تحالف يقصي حلفاء إيران من الحكومة العراقية الجديدة

الصدر والحكيم (2)
عمار الحكيم "يمين" يلتقي مع مقتدى الصدر (الجزيرة نت)

محمد الشمري-بغداد

تقترب القوى الشيعية من حسم تحالفاتها لتشكيل الكتلة البرلمانية الكبرى عددا، بعد اتفاق شبه نهائي للتحالف بين الحكمة والفتح والنصر, وعزل الفصائل القريبة من إيران عن المشاركة في الحكومة الجديدة.

وخاضت القوى الشيعية في اليومين الماضيين مفاوضات أفضت إلى اتفاق شبه نهائي للتحالف بين الحكمة والفتح والنصر، وعزل زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، وقائد كتلة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي من المشاركة في الحكومة الجديدة.

وكشف مصدر مطلع على حراك القوى الشيعية داخل المنطقة الخضراء عن وجود اتفاق شبه نهائي بين ائتلاف سائرون والحكمة والفتح والنصر وقوى سنية وكردية على تشكيل الكتلة البرلمانية الكبرى من حيث العدد، والتي ستعيد ترشيح حيدر العبادي لولاية ثانية مع عزل المالكي وائتلافه وقوى سنية وشيعية أخرى عن المشاركة في الحكومة المرتقبة.

كما كشف المصدر المقرب من مفاوضات تشكيل الحكومة أن إيران خيرت كلا من الحكيم ومقتدى الصدر والعبادي بين ضم نوري المالكي وائتلافه أو تحالف الفتح في كتلتهم الجديدة، لافتا إلى أن الصدر اختار قائمة الفتح على حساب ائتلاف دولة القانون.

ووصف المصدر -الذي رفض عدم الكشف عن هويته- الدورة البرلمانية الجديدة بدورة المليشيات، بعدما تمكنت من تحقيق أكثر من 100 مقعد برلماني، مما صعبت عملية إقصائها وإبعادها عن الحكومة الجديدة، متسائلا "كيف يمكننا عزل الأجنحة المسلحة التي باتت أقوى من الأجهزة الأمنية؟".

السيناريو الأميركي المعد للمرحلة المقبلة يقتضي تفكيك واستيعاب جميع الفصائل المسلحة، من خلال إذابتها في الحكومة والعملية السياسية، وهو ما ينسجم ويتفق مع تطلعات الإيرانيين بمشاركة الأطراف القريبة منها في الحكومة الجديدة

سيناريو أميركي
وبيّن المصدر أن السيناريو الأميركي المعد للمرحلة المقبلة يقتضي تفكيك واستيعاب جميع الفصائل المسلحة، من خلال إذابتها في الحكومة والعملية السياسية، وهو ما ينسجم ويتفق مع تطلعات الإيرانيين بمشاركة الأطراف القريبة منها في الحكومة الجديدة.

من جانبه يكشف قيادي بارز في التيار الصدري أن الكتل التي ستنضوي في التحالف الجديد لتشكيل الكتلة البرلمانية الكبرى عددا تحفظت على أن تكون الحكومة من "التكنوقراط" المستقلة متحججة بأن المستقلين لا سلطة لها عليهم.

وأكد القيادي -الذي فضل عدم ذكر اسمه- أن "تحالف سائرون" الذي يتزعمه مقتدى الصدر وتيار الحكمة ورئيسه عمار الحكيم وائتلاف النصر بقيادة حيدر العبادي، والقرار برئاسة أسامة النجيفي وائتلاف الوطنية الذي يقوده إياد علاوي مع الحزبين الكرديين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستانيين سيشكلون التحالف الجديد.

وأضاف أن مقتدى الصدر اشترط على زعيم تحالف الفتح هادي العامري دخوله في التحالف الجديد بإبعاد كل الفصائل المسلحة، ومنها عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله العراقي وحركة أنصار الله الأوفياء، والاقتصار على مشاركة كتلة بدر التي يترأسها العامري، مبينا أن العامري طلب من الصدر دراسة هذا العرض مع كتلة بدر ومستشاريه للرد عليه.

ويلفت القيادي إلى أن الدعوة التي وجهها مقتدى الصدر إلى السفراء العرب في النجف قبل أيام استثنت السفير الإيراني، مما دفع السفارة الإيرانية في بغداد للاتصال بالمكتب الخاص بالصدر للاستفسار عن أسباب عدم دعوة السفير، مؤكدا أن المكتب الخاص رد "توجيهات الصدر".

أكد المكتب الإعلامي لنائب رئيس الجمهورية نوري المالكي أن الحراك مازال مستمرا بين مختلف القوى الفائزة في الانتخابات لتشكيل الكتلة البرلمانية الكبرى عددا، مؤكدا أن ائتلاف دولة القانون لديه تفاهمات قبل الانتخابات مع قوى سياسية

استمرار المعارضة
ويكشف القيادي الصدري عن تلقي تحالف سائرون اتصالات من شخصيات بارزة ومؤثر من ائتلاف دولة القانون تفضل المشاركة في الحكومة الجديدة على حساب البقاء في المعارضة.

بدوره أكد المكتب الإعلامي لنائب رئيس الجمهورية نوري المالكي أن الحراك مازال مستمرا بين مختلف القوى الفائزة في الانتخابات لتشكيل الكتلة البرلمانية الكبرى عددا، مؤكدا ان ائتلاف دولة القانون لديه تفاهمات قبل الانتخابات مع قوى سياسية.

وبيّن المتحدث باسم المكتب هشام الركابي أن هناك رسائل وصلت من قوى سياسية متعددة تطالب بالدخول بمشروع الأغلبية السياسية الذي طرحه ائتلاف دولة القانون، لافتا إلى أن هناك وفدا كرديا سيلتقي بالمالكي للانضمام مع القوى المتحالفة معه.

ويتوقع الركابي أنه بنهاية الأسبوع الجاري ستنضج كل الحوارات لتظهر معالمها للمشهد السياسي بتشكيل الكتلة الكبرى عددا، رافضا الكشف عن أسماء الكتل والائتلافات والكيانات التي ستدخل في تحالف مع ائتلاف دولة القانون في المرحلة القادمة.

وأكد المتحدث باسم مكتب المالكي أن جزءا من هذه الكتل من محافظات الأنبار وصلاح الدين والموصل وكردستان وحتى في بغداد، مشددا على ان أي كتلة لا تمتلك حتى اللحظة الأغلبية لتشكيل الحكومة المرتقبة.

المصدر : الجزيرة