هل فشلت نظارة غوغل؟

Tiago Amorim of Brazil, poses with a Google Glass eyewear frame in Manhattan, New York September 19, 2014. REUTERS/Adrees Latif (UNITED STATES - Tags: BUSINESS SCIENCE TECHNOLOGY TELECOMS)
غوغل لجأت إلى شركة نظارات عالمية لمنح نظارتها الذكية مظهرا جذابا لكنها مع ذلك تعرضت لانتقادات كثيرة (رويترز)

أحدثت شركة غوغل الأميركية ضجة كبيرة عندما كشفت عام 2012 عن نظارتها الذكية التي فتحت المجال أمام العديد من الاستخدامات الجديدة، وأسهمت بقوة في إدخال الشركة في نطاق الأجهزة الذكية القابلة للارتداء، وهو المجال الذي تعمل عليه العديد من الشركات العالمية الكبرى والناشئة، والذي شهد نموا كبيرا في السنوات الأخيرة.

وطورت النظارة مختبرات "غوغل إكس"، ووفرتها لعدد محدود من المستخدمين والمطورين تحت مظلة البرنامج التجريبي "غلاس إكسبلوربرز" لتبدأ الشركة في ما بعد بيعها بشكل خجول للعموم في بعض المناطق حول العالم.

وفي 15 يناير/كانون الثاني الجاري، أعلنت غوغل إيقافها عمليات بيع النظارة، وإنهاء المرحلة التجريبية لمشروع تطوير النظارة، ونقله إلى قسم مستقل خاص به، تحت إدارة توني فاديل، وهو المُدير التنفيذي لشركة "نيست" التي استحوذت عليها غوغل العام الماضي، والذي شغل سابقا منصب مدير تطوير جهاز "آيبود" أثناء عمله في شركة أبل.

وفسر كثيرون هذه الخطوة بأنها اعتراف ضمني بفشل النظارة الذكية، في حين رأى آخرون فيها إيذاناً باقتراب موعد إطلاقها على صعيد واسع، خاصة بعد تواتر العديد من التقارير التي تحدثت عن نية غوغل إطلاق النسخة الثانية من النظارة بحلول سبتمبر/أيلول المقبل.

من جهتها، أشارت غوغل إلى أهمية هذه الخطوة لنقل النظارة من مجرد فكرة إلى واقع ملموس، رغم تشكيك محللين بصحة ذلك. ومنذ المراحل الأولى لإطلاقها، أثارت النظارة جدلا كبيرا نظرا لإمكانية توظيفها في التقاط الصور ومقاطع الفيديو خلسة، مما أدى إلى منع ارتداء النظارة في العديد من المشافي ودور السينما والبنوك والمطاعم وأماكن أخرى.

‪سوني واحدة من الشركات اليابانية التي طورت نظارة ذكية تنافس نظارة غوغل‬ (غيتي)
‪سوني واحدة من الشركات اليابانية التي طورت نظارة ذكية تنافس نظارة غوغل‬ (غيتي)

منافسة
ورغم الجهود الكبيرة التي بذلتها الشركة لمنح نظارتها مظهرا جذابا من خلال تعاونها مع المصممة دايان فون فورستنبرغ وشركة "لوكسوتيكا" المالكة لعلامتي "راي بان" و"أوكلي" المعروفتين في مجال صناعة النظارات، فإن ذلك لم يمنع كثرة الانتقادات التي ركزت على طريقة إسقاط الصورة.

ورغم ذلك، فإن نظارة غوغل أسهمت في وضع تصنيف جديد ضمن الأجهزة القابلة للارتداء، حيث سارعت العديد من الشركات اليابانية على غرار سوني وتوشيبا وإبسون إلى العمل على تطوير نماذجها الخاصة من النظارات الذكية.

ومن الواضح أن نظارة غوغل لم تكن جاهزة بعد لبيعها لعموم المستهلكين، وفق ما أشار إليه الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة تطوير ألعاب الفيديو "سكس تو ستارت" آدريان هون، الذي طرحت شركته نسخة من إحدى ألعابها الشهيرة مخصصة لنظارة غوغل.

واعتبر هون أنه كان على غوغل أن تكتفي بالترويج لنماذج نظارتها بين المطورين، وليس أثناء عروض الأزياء، كما أن سعرها المرتفع الذي يبلغ 1500 دولار أسهم بشدة في تردد الكثيرين في اقتنائها.

وفي حال طرحت النظارة للبيع مجددا، يتوقع مراقبون أن تأتي بتصميم مختلف كليا، وهو أمر ضروري ومحتمل الحدوث، خاصة بعد تسلم "فاديل" مهمة الإشراف على تطوير النظارة، كما يتوجب على غوغل أن تعدل تصميمها وفقا لآراء مستخدمي النظارة الحاليين، حيث يرى الكثير منهم ضرورة دمج نظام الإظهار بعدسات تقليدية، من أجل أن تبدو نظارة غوغل أشبه بالنظارات العادية، وكذلك جعل النظارة أكثر استقلالية عن الهواتف الذكية وتحسين بطاريتها.

وعلى كل الأحوال، لم تعد غوغل منفردة في مجال النظارات الذكية، حيث يتوقع أن تدخل لدى طرحها الإصدار الثاني من نظارتها في منافسة قوية جدا مع الشركات الأخرى المتخصصة في مجال الأجهزة الذكية والقابلة للارتداء.

المصدر : البوابة العربية للأخبار التقنية