كوكب غريب غلافه الجوي مياه "بلازما"

A handout image made available 15 August 2012 by European Southern Observatory, ESO, showing Barnard 59, part of a vast dark cloud of interstellar dust called the Pipe Nebula. This new and very detailed image of what is known as a dark nebula was captured by the Wide Field Imager on the MPG/ESO 2.2-metre telescope at ESO’s La Silla Observatory. The Pipe Nebula is a prime example of a dark nebula. Originally, astronomers believed these were areas in space where there were no stars. But it was later discovered that dark nebulae actually consist of clouds of interstellar dust so thick it can block out the light from the stars beyond. The Pipe Nebula appears silhouetted against the rich star clouds close to the centre of the Milky Way in the constellation of Ophiuchus (The Serpent Bearer). HANDOUT EDITORIAL USE ONLY.
undefined

توصل علماء الفضاء إلى أن كوكب "جليس 1214 ب" الضخم الذي اكتشف أواخر عام 2009 يملك غلافا جويا غنيا بالماء لكنه لا يحمل أي صفة من أشكال الماء المعروفة حيث يتضمن شكلا غريبا أطلقوا عليه "البلازما المائية".

وهذا الكوكب يصنف من فئة الكواكب الأرضية الضخمة "سوبر إيرث" لأنه أكبر من الأرض لكنه يملك كتلة وقطرا أقل مما لدى الكواكب الغازية الضخمة في النظام الشمسي مثل أورانوس ونبتون، وهو يقع خارج المجموعة الشمسية، ورغم وجود الماء فيه فإنه لا يشبه الأرض بأي شكل كان، فحرارته وكثافته العاليتان منحتاه غلافا جويا مغايرا تماما للغلاف الجوي للأرض.

ويقول المحقق المسؤول من المرصد الفلكي الوطني الياباني، نوريو ناريتا، لموقع "سبيس" المختص بأخبار الفضاء عبر البريد الإلكتروني، إن "الحرارة والضغط عاليين جدا لدرجة أن الماء ليس في إحدى حالاته الطبيعية (البخار، السائل، الصلب) لكنه في حالة أيونية أو بلازمية في قاع الغلاف الجوي -وتحديدا في المنطقة الداخلية- لكوكب جليس 1214 ب".

وباستخدام مرصاد سوبارو في ماونا كيا في جزيرة هاواي الأميركية، درس العلماء تشتت الضوء من الكوكب، وبجمع نتائجهم مع نتائج سابقة لرصد الكوكب خلصوا إلى أن غلافه الجوي يضم مقدارا هائلا من الماء.

ويبعد الكوكب "جليس 1214 ب" أربعين سنة ضوئية عن نظامنا الشمسي ويقع في كوكبة حواء، وهو يدور حول نجم أبرد وأقل كثافة مرة كل 38 ساعة، كما أنه أقرب إلى شمسه بنحو سبعين مرة من أرضنا إلى الشمس، مما يجعل حرارته تصل إلى 282 درجة مئوية.

ويرى العلماء أن الحرارة العالية للكوكب قد تؤثر على كيمياء الهيدروجين والكربون الأمر الذي يؤدي إلى إنتاج سديم في الغلاف الجوي، يجعل من الصعب تحديد ما إذا كان الطقس صافيا أو ملبدا بالغيوم على الدوام على الكوكب.

ويوضح ناريتا بأنه عند درجة حرارة وضغط عاليين فإن سلوك الماء على "جليس 1214 ب" يختلف تماما منه على الأرض، مضيفا أنه في قاع الغلاف الجوي الغني بالماء للكوكب فإن الماء يجب أن يكون سائلا في حالة حرجة للغاية. 

وعلى عكس الكواكب الأرضية، فإن هذا الكوكب لا يملك سطحا صلبا، مما يجعل من الصعب تحديد ارتفاع الغلاف الجوي، لكن بدلا من ذلك يضع علماء الغلاف الجوي مفهوما أطلقوا عليه "مقياس الارتفاع" حيث يُقاس الارتفاع بالتغيرات في زيادة أو انخفاض الضغط الجوي بمقدار معين. فمثلا قياس ارتفاع الغلاف الجوي على كوكب الأرض يبلغ 9.65 كيلومترات بينما على كوكب جليس 1214ب هو 29 كيلومترا.

ورغم أن الماء يعتبر عنصرا مهما للحياة فإن ناريتا لا يعتقد أن هذا الكوكب الضخم واعد بهذا الشأن بسبب قرب مداره من شمسه الذي يقع ضمن المنطقة القابلة للسكن، وهي المنطقة التي يمكن أن يوجد بها الماء السائل، فرغم أن بخار الماء قد توجد في الغلاف الجوي للكوكب، إلا أن الماء السائل -وتحديدا المحيطات- لا توجد على سطحه ما يجعله غير قابل للسكن.

المصدر : مواقع إلكترونية