هابل أنها أصبحت مشوبة باللون البرتقالي وأكثر دائرية.
ومركز البقعة هادئ نسبيا شأنه شأن الإعصار على الأرض لكن الرياح تتراوح سرعتها بين 430 و680 كيلومترا في الساعة، ولعدم وجود أرض على المشتري لا يمكن أن تبلغ العاصفة اليابسة أو تتبدد.
وقال عالم الكواكب جلين أورتون الذي يعمل في مختبر الدفع النفاث التابع لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) في باسادينا بكاليفورنيا إن البقعة الحمراء العظيمة مثل عجلة تقع بين حزامين ناقلين يسير كل منهما في عكس اتجاه الآخر.
قوة دافعة
وشرح أورتون "واحد يضيف قوة دافعة لها في الأعلى والآخر يضيف قوة دافعة في الأسفل، ويغذيان معا الدوامة ويبقيانها مستمرة بشكل أساسي".
بيد أن العاصفة ربما لا تدوم أطول كثيرا، إذ قال أورتون إنها تتقلص في المئة عام الأخيرة. ومن المتوقع الحصول على المزيد من المعلومات من مركبة الفضاء جونو التابعة لناسا والتي وصلت إلى المشتري في الرابع من يوليو/تموز الجاري.