إقبال أردني كبير على التوظيف في قطر

المنصة الالكترونية لتوظيف الاردنيين في قطر
المنصة الإلكترونية لتوظيف الأردنيين في قطر (الجزيرة)

أيمن فضيلات-عمان

يتشارك الجامعي ضياء الحمد والمتقاعد يوسف صبح العمل على سيارة أجرة في العاصمة عمان، بواقع عشر ساعات عمل لكل منهما يوميا.

فالحمد يبحث عن عمل منذ ستة أعوام بعدما حصل على الشهادة الجامعة، وصبح لا يكفي راتبه التقاعدي بعد 25 عاما من العمل لإعالة عائلته المكونة من ستة أفراد، مما اضطرهما للتشارك في العمل على سيارة الأجرة صباحا ومساء.

والشريكان "محسودان" من أقرانهما لأنهما وجدا عملا مريحا مقارنة بغيرهما، يعيشان منه ويؤمنان الالتزامات المالية.

وكغيرهما من آلاف العاطلين والعاملين الذين لا يكفيهم دخلهم، تقدم المواطنان الأردنيان بطلب وظيفة في دولة قطر، عبر المنصة الإلكترونية التي أطلقتها وزارة العمل الأردنية بالتنسيق مع نظيرتها القطرية، بانتظار أي مؤشر على قبول طلبهما، سواء باتصال أو رسالة أو إيميل.

منعا للإحراج
وتجاوزت أعداد الأردنيين المتقدمين للحصول على وظيفة في قطر الـ 118 ألفا حتى الخامس من الشهر الحالي، مما اضطر وزارة العمل الأردنية لوقف الإعلان عن أرقام المتقدمين الجدد "منعا للإحراج" بحسب مدير الإعلام بالوزارة محمد الخطيب.

غير أن مصدرا رفيعا بوزارة العمل أسرّ للجزيرة نت بأن أعداد الأردنيين المتقدمين للوظائف في قطر زادت عن الـ 150 ألفا حتى نهاية عمل أمس الأربعاء، لافتا إلى أن معدل تقديم الطلبات يتراجع كل يوم مع استمرار المنصة في استقبالها.

وتابع الخطيب -في حديث للجزيرة نت- أن اتصالات تنسيقية جرت أمس بين أمين عام العمل الأردني ونظيره القطري للبحث في آلية العمل التي ستقوم بها الدوحة للنظر في الطلبات، والمدة المتوقع استغراقها، وتحليل البيانات.

وتوقع تشغيل ألف مواطن ممن تقدموا بطلبات للجانب القطري، على أن يتم إنجاز معاملاتهم نهاية سبتمبر/أيلول المقبل، مبينا أن طلب الوظائف مرتفع على المهن التعليمية والطبية والصحية والهندسية.

‪طابور من العاطلين يتقدمون لشركات خاصة في يوم عمل وظيفي نظمته وزارة العمل سابقا‬ طابور من العاطلين يتقدمون لشركات خاصة في يوم عمل وظيفي نظمته وزارة العمل سابقا (الجزيرة)
‪طابور من العاطلين يتقدمون لشركات خاصة في يوم عمل وظيفي نظمته وزارة العمل سابقا‬ طابور من العاطلين يتقدمون لشركات خاصة في يوم عمل وظيفي نظمته وزارة العمل سابقا (الجزيرة)

ضمان قطري
أمين عام وزارة العمل السابق والخبير العمالي حمادة أبو نجم لم يُفاجأ بارتفاع أعداد المتقدمين للوظائف فـ "نسبة البطالة 18.5% ولدينا 300 ألف عاطل عن العمل، إضافة لآلاف العاملين الباحثين عن فرص عمل أفضل".

وتابع للجزيرة نت أن تخصيص الحكومة القطرية عشرة آلاف فرصة عمل للأردنيين منح المتقدمين مصداقية أعلى للتقديم، مع ضمان الحكومة القطرية للوظائف، في ظل منافسة عالية للأردنيين على العمل في دول الخليج مع العمالة الآسيوية والعربية.

من جانبه، يرجع رئيس اتحاد النقابات العمالية المستقلة عزام الصمادي ارتفاع الطلب على الوظائف القطرية إلى "تآكل مداخيل الأردنيين، وزيادة الكلف المعيشية، وارتفاع نسب الضرائب على مختلف السلع والخدمات مما أدى لرفع أسعارها، وعدم توليد فرص عمل كافية في السوق الأردني، وهروب الاستثمارات والمستثمرين خارج المملكة".

وأوضح الصمادي -في حديثه للجزيرة نت- أن كثيرا من الخريجين الجامعيين بلا عمل، والموظفين والمتقاعدين رواتبهم لا تكفيهم، كما أن السوق الأردني يُتيح نحو 40 ألف فرصة عمل سنويا، بعدما كان يُتيح من قبل ما بين 60 و70 ألف فرصة.

المصدر : الجزيرة