عدوى الانتحار مؤكدة.. حقائق وأرقام مرعبة
يتفق خبراء الصحة النفسية على أن انتحار المشاهير يمكن أن يزيد انتشار ما بات يسمى "عدوى الانتحار"، مما يعني أن على الجميع الحذر إزاء هذا الخطر.
وتعني "عدوى الانتحار" أنه عندما يزهق شخص روحه فإن ذلك يشجع آخرين على هذه الخطوة، خاصة أولئك الذين لديهم ميول أو سلوك انتحاري.
الباحث بمركز الحماية من الانتحار بأوهايو جون أكرمان يشير إلى أن انتحار الأشخاص الناجحين والمشاهير من شأنه أن يولد مشاعر اليأس والإحباط لدى الآخرين.
وفي عام 2014، انتحر الكوميدي الأميركي روبين وليامز، ثم سار على نهجه 1841 شخصا خلال الأشهر الأربعة التالية للحادثة، مما أدى إلى ارتفاع نسبة الانتحار بـ9.85% عن المعدل العادي، وفق دراسة نشرت في فبراير/شباط الماضي.
ويقول أكرمان إن أولئك الذين أزهقوا أرواحهم بأنفسهم بعد انتحار روبين وليامز كانوا رجالا في متوسط العمر.
العائلة والمدرسة
كذلك، درس الباحثون عدوى الانتحار في المدارس ووحدات الجيش ومجموعات الأصدقاء والعائلات.
وفي حالة اكتشاف نية انتحارية لدى أحد أعضاء العائلة أو المجموعة الواحدة، يمكن تحجيم خطر الانتحار من خلال إخضاع بقية أعضاء العائلة أو المجموعة لاختبار الصحة العقلية.
وأما الأشخاص المعرضون فعلا لخطر الانتحار فيجب إخضاعهم للمزيد من الدعم النفسي، وفقا لوزارة الصحة والخدمات النفسية في الولايات المتحدة.
عالميا، تودي حالات الانتحار بحياة ما يقرب من ثمانمئة ألف شخص كل عام، بمعدل حالة انتحار كل أربعين ثانية، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وفي 2015، كانت 78% من حالات الانتحار العالمية في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
وفي الولايات المتحدة ارتفعت حالات الانتحار بشكل كبير في 44 ولاية في الفترة بين 1999 و2016، وزادت بنسبة أكثر من 30% في 25 ولاية.
وأودى الانتحار بحياة 45 ألف شخص في الولايات المتحدة عام 2016 وحده، وأكثر من نصف هؤلاء لم يعرف عنهم أنهم كانوا يعانون من مشاكل نفسية.
وأسهمت ظروف مختلفة في حالات الانتحار، سواء لدى أولئك الذين لديهم مشاكل في الصحة النفسية، أو الذين لم تسجل معلومات عن وضعهم النفسي.
ويقول أكرمان إن الحاجة قائمة لعمل جبّار لتقديم دعم نفسي للأشخاص الذين لديهم بالفعل مشاكل في الصحة العقلية، من أجل تقليص العوامل التي تؤدي إلى الانتحار.
ومن النادر حصول الانتحار بلا سبب، فهناك دائما عوامل مسببة من قبيل سوابق الانتحار في العائلة، والتنشئة السيئة، ومحاولات الانتحار السابقة، وتاريخ الضحية مع الاضطرابات النفسية وتعاطي الكحول، والشعور باليأس.
لكن رئيس إدارة الصحة النفسية بجامعة كولومبيا البروفسور جيفر ليبرمان يقول إن من الممكن الحيلولة دون وقوع الانتحار، ويشدد على أنه "لا يجوز القبول بالموت كنتيجة للاكتئاب".
الاضطرابات الأربعة
ووفق ليبرمان، فإن هناك أربعة أنواع من الاضطرابات تزيد خطورة الانتحار بشكل كبير، وهي: الاضطراب ثنائي القطب، والاكتئاب، والاضطرابات النفسية مثل انفصام الشخصية، واضطرابات ما بعد الصدمة.
ويوضح أن تعاطي المخدرات وإدمانها من شأنه أن يضيف المزيد من التعقيد لهذه الاضطرابات، ولكنه يشدد على إمكانية تفادي حصول الانتحار في حالة علاج هذه الحالات.
أما عندما لا تجد هذه الاضطرابات طريقها للعلاج، فإن جزءا يسيرا منها قد يقود الأشخاص لإيذاء أنفسهم أو وضع حد لحياتهم من خلال الانتحار.
وفي الجمعة الماضي، أصدرت الجمعية الأميركية للحماية من الانتحار بيانا جاء فيه أنه "لقد حان الوقت لنتحد ونعقد العزم على فعل المزيد؛ فالانتحار يؤثر علينا جميعا، كلنا نواجه تحديات".
وجاء في البيان أن هناك حاجة ملحة للمزيد من الأبحاث والاستثمار القومي في الوقاية من الانتحار .