إنتل تسعى لمنافسة نظارات غوغل

SAN FRANCISCO, CA - MAY 17: Attendees wear Google Glass while posing for a group photo during the Google I/O developer conference on May 17, 2013 in San Francisco, California. Eight members of the Congressional Bi-Partisan Privacy Caucus sent a letter to Google co-founder and CEO Larry Page seeking answers to privacy questions and concerns surrounding Google's photo and video-equipped glasses called 'Google Glass'. The panel wants to know if the high tech eyeware could infringe on the privacy of Americans. Google has been asked to respond to a series of questions by June 14.

يبدو أن شهر عسل شركة غوغل الأميركية مع تقنية نظاراتها الجديدة "غوغل غلاس" لن يدوم طويلاً، فقد أعلنت مواطنتها شركة إنتل -أكبر منتج للمعالجات الحاسوبية في العالم- عن استثمارات "معتبرة" في شركة ريكون الكندية للملابس المحوسبة (Wearable Computing) سعياً إلى إنتاج تقنية للنظارات الذكية تنافس تقنية نظارات غوغل.

تأسست شركة ريكون في العام 2008 وتخصصت في مجال تطوير تقنيات تساعد الرياضيين على تحسين أدائهم. وتعتبر النظارات الذكية "ريكون جت" أبرز منتجاتها، وهي نظارات صممت أساساً لاستخدامات الرياضيين، إذ يمكنها عرض معايير وقياسات الأداء أثناء التدريب على شاشة صغيرة مثبتة على النظارة، كما يمكن ربطها لاسلكياً بحساسات أخرى كأجهزة قياس سرعة دقات القلب والقدرة العضلية.

يمكن للمستخدم أيضاً ربط نظارة "ريكون جت" بهاتفه الذكي لتتيح له استخدام عدد كبير من التطبيقات التي تتطلب اتصالاً بشبكة الإنترنت كتطبيقات تحديد الموقع الجغرافي وتوقعات الطقس ودرجات الحرارة وشبكات التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك.

ولا يتجاوز وزن هذه النظارة ستين غراماً، وهي مزودة بشاشة عالية الدقة وعدسة للتصوير. كما تحتوي على عدة حساسات للتسارع والضغط الجوي ودرجة الحرارة والحقل المغناطيسي. وتعتمد أيضاً على معالج ثنائي النواة بسرعة غيغاهيرتز وذاكرة حجمها غيغابايت، بالإضافة إلى قدرتها على الاتصال بالتجهيزات الحاسوبية الأخرى لاسلكياً من خلال معيار الشبكات اللاسلكية واي فاي  أو بلوتوث.

تمتاز نظارات ريكون جت عن نظارات غوغل بعدد أكبر من الحساسات المدمجة وبقدرتها على تحمل ظروف التشغيل القاسية (إذ تدعي الشركة أن نظاراتها قادرة على العمل في الجو الماطر أو أثناء تساقط الثلوج)، لكن سعة ذاكرة التخزين في نظارات غوغل (16 غيغابايتا) أكبر منها في ريكون جت (8 غيغابايتات)، في حين يبلغ سعر نظارات ريكون جت نحو خمسمائة دولار أميركي مقابل 1500 دولار لنظارات غوغل.

من المؤكد أن استثمار شركة إنتل سيمنح ريكون دفعة كبيرة لتطوير تقنيتها وسيتيح لها الدخول في منافسة مباشرة مع غوغل في سوق الملابس المحوسبة، الذي يتوقع أن يتجاوز حجمه 1.5 مليار دولار في العام 2014 (وفقاً لدراسة أعدتها شركة جونيبر). ويبدو أن إنتل ترغب في الاستحواذ على حصة في هذا السوق، لاسيما كونها أكبر منتجي المعالجات في العالم، مما قد يدعم موقفها في سوق معالجات الهواتف الذكية والملابس المحوسبة أيضاً.

وفي هذا السياق صرّح المدير العام لمجموعة التجهيزات الحديثة في شركة إنتل مابك بل بأن الملابس المحوسبة تمثل ظاهرة هامة ومتسارعة ستحدث تغييراً جذرياً في طريقة استخدامنا وتفاعلنا مع المعلومات، وأن الاستثمار في شركة ريكون سيعزز من موقع إنتل في سعيها نحو المزيد من الابتكار والإبداع في هذا المجال. وفي سبيل ذلك ستقدم شركة إنتل لريكون خدمات تقنية في التطوير والإنتاج، بالإضافة إلى الاستثمارات المادية لمساعدتها على إنتاج أكثر النظارات الذكية تطوراً.

وللحصول على واحدة من نظارات ريكون جت ينبغي عليك شراؤها الآن والانتظار حتى أوائل العام 2014 لتستلمها عندما تشحن الشركة طلبيات زبائنها الأوائل.
________________________
* باحث أكاديمي وخبير بمجال أمن ونظم المعلومات

المصدر : الجزيرة