الصراع المؤجل.. نفوذ أبو ظبي باليمن يحرق أعصاب السعوديين

Soldiers from the United Arab Emirates stand guard as military equipment are being unloaded from a UAE military plane at the airport of Yemen's southern port city of Aden August 12, 2015. Soldiers from the United Arab Emirates, at the head of a Gulf Arab coalition fighting Iran-allied Houthi forces in Yemen, are preparing for a long, tough ground war from their base in the southern port of Aden. Picture taken August 12, 2015. REUTERS/Nasser Awad
القوات الإماراتية أنشأت قواعد في جنوب اليمن وسيطرت على مناطق إستراتيجية (رويترز)

بعد أن حققت نفوذا واسعا في جنوب اليمن عبر نسج علاقات مع أمراء الحرب والقادة المحليين، يبدو أن طموح الإمارات يمتد أيضا إلى شمال البلاد، وهو ما يوتّر أعصاب السعوديين.

الكلام هنا للباحث نيل بارتيك، الخبير في شؤون الشرق الأوسط ومحرر كتاب "السياسة الخارجية السعودية.. الصراع والتعاون".

ففي حوار مع فورين بوليسي يقول بارتيك إن النفوذ الإماراتي يتصاعد في اليمن بينما يضمحلّ دور السعودية على الأرض، مما جعل الرياض تتوجس من مطامع أبو ظبي في الحديدة وفي البحر الأحمر بشكل عام.

وبينما تنشر الإمارات قوات خاصة على أرض اليمن، يقتصر الوجود السعودي هناك على مسؤولين مدنيين صغار في تعز على سبيل المثال.

وحسب الخبير في شؤون الشرق الأوسط، فإن السعودية ليس لها وجود عسكري مهم في أرض اليمن، وإن دورها هناك يقتصر على بعض التوغلات في أجزاء من الحدود الشمالية.

ووفق تقديره فإن السعودية لا تريد أن تتورط بنشر قوات برية في اليمن، وفي ذات الوقت يوتّرها ما تنجزه الإمارات عبر تواجدها في الميدان.

وليس هذا فقط ما يؤجج هواجس السعوديين، إنما يخيفهم أيضا تنامي النفوذ العسكري الإماراتي في بحر العرب والبحر الأحمر.

كذلك، يشعر السعوديون بالقلق إزاء الوجود العسكري الإماراتي في جزيرة سقطرى الإستراتيجية الواقعة في بحر العرب.

شبح الاقتتال
ولا يقتصر القلق على السعودية وحدها، إنما هناك يمنيون كثر لديهم مخاوف من النفوذ الإماراتي في هذه الجزيرة وفي مناطق أخرى.

لكن ما تنجزه الإمارات ويقلق السعودية لا يقوم على قاعدة صلبة، فليست أبو ظبي بتلك القوة الخطرة، ومن المرجح أن قواتها في اليمن لا تتجاوز ألف عنصر.

بالفعل، بنت هذه الدولة الخليجية تحالفات مع المجموعات العسكرية المحلية، ولكن ذلك لا يمكّنها من صياغة مستقبل الحرب الأهلية في اليمن، وتظل "قدراتها محدودة" في هذا الجانب.

وحتى المليشيات التي تدعمها الإمارات في الجنوب يمكن أن تقتتل فيما بينها بشكل مباشر، في ظل المساعي لانفصال الجنوب والصراع على السلطة والنفوذ.

ووفق الخبير في الشرق الأوسط، فإن وقف الحرب في اليمن يتطلب إطلاق حوار سياسي تشارك فيه جميع الأطراف المعنية ومن بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيران.

 

عملية الحديدة
ويلاحظ أن الغربيين جزء من عملية الحديدة، ولكن ليست لديهم أهداف إستراتيجية واضحة من المشاركة فيها أو دعمها. وفيما يبدو تقليلا من شأن هذه العملية، يستبعد بارتيك أن يستسلم الحوثيون لمجرد أنهم خسروا مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر.

ومن الوارد أن يكون لإيران إسهام في تعزيز القدرة الصاروخية للحوثيين وتقديم الاستشارة لهم في الخارج، ولكن لا دليل على أنها تلعب أي دور في الميدان اليمني، حسب باتريك.

وبالعودة إلى التدخل البري الكارثي على السعودية في اليمن في 2009-2010، هناك أدلة على أن الرياض انخرطت حينها في محادثات مع الحوثيين لوضع ترتيبات أمنية بخصوص الحدود.

حاليا، "تبدو السعودية في الموقف الأضعف في المناطق الحدودية. وبما أنه لا مناص من مشاركة الحوثية في أي محادثات مستقبلية حول الأمن القومي السعودي، فإن الإيرانيين سيشاركون في النقاش ولو خلف الكواليس".

لكن نيل بارتيك يحذر من النظر إلى الحوثيين كوكيل لجهة أجنبية "مثلما يتم تصوير حزب الله في لبنان"، لأن ذلك يعني ببساطة غياب أي أفق لحل سلمي في اليمن.

المصدر : فورين بوليسي