العلماء يؤكدون وجود العنصر الدوري الـ117

Chemist Falk Lehmann (L) works at a multi-fermenter for breeding bacteria in the Helmholtz center in Rossendorf near Dresden, Germany, 15 April 2014. The facility is part of the newly started German-French research project called 'Ecometals'. The project aims at finding advanced innovative and environmentally friendly technologies for raw materials in copper mining with the help of bacteria.
تم تأكيد وجود العنصر 117 على يد فريق دولي بقيادة باحثين من مركز هيلمهولتز لأبحاث الأيونات الثقيلة في ألمانيا (الأوروبية-أرشيف)

بعد أربع سنوات من البحث المضني، تم تأكيد اكتشاف العنصر 117 فائق الثقل وانضمامه إلى الجدول الدوري للعناصر، ومنحه الاسم "أنونسيبتيوم" ويحمل الرمز "Uus".

ويعود اكتشاف هذا العنصر أصلا إلى عام 2010 من قبل مجموعة من علماء الفيزياء الأميركيين والروس في المعهد المشترك للأبحاث النووية (JINR)، لكن مع ذلك استغرق الأمر سنوات لكي يتم تأكيد الاكتشاف من قبل فريق مستقل آخر وفقا لشروط الاتحاد الدولي للكيمياء الصرفة والتطبيقية (IUPAC).

والآن بعد موافقة ذلك الاتحاد أمكن تسمية العنصر 117 وإضافته إلى الجدول الدوري للعناصر ليحتل مكانه فيه.

وتم إنتاج أحدث مثيل للعنصر 117 من قبل فريق دولي من 72 عالما ومهندسا من الكيميائيين والفيزيائيين بقيادة البروفيسور كريستوف دولمان الذي يشغل عدة مناصب في مركز هيلمهولتز لأبحاث الأيونات الثقيلة في ألمانيا، ونشرت نتائجه في العدد الأخير من مجلة "فيزيكس ريفيو لترز".

ومثل الفريق الأول من معهد "جي آي إن آر" الذي اكتشف هذا العنصر، تمكّن فريق مركز هيلمهولتز عبر تجربة صعبة من خلق ذرات من العنصر 117 فائق الثقل بإطلاق نظائر الكالسيوم على عنصر بركيليوم مشع.

ويشار عادة إلى العناصر التي تأتي بعد الرقم 104 في الجدول الدوري بالعناصر فائقة الثقل، وأكثرها بقاء يسمى بـ"جزيرة الثبات"، حيث تمتلك النوى عمر نصف طويل للغاية، وقد جاءت ذرة أنونسيبتيوم أثقل من ذرة الحديد بـ40%.

وعلى الرغم من أن العناصر فائقة الثقل لم يتم العثور عليها في الطبيعة بعد، فإن إنتاجها ممكن من خلال تسريع حزم النوى وإطلاقها على نوى أثقل مما ينتج عنه التحام نواتين، وأحيانا عنصر فائق الثقل، وهو أمر نادر.

و"جزيرة الثبات" مصطلح يستخدم في الفيزياء النووية، والذي يصف إمكانية أن يكون للعنصر "رقم سحري" معين ثابت للبروتونات والنيوترونات، يسمح لنظائر معينة أن تكون أكثر ثباتا عن النظائر الأخرى. وفي الطبيعة نجد أن العناصر التي لا تتحلى بعدد سحري للنيوترونات أو البروتونات تميل إلى أن تكون غير مستقرة، ويمكن أن تصل إلى حالة استقرار عن طريق تحلل إشعاعي.

ويملك أنونسيبتيوم عمر نصف قصير يقدر بنحو ثمانين ميلي ثانية، لكنه مع ذلك أطول من المتوقع، مما قد يشير إلى وجود "جزيرة من الثبات" تتخطى العنصر 118 حيث تملك العناصر عمر نصف يقدر بالساعات أو الأيام أو حتى بالسنوات.

وفترة عمر النصف لمادة نشطة إشعاعيا هي الزمن اللازم لنصف العينة المأخوذة من المادة ليحدث لها تحلل إشعاعي، ويتسم كل نظير مشع بنصف عمر مميز له، وهناك أنواع من النظائر المشعة يبلغ نصف العمر لها ثوان أو أقل، وأخرى يبلغ نصف عمرها آلاف السنين وأخرى مئات آلاف السنين.

ويشكل تأكيد اكتشاف هذا العنصر -حسب الباحثين- خطوة مهمة في طريق إنتاج وتحديد العناصر التي تقع في جزيرة الثبات من العناصر فائقة الثقل.

المصدر : مواقع إلكترونية