شباب سوريا.. بين مهجر ومعتقل ومجند

شباب دمشق وحمص الخسارة الأكبر بين مهجر ومجند
الاتفاقيات هجرت أكثر من 120 ألف شخص إلى الشمال السوري (الجزيرة)

محمد الجزائري-الجزيرة نت

"في أرض محتلة تحت حكم قاتلنا سابقاً، أحياءٌ بقبضة الموت" بهذه الكلمات استهل السوري أحمد المصري من الغوطة الشرقية حديثه عن معاناة الشباب الذين انتهى مصيرهم ما بين الاعتقال والتجنيد الإجباري ما يبن 18 و45 عاما.

والمصري واحد من الشباب الذين اتخذوا قرار البقاء بالغوطة بعد الحملة العسكرية التي شنها النظام وحليفه الروسي على المنطقة وانتهت باتفاق تهجير المعارضة ومن يرغب من الأهالي للشمال السوري، ليتفرد النظام بعدها بمن بقي سواء بالاعتقال أو التجنيد.

ويلخص الوضع أمام الشباب بالقول "كل الطرق أمامنا حالياً، بأحسن الأحوال، ضياع لمستقبلنا إن بقينا أحياء".

وأضاف أنه تم تجنيده بقوات النظام ضمن جهاز المخابرات الجوية التي نكلت به وبأمثاله منذ بداية الثورة، مؤكدا علمه بأنه سيكون وقودا للحرب ضد الشعب.

وقد هجرت الاتفاقيات قرابة 40% من أهالي المدن المقدر عددهم بأكثر من 120 ألف شخص وصلوا للشمال، بعد الحملة العسكرية التي طالت جل مناطق ريفيْ دمشق وحمص والتي بدأت بمدينة داريا، وانتقلت لمناطق المعارضة في محيط العاصمة دمشق ثم إلى ريف حمص الشمالي، لتحط بهم الرحال في إدلب وريفيْ حماة وحلب.

وبدأ المهجرون يخوضون معاناة من نوع آخر بعد أن تركوا منازلهم وأملاكهم خلفهم، تمثلت في البحث عن منازل تأويهم رغم التكاليف المادية المرتفعة، بينما بقي آخرون في المخيمات بسبب قلة الحيلة وضيق ذات اليد.

ويقول براء البني وهو أحد مهجري الغوطة الشرقية "مصاريف مادية كبيرة أمامنا ولا نملك سوى ما ادخرناه طوال حياتنا، وما نخسره تدريجيا بلا تعويض".

علي زكريا من ريف حمص الشمالي يقول "منذ وصلنا لمخيمات ريف حلب الشمالي أبحث مع إخوتي عن عمل كي لا تبقى حياتنا مرهونة للمساعدات الإنسانية الشحيحة من المنظمات الإنسانية، ولم نجد".

‪تركيا تتيح للاجئين السوريين قضاء العيد في بلدهم‬ تركيا تتيح للاجئين السوريين قضاء العيد في بلدهم (الجزيرة-أرشيف)
‪تركيا تتيح للاجئين السوريين قضاء العيد في بلدهم‬ تركيا تتيح للاجئين السوريين قضاء العيد في بلدهم (الجزيرة-أرشيف)

الهرب بعيداً
أما البعض الآخر من الشباب فقد اختار الخروج إلى ما هو أبعد من الشمال السوري بالدخول إلى تركيا، لتبدأ مغامرة عبور الحدود عن طرق التهريب بتكلفة تتراوح ما بين خمسمئة وثلاثة آلاف دولار، وتختلف بحسب طرق التهريب ووجهة الوصول.

ولدى الوصول إلى تركيا يواجه الشباب عقبات جديدة أولها اللغة والحصول على أوراق ثبوتية من حكومة أنقرة وتأمين السكن، وكل ذلك مرهون بالقدرة المادية أو الحصول على فرصة عمل لتغطية تلك النفقات والعيش.

ويروي أحمد حمدة -أحد الواصلين لتركيا حديثاُ- ما جري معه قائلا "وصولنا لتركيا أشبه بخروج السمك من الماء، علينا العمل والكد لكسب الرزق، ولا مستقبل في الأفق".

ويضيف "تختلف العادات والتقاليد في تركيا عما ألفنا عليه في بلادنا، وهو ما يشكل تخوفا لدي من عدم القدرة على توريثها لأبنائنا".

المصدر : الجزيرة