معرض بمدريد حول التقنيات المتوافقة

أحدث أجهزة قياس الموجات الدماغية، والذي يستطيع استخدامه المواطن العادي بنفسه.
المعرض ضم جهازا متطورا لقياس الموجات الدماغية يمكن للإنسان العادي استخدامه (الجزيرة)

آمن عجاج-مدريد

يقام حاليا بالعاصمة الإسبانية مدريد معرض بعنوان الثورة التقنية لتسليط الضوء على ما بات يعرف بالتقنيات المتوافقة، وتستمر فعالياته حتى 11 مايو/أيار المقبل.

ويعني هذا المصطلح تقنيات النانو والتقنيات البيولوجية والمعلوماتيات والاتصالات وعلوم دراسة المخ والإدراك.

وهذه التقنيات الأربع التي كانت تعمل بصورة مستقلة عن بعضها بعضا منذ زمن طويل ازداد ترابطها في السنوات الأخيرة، وبات من المستحيل التفكير في تطور أي منها بمعزل عن الآخر.

ويعود هذا الترابط لأن هذه التقنيات أدت إلى تغييرات ثورية في مجالات الطب والبناء والزراعة والتعليم وحتى الفن.

أربع مساحات
ويتكون المعرض من أربع مساحات، وأول ما يستقبل به زائره مجسم فني يتكون من مجموعة من العيون الروبوتية القادرة على التقاط نظرة عيني الزائر ومتابعة حركاته، مما يعكس ارتباط الفن الحديث بالتكنولوجيا.

وتضم المساحة الأولى من المعرض قطعا تمثل ملخصا تاريخيا صغيرا لتطور التقنية منذ عصور الإنسانية الأولى حتى الوقت الحاضر.

‪إيدالغو: المعرض يهدف لتقديم التقنيات بصورة مبسطة للإنسان العادي‬ (الجزيرة)
‪إيدالغو: المعرض يهدف لتقديم التقنيات بصورة مبسطة للإنسان العادي‬ (الجزيرة)

أما المساحة الثانية فتشرح بطريقة تفاعلية ماهية التقنيات المتوافقة، وتوضح أن تقنية النانو لا تهتم بدراسة المواد على مقياس "نانومتري" فحسب، بل تعيد تصميمها وتعالجها وتستحدث مواد أخرى على هذا المقياس المتناهي الصغر.

وتوضح أن التقنيات البيولوجية تقدم منتجات لاستخدامات معينة انطلاقا من أنظمة بيولوجية أو كائنات حية أو مشتقاتهما، وأن تقنيات المعلوماتيات والاتصالات تهدف لجمع ومعالجة وتخزين وتنظيم ونقل المعلومات، في حين أن علوم المخ والإدراك تهتم بدراسة الذكاء والسلوك الإنساني.

أما المساحة الثالثة فتقدم ماكينات وأجهزة وروبوتات كانت نتاجا لتعاون تلك التقنيات المتوافقة، ويستطيع الزائر تشغيلها بصورة تفاعلية، في حين توضح القطع المعروضة في المساحة الرابعة سرعة التطور التكنولوجي في السنوات الأخيرة الماضية.

وفي تصريح للجزيرة نت، قال المسؤول عن تنظيم المعرض خابيير إيدالغو إن فكرة الحدث أساسها تقرير نشرته المفوضية الأوروبية أواخر القرن العشرين، وتنبأت فيه بنشوء ثورة تقنية مقبلة.

بوادر الثورة
وظهرت بوادر هذه الثورة في أواخر القرن الماضي نتيجة للتعاون الناشئ بين تقنيات النانو والتقنيات البيولوجية وعلوم المعلوماتيات وعلوم دراسة المخ التي حققت نتائج مذهلة.

‪نماذج بمعرض ثورة التقنية توضح‬ (الجزيرة)
‪نماذج بمعرض ثورة التقنية توضح‬ (الجزيرة)

وأوضح إيدالغو أن الهدف من المعرض هو تقريب مفهوم تلك العلوم والتقنيات بصورة مبسطة للمواطن العادي ليتعرف عليها ويتعلمها بطريقة تفاعلية وممتعة.

كما يهدف المعرض لتعريف الزوار بأحدث التطورات التكنولوجية ليروا أن العلوم ليست شيئا بعيدا عن الفهم ويطلعوا على جهود العلماء في التوصل إلى أحدث المخترعات.

وأضاف إيدالغو أن جمع المعروضات تتطلب جهدا كبيرا وتعاونا بين عدد من المؤسسات وشركات التقنيات المتقدمة والمتاحف.

ويقدم المعرض لمحة عن التطور التقني تبدأ بتقديم الأدوات التي استخدمها الإنسان البدائي كتقنيات أداء مهام حياته وتسهيلها، وصولا إلى الروبوتات في العصر الحديث.

وقال إيدالغو إن جمهور الزوار أبدى إعجابا كبيرا بقطع المعرض المتعلقة بعلم دراسة المخ والإدراك الذي حقق أكبر تقدم بين التقنيات الأربع.

وأشار إلى أنه من أجل تبسيط شرح تقنية النانو التي ترصد سلوك المواد على مقياس غاية في الضآلة تم اللجوء لتقديم الفكرة بطريقة تصويرية وتفاعلية عبر شاشة تمكن الزائر من تكبير صورة جسم عادي، وصولا إلى رؤية أدق جزئياته على أصغر مقياس.

وأضاف مسؤول معرض "ثورة التقنية" أن أحد أهداف المعرض هو تقديم عرض تاريخي لتقدم تقنيات معينة، ففي مجال الاتصالات هناك قطع تبين كيف كان الجيل الأول من الهواتف النقالة وضخامتها، وصولا إلى أحدثها الذي يقدم خدمات عديدة رغم ضآلة حجمه.

ونبّه إلى إن المجتمعات الحالية تتغير بسرعة ويتكيف أهلها مع المستجدات ويتعودون على استخدام الأدوات والأجهزة الذكية التي تظهر في الأسواق.

وأوضح أن المعرض يسعى لتوعية الزائر والمجتمع بضرورة التأمل في حجم العمل والمجهود العلمي الذي يقف وراء التقدم والأجهزة المتطورة المستخدمة في الحياة اليومية.

المصدر : الجزيرة