تفجير أديس أبابا.. من المستفيد؟

صورة عامة 2 - من المستفيد من اغتيال رئيس الوزراء الاثيوبي؟
التفجير وقع خلال حشد حضره رئيس الوزراء أبي أحمد علي (الجزيرة)

 محمد طه توكل – أديس أبابا

لا تزال العاصمة الإثيوبية أديس أبابا تعيش تداعيات الانفجار الذي استهدف أول أمس السبت، مظاهره حاشدة حضرها رئيس الوزراء  أبي أحمد علي وأسفرعن قتيلين و165 جريحا.

وفي إطار التحقيقيات الأولية جرى اعتقال نائب رئيس مفوض شرطة أديس أبابا، إضافة إلى ثمانية مسؤولين آخرين في الشرطة الفدرالية وشرطة العاصمة، على خلفية الثغرات الأمنية، التي تسببت في حدوث الانفجار.
 
وفي خضم هذه التداعيات برز سؤال من المستفيد من هذا الانفجار؟

يجيب الباحث الإثيوبي موسى شيخو قائلا  "ينبغي الإشارة ابتداء إلى طبيعة المرحلة التي سبقت تعيين أبي أحمد علي رئيسا للوزراء".

وذكر أنه بعد الاحتجاجات التي اندلعت عام 2015 والتي نادت بمحاربة الفساد ووقف انتهاكات الحريات، وتأسيس نظام سياسي أكثر توازنا وديمقراطية، تبنى الائتلاف الحاكم في إثيوبيا، سياسية الإصلاح العميق وبدأ أولى خطواتها رئيس الوزراء السابق ديسلين هيلا ماريام".

ويرى شيخو أن هذه الإصلاحات "وسّعت الهوة بين تيار محافظ، يصارع للحفاظ على مكتسبات الائتلاف، و تيار إصلاحي ينادي بضرورة الاستجابة للمطالب الشعبية، وهو خلاف حاد، تسبب في  تقديم  ماريام استقالته، دافعا بكرة النار الملتهبة إلى مجلس الائتلاف الحاكم الذي انتخب، بعد مخاض عسير، أبي أحمد رئيسا جديدا للوزراء، في رجوح واضح لكفة تيار الإصلاح".

تبنى القادم الجديد للقصر الرئاسي بحسب شيخو لهجة تصالحية أكثر شمولا، فرحب بالمعارضة، وعفى عن كثير من أقطابها، وألغى حالة الطوارئ، وتخلل ذلك إجراء تغييرات في قيادة أركان الجيش والأجهزة الأمنية، ومراكز صنع القرار في المؤسسات الاقتصادية والإعلامية.

ويعتبر شيخو أن هذه الإصلاحات مثلت خطوات نوعية في مسيرة الحياة السياسية في اثيوبيا، واكتسبت تعاطفا كاسحا يمكن البناء عليه للدفع قدما بقطار الإصلاح العميق، وهي خطوات لا شك أنها سببت للبعض فقدان بعض القوة أو المواقع، فأرادت هذه القوى إيقافه أو على الأقل إرسال رسالة تحذيرية بعدم المضي في السياسات الراهنة".

‪أحمد رياض يستبعد ربط التفجير بالدولة العميقة‬  (الجزيرة)
‪أحمد رياض يستبعد ربط التفجير بالدولة العميقة‬ (الجزيرة)

الدولة العميقة
من جهته يرى الصحفي أحمد رياض أن إصلاحات أبي أحمد "السريعة الإيقاع والتي قد لا تتحملها ماكينة الحكومة المترهلة، قد تكون أحد أسباب هذا الاستهداف" مستبعدا ربط الانفجار "بالدولة العميقة".

وقال رياض إن ما يطلق عليه الدولة العميقة في إثيوبيا "ليس تحالفا من مراكز القوى، كما هو متعارف عليه في دول أخرى، وإنما مجموعات متعددة من مراكز القوى غير منسجمة أحيانا، وتعمل أحيانا ضد بعضها البعض".

ويضيف: "أدوات عملية التفجير المتواضعة التي استخدمت فيها قنبلة يدوية صغيرة ألقيت من قبل امرأة، قد يرجح وجود مجموعه صغيرة من هذه المجموعات خلف هذا العمل، وبالتالي لا يمكن الجزم بوجود مراكز قوى كبيرة معارضة للإصلاح وتريد استهداف رئيس الوزراء الإثيوبي".

وحول خطوات أبي أحمد الإصلاحية، قال رياض "لم  تكن قرارات فردية وإنما تأتي ضمن برنامج الإصلاح الذي وعد به التحالف الحاكم بعد اجتماعاته في ديسمبر/كانون الثاني 2017، حيث وعد  الائتلاف حينها بجولة جديدة من إصلاحات أكثر عمقا وأبلغ أثرا".

 وأشار رياض إلى أنه كان هناك "خلاف يمكن معالجته ضمن اللعبة الديمقراطية، وهو ما بدا جليا في البيان الانتقادي الذي صدر في 14 يونيو/حزيران عن جبهة تحرير شعب تغراي  أحد الأحزاب المكونة للائتلاف، حول قرار أبي أحمد  تنفيذ اتفاقية الجزائر الموقعة مع إرتيريا، حيث طالبت باجتماع عاجل لمجلس الائتلاف، ما يعني أن أي حلحلة للخلافات داخل الائتلاف لن تمر إلا عبر سياق التوافق السياسي بين كافة الأحزاب الأربعة".

 وخلص إلى القول "إن المخاض الذي تمر به إثيوبيا ظاهرة صحية شأنها شأن أي دولة تريد النهوض وتأسيس مؤسسات دستورية وديمقراطية تكفل الحريات وتحقق التطور السياسي والنمو الاقتصادي".

المصدر : الجزيرة