عطارد آخذ بالانكماش
وبهذا الصدد يقول عالم الكواكب، بول بايرن، من دائرة المغنطيسية الأرضية في مؤسسة كامبريدج، "عند النظر إلى الرقم الفعلي فإنه يبدو ضئيلا حقا مقارنة بحجم الكوكب، لكن الأمر لا يحتاج إلى تغيير كبير ليكون له بعض التأثير".
ودرس العلماء أكثر من 5900 صفة لسطح الكوكب، من بينها سفوح شديدة الانحدار تشبه المنحدرات وتلال لحساب إلى أي مدى انكمش عطارد.
وعلى خلاف قشرة كوكب الأرض التي تتكون من عدة طبقات فإن قشرة كوكب عطارد تتكون من طبقة واحدة فقط صلبة وصخرية، تحمل دلائل وجود فجوات ومنحدرات نتيجة الانكماش.
وهذه القياسات التي وفرتها مركبة الفضاء "ماسنجر" المدارية حول عطارد والتابعة لوكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا)، تطابق تنبؤات نموذج الحاسوب الذي استخدمه العلماء لتحديد مكونات الكوكب الداخلية وكيميائه وهيكله.
ويوضح بايرن أن قسما ضخما من عمليات الكوكب يكون مدفوعات بفقدانه الحرارة، وهذا شيء أساسي يدفع تطور الكوكب، مضيفا أنهم لم يتمكنوا من إثبات صحة النموذج لكن تبين أن هذه الأرقام هي تماما ما كان يتنبأ به النموذج لمدة أربعين عاما.
وتعود خرائط عطارد السابقة إلى منتصف السبعينيات حيث حلّقت مركبة الفضاء مارينر10 التابعة لوكالة ناسا ثلاث مرات فوق الكوكب، وصورت حوالي 45% من سطحه.
وأوضحت تلك البيانات أن عطارد فقد من كيلومترين إلى أربعة كيلومترات من قطره، وهو استنتاج يتعارض مع نماذج تبديد الحرارة التي وضعها العلماء للكوكب.
وإلى جانب معرفة كيف تطور كوكب عطارد، فإن الاكتشافات -التي نشرت في جريدة نايتشر جيوسينس- ستلعب دورا في تقييم بنية كواكب ما وراء النظام الشمسي، حيث قد يكون عطارد مثالا بدائيا لما يفعله كوكب ما وكيف يتصرف إذا برد مع الزمن، وفق بايرن.
معلومات عامة:
قطر كوكب عطارد يبلغ 4880 كلم، وكتلته تعادل 0.055 من كتلة الأرض، وهو يتم دورته حول الشمس خلال 87.969 يوما، ويكمل ثلاث دورات حول محوره لكل دورتين مداريتين حول الشمس، وهو يشبه قمر الأرض في شكله لكنه ليست له أقمار طبيعية أو غلاف جوي، ويملك نواة حديدية، ودرجة حرارته متغيرة بشكل كبير حيث تتراوح بين مائة إلى سبعمائة كلفن.
ودرجة كالفن تعادل الدرجة المئوية باستثناء أن درجة الصفر عند مقياس كالفن تساوي على المقياس المئوي سالب 273.16 بالتمام، وعلى هذا القياس فإن درجة الحرارة الدنيا على سطح عطارد تبلغ سالب 173.16 درجة مئوية والقصوى 426.84 درجة مئوية.