تحقيقات مولر.. الإمارات قد تكون في دائرة الخطر

Former FBI Director Robert Mueller, special counsel on the Russian investigation, leaves following a meeting with members of the US Senate Judiciary Committee at the US Capitol in Washington, DC on June 21, 2017. / AFP PHOTO / SAUL LOEB (Photo credit should read SAUL LOEB/AFP/Getty Images)
مولر يجري تحقيقا موسعا في مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية (غيتي)

جويل زامل الإسرائيلي من أصول أسترالية بات الوافد الجديد إلى عالم المحقق الخاص روبرت مولر الذي ينظر في قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية.  

طفا اسم الخبير المعلوماتي الذي يملك شركة متخصصة في الإعلام الاجتماعي، في تقارير صحفية أميركية أشارت إلى أن الرجل بات تحت مجهر مولر، الذي قيل إنه أوفد محققين إلى إسرائيل من أجل استجواب شهود عيان وحجز أجهزة حاسوب تعود لإحدى شركاته.
 

 شخصية غامضة
وقد ورد اسم زامل بادئ الأمر في تقرير لنيويورك تايمز أشارت فيه إلى أن من وصفته بالخبير المعلوماتي الإسرائيلي قام باستخدام شركته "Psy Group" لتطوير حملة تلاعب عبر شبكات التواصل الاجتماعي استخدم فيها آلاف الحسابات الوهمية بهدف دعم انتخاب دونالد ترامب.  

أما الخبر الرئيسي فكان اجتماع زامل مع دونالد ترامب جونيور (النجل الأكبر للرئيس ترامب) رفقة جورج نادر مبعوث وليي عهد أبو ظبي محمد بن زايد والسعودية محمد بن سلمان في الثالث من أغسطس/آب 2016 ببرج ترامب في نيويورك، أي قبل ثلاثة أشهر من موعد الانتخابات الرئاسية.

أما من رتّب لهذا الاجتماع فكان إيريك برنس مؤسس شركة "بلاك ووتر" للخدمات الأمنية التي تربطها علاقات وثيقة بالإمارات. كما أن برنس يعد أحد مستشاري ترامب خلال الحملة الرئاسية.

ويرى الخبير القانوني السابق بروس فاين أن هذا الاجتماع يبدو وكأنه محاولة سعودية إماراتية لاستنباط إمكانية مساعدة حملة ترامب.

ويقول فاين في حديث مع الجزيرة إن السبب في ذلك يرجع لكره السعودية والإمارات للسياسة الخارجية للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون التي تعتبر امتدادا لسياسة الرئيس السابق باراك أوباما وتحديدا في الاتفاق النووي مع إيران.

والسبب في إدراج هذا الاجتماع الذي لم يعلن عنه من قبل، ضمن التحقيقات التي يجريها المحقق مولر يرجعه بروس فاين -الذي شغل كذلك منصب نائب وزير العدل الأميركي- إلى تحديد ما إذا كان ترامب الابن قد قبل المساعدة من الإمارات أو السعودية لصالح حملة والده، أو أن نادر كان يعمل وكيلا أجنبيا غير مسجل لكل من الرياض وأبو ظبي خلال هذا الاجتماع، وهو ما قد يعدّ جرما في كلا الحالتين إذا ما تم إثباته.

بلدان أخرى
وقد عرض زامل خلال هذا الاجتماع -بحسب صحيفة نيويورك تايمز- خبرة شركته كي يستفاد منها في حملة ترامب، في حين نقل جورج نادر لترامب الابن رغبة السعودية والإمارات في دعم والده كي يفوز بالانتخابات. وهو ما قد يمثل محاولة غير قانونية للتدخل في الانتخابات يجرمها القانون الأميركي.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي يبرز فيها اسم زامل في تحقيقات مولر، فقد سبق أن أوردت وول ستريت جورنال أن مولر يحقق في معاملات شركة تحليلات جماعية تدعى "Wikistrat" يملكها زامل. وقد ركزت تحقيقات مولر على علاقته التجارية مع جورج نادر.

لكن بالنسبة لكثيرين من مؤيدي ترامب فإن كلّ ما يروج من تقارير في هذا الصدد ما هي إلا دخان من دون النار.

ويرى جون فريدريكس -العضو في حملة الرئيس ترامب- أن عرض زامل خبرته في مجال الإعلام الاجتماعي مضحك ويتعارض مع حقيقة تعاقد حملة ترامب مع براد بارسكيل، الذي أدار حملة ترامب الرقمية بنجاح خلال الانتخابات السابقة والذي من المقرر أن يكمل هذه المهمة خلال رئاسيات 2020.

وشدد فريدريكس -في رد على أسئلة للجزيرة- على أن زامل حاول أن يغري حملة ترامب بعرض سعر أقل، وهو ما تجاهله ترامب الابن، كما أشار إلى أن كلا من نادر وبرنس وزامل أراد أن يسوّق خلال اجتماعه مع نجل الرئيس الأميركي بأنه شخصية مؤثرة في واشنطن، وهو ما وصفه بأنه أمر زائف.  

لكن فريدريكس أقر يأن تركيز مولر على هذا الاجتماع السري سيضع دولة الإمارات بالتحديد في وضع محفوف بالمخاطر من خلال وكيلها جورج نادر.

إذ من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى الإضرار بمصداقيتها الدبلوماسية مع إمكانية مواجهة اتهامات على خلفية أنشطتها غير القانونية المحتملة خلال الحملة الانتخابية.

وختم جون فريدريكس -وهو أيضا شخصية إعلامية محسوبة على تيار المحافظين- بأن الإمارات العربية المتحدة هي المزوّد الأصلي للأخبار الكاذبة في الخليج، وهو ما من شأنه أن يضر بجهودها في كسب التأييد والنفوذ لدى إدارة ترامب وكذلك الكونغرس الأميركي.

المصدر : الجزيرة