الفيزياء وراء "قاتل النجم" في فيلم حرب النجوم

Characters in costume pose for photographers at the European Premiere of Star Wars, The Force Awakens in Leicester Square, London, in this file photo taken December 16, 2015. "Star Wars: The Force Awakens" hauled in an estimated $250 million at global movie box offices through Friday and was on track to finish its opening weekend with record U.S. and Canadian ticket sales, Walt Disney Co said on Saturday. REUTERS/Dylan Martinez/Files
فيلم حرب النجوم الحالي هو آخر أجزاء هذه السلسلة الخيالية التي بدأت سنة 1977 (رويترز)

ظهر في فيلم حرب النجوم الأخير "ستار وورز.. ذي فورس أويكنز" سلاح عملاق يحمل اسم "ستار كيلر" أو "قاتل النجم" عبارة عن كوكب ثلجي تم تفريغه ليخدم كقاعدة عسكرية، ويعمل السلاح على امتصاص المواد من النجوم القريبة ويخزنها في قلب الكوكب، ثم يمكن إطلاقها من مدفع عملاق على شكل شعاع ضخم من البلازما قادر على تدمير كواكب متعددة ضمن نظام شمسي.

ولا يوضح الفيلم التقنية المستخدمة لامتصاص مواد النجوم، لكن هناك ما يشبه تقريبا عمل هذا السلاح في الحياة الواقعية، وهي "الثقوب السوداء" التي يمكنها ابتلاع المواد من النجوم، لكن طريقة عملها أكثر فوضوية.

الثقوب السوداء هي أجسام بالغة الكثافة في الفضاء لدرجة أنه لا يمكن حتى للضوء الهروب من جاذبيتها الشديدة، وعند المسافة الصحيحة يمكن للنجوم أن تدور حول هذه الثقوب السوداء تماما مثلما تدور الكواكب حول الشمس، لكن في كثير من الأحيان يخرج النجم من موقعه ويقترب كثيرا من الثقب الأسود الذي يدور حوله.

وهنا يصبح هذا النجم في حكم الهالك، حيث تسيطر قوة الجاذبية الهائلة للثقب الأسود عليه، فيبدأ إما بالغوص مباشرة في الثقب الأسود أو يتمزق إلى أشلاء.

وعندما يمزق الثقب الأسود نجما فإن حطامه يتجه نحو الثقب بشكل يشبه حركة انسياب المياه حول المصرف في حوض المغسلة قبل أن يبتلعها، وهذه الآلية هي التي يبدو أن سلاح "قاتل النجم" يتبعها بتوجيه حركة غاز النجم نحو نقطة معينة.

لكن عندما يفعل الثقب الأسود ذلك فإن العملية لا تكون بذلك التجانس الذي يصوره الفيلم، حيث يتطاير غاز النجم في كل مكان، فبعضه يدخل في الثقب الأسود، وبعضه الآخر يشكل قرصا غازيا حسب ما توضح عالمة الفيزياء الفلكية في جامعة "جونز هوبكنز" روزان تشنغ.

وهذا القرص عبارة عن شريط مسطح دوار من الغاز والغبار وغير ذلك من الحطام النجمي الذي يشكل دائرة حول حافة الثقب الأسود، وتسبب قوى هائلة بدفع هذا القرص للدوران بسرعة متجها نحو مركز الثقب، وهذه الحركة تخلق بيئة ضاغطة من الحرارة الشديدة وأشعة إكس القوية وأشعة غاما.

وينتج عن كل ما سبق حقل مغناطيسي قوي جدا يلتف خارجا من الثقب الأسود الدوار، ولهذا إن كان هناك نوع من تقنية الثقب الأسود التي تمتص طاقة النجم في الفيلم فستكون هناك حرارة وسحاب غازي يدور حول قاعدة "قاتل النجم" والتي ستكون بطبيعة الحال بالغة الخطورة.

إضافة إلى ذلك، فإنه أثناء تهاوي الحطام النجمي في الثقب الأسود فإن المواد تنفعل أحيانا وتطرد خارج الثقب على شكل نفثات تتحرك جزيئاتها بسرعة تقترب من سرعة الضوء.

ولا يعرف العلماء حتى الآن يقينا كيفية عمل هذه النفثات، أو كيفية تشكلها أو الطاقة وراءها على الرغم من أنه من الممكن أن تكون تشكلت نتيجة التواء الحقل المغناطيسي.

أما بالنسبة للفيلم فإن وجود أشخاص يعيشون في قاعدة "قاتل النجم" أمر يصعب تصوره إن كان هناك أي شيء يشبه الثقب الأسود في آلية عمل السلاح، حيث من المرجح أن الكوكب سيتمزق إلى أشلاء بفعل الجاذبية الهائلة للثقب الأسود.

المصدر : مواقع إلكترونية