آل الشيخ والأهلي.. أول اعتراف سعودي بـ"شوال الرز"

يافطة رفعتها جماهير النادي الأهلي التي هاجمت تركي آل الشيخ قبل أن يعلن اعتذاره عن الرئاسة الفخرية للنادي (مواقع التواصل الاجتماعي)
تفاصيل مثيرة سردها آل الشيخ في بيانه واتهم إدارة وجماهير الأهلي بأنهم ينظرون له باعتباره "شوال رز" (مواقع التواصل الاجتماعي)
محمد النجار-الجزيرة نت

"شوال الرز"، بهذا الوصف اختصر وزير الرياضة السعودي تركي آل الشيخ نظرة النادي الأهلي المصري له، ووسط عاصفة من الجدل تلت اعتذاره عن الرئاسة الفخرية للنادي، بينما اعتبر معلقون ما جرى في مسلسل علاقة مصر ونظامها الحالي مع "الرز" الخليجي.

وفي بيان طويل احتوى على نحو ثلاثة آلاف كلمة، ونشره على صفحته الرسمية على "فيسبوك"، سرد آل الشيخ سلسلة طويلة من الأحداث، كانت محطتها الأبرز دعمه المادي لإدارة الأهلي الحالية برئاسة محمود الخطيب حتى قبل انتخابها بمبالغ وصلت لـ 260 مليون جنيه مصري (الدولار يساوي 17 جنيها).

 
ويكشف البيان علاقة الوزير السعودي بكل تفاصيل القرارات المتعلقة بالنادي الأهلي، بدءا من مساهمته بإيصال الخطيب لسدة الرئاسة بعد أن دعمه بستة ملايين جنيه في الحملة الانتخابية، مرورا بمشروع بناء ملعب خاص بالنادي، وصولا لعقود لاعبيه واختيار مدربه.
 

لكن المثير كانت الخلاصة التي اعتبر آل الشيخ أنها تختصر نظرة إدارة الأهلي وجماهيره له باعتباره مجرد "شوال رز"، وهو ما يمثل أول اعتراف من مسؤول سعودي بوصف "الرز" الذي كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومدير مخابراته عباس كامل أول من أطلقه على الدعم السعودي والخليجي عقب الانقلاب الذي قاده السيسي على الرئيس المنتخب محمد مرسي في يوليو/تموز 2013.

 

الرز.. والفنكوش
وبعد قائمة طويلة من الأحداث سردها في بيانه، قال آل الشيخ "لم أجد تبريرا مقنعا لهذه الأخطاء وللتشويه الذي حصل لي عند الجمهور الذي أصبحت في نظره شوال الرز الذي يتحكم ويعبث بالكرة المصرية، والذي يخسر نجوم الأهلي والذي يضر مصالح الأهلي ومبادئه والذي يعرض مشروعا يقال له الفنكوش وأنه سراب ولن يحصل".

 

وعلى مدى الساعات الـ 24 الماضية تصدر وسما #فضيحة_القرن و#جمهوره_حماه قائمة الترند في مصر، كما نافسا على قائمة الترند العالمي لساعات، ونشر فيها مغردون مئات الآلاف من التغريدات التي تناولت قصة آل الشيخ مع الأهلي التي بدأت وانتهت خلال أشهر قليلة.

 

وعلى وسم فضيحة القرن، تناول مغردون بالنقد تفاصيل ما جاء في البيان الذي اعتبروا أنه ينهي وصف "نادي المباديء" الذي طالما تغنى به النادي الأهلي ومنتسبوه، لدرجة أن مغردين طالبوا إدارة الأهلي بالاستقالة.

 

وعلى هذا الوسم بالذات، غرد الآلاف من جماهير الخصم اللدود "الزمالك" الذي تناولوا تفاصيل "الفضيحة" التي اتهموا إدارة الأهلي بالتورط فيها، وسردوا العديد من المقتطفات التي أوردها آل الشيخ في بيانه، وعلقوا عليها تارة بغضب، وأخرى بسخرية من النادي الخصم وإدارته وجماهيره.

 

لافتة يرفعها مشجع للأهلي تشكر آل الشيخ على دعمه لمشروع إنشاء ملعب خاص بالنادي (مواقع التواصل الاجتماعي)
لافتة يرفعها مشجع للأهلي تشكر آل الشيخ على دعمه لمشروع إنشاء ملعب خاص بالنادي (مواقع التواصل الاجتماعي)

استغلال ناجح
جانب آخر من المعلقين ذهب لتأييد ما قامت به إدارة الأهلي، واعتبارهم أن ما قامت به من استقطاب أكثر من ربع مليار جنيه من تركي آل الشيخ "نجاح" يحسب لها، لدرجة أن بعضهم استغرب أن يتوقع آل الشيخ غير ذلك في علاقته مع القلعة الحمراء.

 

ولعل الجانب الأهم الذي بدا الجمهور العريض للنادي الأهلي مجمعا عليه كان الرقابة التي نجح الجمهور في فرضها على إدارته ونجاح الجماهير بالضغط لفسخ العلاقة بين آل الشيخ وناديهم، والتي لم يخف العديد منهم اعتبارها علاقة بين "الكفيل" وناد يزيد عمره عن قرن من الزمان.

 

لكن قصة آل الشيخ مع الأهلي ليست سوى واحدة من مسلسل علاقة الرجل بمصر، فقد قال في بيانه إن رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور أعلن منحه "الرئاسة الشرفية للزمالك"، قبل أن يعتذر مرجعا ذلك لعشقه للأهلي، على حد قوله.

 

وتتوسع هذه القصة في الظهور المستمر لآل الشيخ في الإعلام المصري، فالمستشار في الديوان الملكي السعودي بات ضيفا دائما على برامج التوك شو الشهيرة في مصر، تارة بالحضور لأوقات طويلة، وأخرى بالاتصال الهاتفي، مع ملاحظة أنه في مرات كثيرة لم يكتف بكونه مجرد ضيف، وإنما  حرص على تصدر المشهد.

 

محمد صلاح
وفي قصة تدخلات الوزير السعودي في الرياضة المصرية، تحضر تصريحاته التي أغضبت المصريين مؤخرا بعد أن صرح بتمنيه إصابة اللاعب محمد صلاح قبل مواجهة منتخبي مصر والسعودية في كأس العالم في روسيا الشهر القادم.

 

ولم تكن قصة آل الشيخ مع الأهلي رياضية أو مصرية سعودية فقط، فقد أقر في بيانه وجود علاقة للرئيس عبد الفتاح السيسي بها، عندما أشار لتوجهه مع الخطيب للسيسي لإطلاعه على تصاميم الملعب الذي كان ينوي تشييده للأهلي، عوضا عن تأكيده وجود علاقات لمسؤولين ورجال أعمال إماراتيين في كل مراحل علاقته بالأهلي والرياضة المصرية.

 

ورغم أن بيان آل الشيخ أحدث زلزالا في الشارع المصري الذي سيطرت عليه طوال يوم أمس الجمعة تفاصيل ما جاء فيه، فقد كشفت حقيقة لافتة تتمثل بالميزانية المفتوحة التي تقع تحت تصرف المسؤول المقرب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والتي أقر أنها كلفته أكثر من 15 مليون دولار مع الأهلي فقط.

 
لكنها كشفت أيضا عن غياب الرقابة المصرية على تدفق الأموال الخليجية على وزارات وأندية وشخصيات رياضية وإعلامية وسياسية باتت تتسابق على نيل نصيبها من "الرز" الذي افتتح السيسي سنّته منذ وصوله للرئاسة بعد انقلاب 2013 الذي جرى برعاية سعودية إماراتية.
 
لكن السياق العام لقصة آل الشيخ مع الأهلي لا يخرج عن نظرية "الرز" التي افتتحها السيسي، وباتت نهجا لعلاقة مسؤولين وجهات مصرية تتكشف يوما بعد آخر مع "الكفيل" السعودي.
المصدر : مواقع التواصل الاجتماعي