العودة الجديدة للحواسيب الشخصية

A woman looks at two examples of the new Microsoft Surface Studio computer at an event in the Manhattan borough of New York City, U.S.,October 26, 2016. REUTERS/Lucas Jackson
"سيرفس ستوديو" كان مفاجأة الحدث الخاص بويندوز 10 لشركة مايكروسوفت (رويترز)
لسنوات أشيع أن الحاسوب الشخصي في الرمق الأخير من عمره الطويل، بدليل تراجع مبيعاته على أساس سنوي، وأن الحواسيب اللوحية ستطيح به، لكن هناك شيئا خاطئا في هذه القصة.

فرغم أن الحواسيب اللوحية ممتازة لتصفح الويب ومشاهدة الأفلام ولعب بعض ألعاب الجوال، وحتى في بعض تطبيقات الأعمال، خاصة بالنسبة لمن يعملون في الميدان، فإنها في المهام الحيوية مثل معالجة الكلمات والجداول الممتدة والألعاب ثلاثية الأبعاد القوية أو تصميم الغرافيك تكون بديلا ضعيفا للوحة المفاتيح الفعلية.

وعندما أعلنت آبل عائداتها الربعية الأسبوع الماضي، كشفت عن تراجع في مبيعات حاسوب آيباد اللوحي على أساس سنوي للربع الـ11 على التوالي، في حين حافظ حاسوب ماك الشخصي على مبيعات ثابتة. وما انخفاض مبيعات ماك بنسبة 14% هذا الربع إلا نتيجة ترقب الناس على مدى أشهر طرح الطراز الجديد منه.

وبالنسبة للحواسيب الشخصية، فرغم تراجع مبيعاتها فإنها تحظى بوضع أفضل من الحواسيب اللوحية التي كان يفترض أن تحل مكانها.

‪
‪"سيرفس برو" تم تصنيفه ضمن فئة الحواسيب الشخصية لأنه يتنافس مباشرة مع حواسيب آبل ماك بوك وليس آيباد‬ (الأوروبية)

ففي 2015 ذكر موقع "وايرد" المعني بشؤون التقنية في تقرير أن الحاسوب الشخصي يموت، وأنه لن يعود مجددا، وبعد عام -في يوليو/تموز 2016- عاد الموقع نفسه ليقول إن مبيعات الحواسيب الشخصية في الولايات المتحدة تشهد ارتفاعا.

ويعود سبب ذلك إلى قرار المحللين تضمين الحواسيب الهجينة في تصنيف الحواسيب الشخصية، مثل حاسوب مايكروسوفت سيرفس (الذي يبدو كحاسوب لوحي لكنه يتنافس مباشرة مع حواسيب آبل ماك بوك بدلا من آيباد)، وضبابية هذا الخط توحي بأن الحواسيب اللوحية انضمت إلى الشخصية بدلا من القضاء عليها.

والمثير أكثر أن نجم مايكروسوفت في مؤتمرها الخاص بويندوز 10 الشهر الماضي لم يكن اللوحي "سيرفس برو" أو المحمول "سيرفس بوك"، بل كان الحاسوب المكتبي الجديد "سيرفس ستوديو" الذي يبلغ ثمنه ثلاثة آلاف دولار.

طرح آبل حاسوب ماك بوك برو الجديد سيسهم في دفع مبيعات الحواسيب الشخصية نهاية هذا العام (رويترز)
طرح آبل حاسوب ماك بوك برو الجديد سيسهم في دفع مبيعات الحواسيب الشخصية نهاية هذا العام (رويترز)

ويعد هذا الحاسوب انقلابا من مايكروسوفت، وذلك أن هذا النوع من المفاجآت اعتادت صناعة التقنية على توقعه من آبل، لكن الأمر ظهر كأن مايكروسوفت أصبحت تنافس في مجالي الإبداع والجودة بدلا من السعر والتوافقية.

والعودة غير المتوقعة للحاسوب الشخصي إلى بؤرة الضوء لم تنته عند هذا الحد، فمنذ أيام كشفت آبل عن أحدث حواسيبها المحمولة والمكتبية، ومن بينها حاسوب ماك بوك برو الجديد الذي جاء بشاشة لمسية فوق لوحة المفاتيح، ولهذا لن يكون غريبا صعود مبيعات الحواسيب الشخصية مرة ثانية في الربع الأخير من هذا العام.

لا شك أن الحواسيب الشخصية لن تعود مطلقا إلى دورها المحوري في الحوسبة الشخصية، حيث انتقل هذا الدور إلى الهواتف الذكية، التي أصبحت كافية بالنسبة للعديد من الأفراد، في حين قد يكتفي البعض بالحواسيب اللوحية، أما بالنسبة للحواسيب الشخصية فإنها ستحتفظ بمكانها في المكاتب وغرف المعيشة، خاصة في المنازل والدول الثرية نسبيا، وبصورة أكبر مما توقعها المراقبون.

المصدر : مواقع إلكترونية