الصناعة التقليدية بالسنغال.. محاربة البطالة بالفن
محمد الأمين-داكار
تجمع الصناعة التقليدية في داكار بين توفير فرص العمل، خاصة للشباب الذين تسربوا من المدارس نتيجة متطلبات الحياة الصعبة أو عدم القدرة على مواصلة التعليم، وبين انعكاس جوانب فنية وإبداعية من منتجات هذه الصناعة.
وهجر بدرا سك الدراسة بعد وفاة والده، الذي كان معيل أسرته المكونة من سبعة أفراد، بينهم أربع أخوات، وبدأ العمل في الصناعة التقليدية، حيث يحصل على بضاعته من صناع تقليديين سنغاليين أو يستجلبها من دول مثل الكاميرون وساحل العاج وبوركينافاسو.
ويتراوح الربح بين ثلاثين وأربعين يوروا في بعض الأيام، وتكون أقل من ذلك بكثير في أيام أخرى, لكنه في النهاية يحصل على مبلغ مقبول شهريا, مقارنة بأمثاله من الشباب السنغالي، حيث تبلغ البطالة نحو 16%، وينزل معدل الراتب إلى حدود 150 يوروا شهريا.
ظروف بدائية
ولا تخلو الصناعة التقليدية بداكار من مخاطر يتعرض لها العاملون فيها، خاصة من ينتجون هذه الصناعات في ظروف شبه بدائية، كما لا تخلو من بصمات إبداعية في منتجاتهم.
وتشجع السلطات الصناعة التقليدية والحرف والتكوين المهني, وتعتبرها جزءا مهما لحل مشكل البطالة في البلد، وقالت مصادر قريبة من وزارة الاقتصاد والتمويل والتخطيط السنغالية إنه تم العمل على تكوين عشرة آلاف وخمسمئة شاب ضمن اتفاق مع ألف شركة, في مجالات مختلفة من أجل التكوين في إطار خطة كبيرة لتقليص البطالة.
وحسب دراسة نشرتها وزارة الاقتصاد والمالية والتخطيط السنغالية, خلال الفصل الأخير من العالم الماضي 2017، فإن نسبة البطالة بين الشباب التي تتجاوز أعمارهم 15 سنة تصل إلى 15.7%، مع توضيح أن هذه النسبة ترتفع في الأوساط الحضرية لتصل إلى 18.6%، بينما تهبط في الريف إلى 13.1%، وتزداد البطالة في النساء لتصل إلى 22.1% مقابل الرجال حيث لا تتجاوز فيهم 9.6%, ويصل معدل الراتب الأدنى في السنغال 150 يوروا.
يرى بدرا سك أن العمل في الصناعة التقليدية يمثل جسرا للسياحة, حيث يطّلع العامل والمشتري على الكثير من الصناعات, فبين ملامح الثقافة الكاميرونية والعاجية والبوركينابية يتجول المتسوق ويعيش سياحة متنوعة أثناء اطلاعه على هذه الصناعات.
وتبقى الصناعة التقليدية في السنغال مجالا لخلق فرص في بلد يسعى إلى المزيد من محاربة البطالة، كما أنها تعكس إبداعا فنيا في تنوع منتجاتها، وما ترمز إليه من تاريخ وثقافة.