الرزاز على وسائل التواصل.. حالة لم يعتدها الأردنيون

Jordan's Prime Minister Omar al-Razzaz speaks during a news conference in Amman, Jordan June 19, 2018. REUTERS/Muhammad Hamed
الرزاز لا يخفي أنه من المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي ومن المؤمنين بدورها الإيجابي (رويترز)
أيمن فضيلات-عمان

بين تغريدة "لا تهاجر يا قتيبة"، ورد على تغريدة "أخي سمير معلش حقكم علينا رتبوا فعاليتكم يوم ثاني"، ورسالة صوتية للأردنيين "لا تفقدوا بصيص الأمل"، يحرص رئيس وزراء الأردن عمر الرزاز على التواصل مع مواطني بلاده عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

آخر ردود الرزاز على تويتر كانت عندما علق على حساب الشاب سمير مشهور الذي أشار فيه إلى منع عقد جلسة شبابية بشأن قانون الضريبة كان مقررا عقدها السبت الماضي، إلا أن رفض محافظ العاصمة منحهم ترخيصا حال دون عقدها.

وقد تفاعل رئيس الوزراء الأردني مع شاب آخر من منظمي الفعالية بشأن قانون الضريبة، مشتكيا من عدم تمكن المنظمين من إقامة الجلسة لأنها تأخرت عن موعدها، ليرد عليه الرزاز بالقول "حقكم علينا اعملوه غدا".

حالة فريدة
حالة من التواصل فريدة شكلها الرزاز بين زملائه من رؤساء الوزرات السابقين في الأردن، إذ يرى غالبية "أصحاب الدولة" (رؤساء الوزراء) أن وسائل التواصل "أدوات لإثارة الفتنة وبث الكراهية"، مما دعا السلطات إلى تعديل قانون الجرائم الإلكترونية وتغليظ العقوبات فيه.

ولم يعتد الأردنيون أن يخاطبهم رئيس الوزراء بلغة "أعزائي، إخواني، أخواتي، أبنائي، بناتي، أصدقائي…"، فهذه المفردات ليست في قاموس سابقيه من الرؤساء.

وقد تنوعت مشاركات الرزاز بين التغريد بشأن مختلف القضايا، والردود على تغريدات، مما يؤشر على رصد ومتابعة المسؤول الأردني لما ينشر على تويتر لفهم الرأي العام وتوجهات الأردنيين.

ولا يخفي رئيس الوزراء في تغريدة له على تويتر أنه من المشاركين والمتابعين لوسائل التواصل، ومن المؤمنين بدورها البناء في الحوار الواسع لإيصال المعلومة، ولكن لا يعني ذلك أن كل معلومة تنشر عنه صحيحة، على حد قوله.

ويصف الخبير في وسائل التواصل الاجتماعي ثامر العوايشة تعامل رئيس الوزراء مع وسائل التواصل بالإيجابي، "فلم نعتد في الأردن على رؤساء وزارات يتواصلون مع الأردنيين عبر تلك المنصات".

ويضيف العوايشة في تصريح للجزيرة نت أن الرزاز يتعرف على آراء الرأي العام المحلي عن طريق تلك المنصات والوسائل، ولا يكتفي بما يصله من تقارير، ويشارك برصد الآراء ويقوم بالرد عليها.

بالمقابل يتعرض الرزاز -وفق العوايشة- لردود غير لائقة، بعضها خارج حدود الأدب على منشوراته على فيسبوك أو تغريداته على تويتر، "مما يؤشر على أننا ما زلنا نفتقر لثقافة التعامل مع الإنترنت".

ويشير الخبير في وسائل التواصل إلى أن "المتابع لمنصات التواصل يجد أن الأردنيين بحاجة إلى دورات في ثقافة الحوار، وأدب الاختلاف في الآراء، خاصة في الردود على الوزراء في حال طرحهم لقضية أو رأي ما".

نموذج تدوينة
وقد استقطبت تدوينة لرئيس الوزراء الأردني في فيسبوك 6600 تعليق، غالبيتها معارضة ومنتقدة، وبعضها مسيء، وقد نشرت التدوينة يوم 13 سبتمبر/أيلول الحالي، وقال فيها الرزاز "أعزائي، لا يوجد في العالم تشريع اقتصادي، وخصوصا قانون ضريبة، يلقى رضى وقبول الجميع، وهذه بديهية. القواعد الديمقراطية الصحيحة هي فتح حوار شامل مع كل فئات المجتمع للوصول إلى فهم دقيق لأثر القانون على الفئات المختلفة، والمصلحة العليا للوطن".

وأضاف الرزاز "أثق تماما برقي شعبنا العظيم بكل مكوناته في حواره البناء، للوصول معا إلى صيغة قانون ضريبة دخل يوازن بين العبء الضريبي ويزيل التشوهات الاقتصادية".

المصدر : الجزيرة