استشهاد غزة.. سردية الموت والخذلان

أصدقاء العرب 11/ 1/ 2012 - نورمان فنكليستين - كاتب اميركي ومتخصص في العلوم السياسية
ﻓﻨﻜﻠﺴﺘﯿﻦ أصدر كتبا عدة حول الصراع العربي الإسرائيلي (الجزيرة)

ابتداء من العام 1948 وحتى الجرف الصامد في 2014، يتتبع الأكاديمي الأميركي ﻧﻮرﻣﺎن ج. ﻓﻨﻜﻠﺴﺘﯿﻦ الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق سكان غزة وكيف خذلتهم القوى الدولية والمنظمات العالمية في كل هذه النكبات.

يسرد الكتاب المعنون بـ"غزة.. بحث في استشهادها" فظائع تعرض لها القطاع عام 1948 ولم تنته بسيطرة الاحتلال عليها عام 1967.

ويغطي الكتاب -الذي خص الكاتب قناة الجزيرة بكشف فصل منه-  المذابح الإسرائيلية في غزة في الثمانينيات قبل أن يعرج على اتفاقية أوسلو عام 1993، ويرى أن الخروج الإسرائيلي من غزة يهدف أساسا لوقف الضغوط الدولية وتجميد عملية السلام ومنع إقامة الدولة الفلسطينية.

ويمثل صعود حماس للسلطة عام 2007 إحدى المحطات المهمة في القطاع وما تبعها من شق الصف الفلسطيني وشن الاحتلال عملية الرصاص المصبوب على غزة.

ويحرص المؤلف على دحض مزاعم إسرائيل بأنها كانت تدافع عن نفسها عبر عرض سجل موثق للجرائم الفظيعة التي ارتكبتها بحق الغزيين المدنيين.

وتحت عنوان "صهيوني يدلي بإفادة"، يتناول ﻓﻨﻜﻠﺴﺘﯿﻦ تقرير القاضي الأميركي ﻏﻮﻟﺪﺳﺘﻮن عن الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2008 وكيف عملت أميركا وإسرائيل على احتوائه، مما أجبره على التراجع عن بعض ما جاء في التقرير.

وفي سرده لمحن غزة، يوثق الكتاب اﻟﮭﺠﻮم الذي تعرضت له سفن أسطول الحرية في 2010. ويقول المؤلف إن إسرائيل اعتمدت على التلفيق وبرأت نفسها من جرائم القتل التي ارتكبتها في عرض البحر على سفينة مافي مرمرة التركية.

وﯾﻘﺪم اﻟﻤﺆﻟﻒ أدﻟﺔ وﺑﺮاھﯿﻦ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﮭﺪاف اﻟﺤﺼﺎر ﻟﻠﻤﺪﻧﯿﯿﻦ، وﻋﻠﻰ ﺗﺄﺛﯿﺮه اﻟﻤﻔﺰع ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻜﺎن.

وفي 2012، توقّد الحقد الإسرائيلي على غزة من جديد، فشنت عليها عملية عمود السحاب، رغم أن حماس كانت ملتزمة بوقف إطلاق النار بين الجانبين.

يروي المؤلف أن الاحتلال تعمد قتل قائد كتائب القسام أحمد الجعبري حتى يسمم الأجواء في المنطقة ويجهض محاولات تقودها قطر وتركيا للتهدئة في غزة إلى حد أن المجتمع الدولي بدأ ينظر لحكومة حماس كجهة رزينة يمكن التعامل معها.

ونظرا لأن حركة الإخوان المسلمين كانت تحكم مصر ذلك العام، فإنه لم يكن بإمكان إسرائيل شن عملية برية في غزة، ولذلك انتهت عملية 2012 بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، وفق المؤلف.

‪إسرائيل قتلت آلاف المدنيين ودمرت الأحياء السكنية في قطاع غزة‬ (رويترز)
‪إسرائيل قتلت آلاف المدنيين ودمرت الأحياء السكنية في قطاع غزة‬ (رويترز)

الموت والخيانة
وفي 2014 شنت إسرائيل عملية الجرف الصامد على قطاع غزة في وقت أبانت فيه حركة حماس عن مهارات قتالية جديدة.

يسرد المؤلف في هذا الجزء جحم الضرر التي ألحقته إسرائيل بغزة، وكيف بررت عملياتها العسكرية ضد المدنيين والدعم الأميركي لها في كل المحافل الدولية.

ووفق المؤلف فإن المنظمات الحقوقية خانت المدنيين في غزة بعد الجرف الصامد حيث أصدرت تقارير مختصرة وخجولة تتغاضى عن فتك الاحتلال بالمدنيين، وتلقي باللوم على حماس في بعض جوانب الصراع.

وفي سياق متصل، ﯾﺴﺘﻌﺮض اﻟﻤﺆﻟﻒ اﻟﻮﺿﻊ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ واﻟﻤﻮارد اﻟﻤﺎﺋﯿﺔ ﻓﻲ ﻏﺰة، إلى جانب اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ وﺗﺄﺛﯿﺮه ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺎح ﻏﺰة. وﯾﺪﻋﻮ المؤلف الغزيين إﻟﻰ ﺗﺒﻨﻲ أﺳﺎﻟﯿﺐ اﻟﻜﻔﺎح اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺴﻠﺢ ﻻﻛﺘﺴﺎب ﺗﺄﯾﯿﺪ اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ.

ويضاف هذا الكتاب إلى مؤلفات عديدة أصدرها الرجل عن الصراع العربي الإسرائيلي من بينها: "الهلوكوست.. تأملات في استغلال المعاناة اليهودية"، و"أساليب الجنون.. القصة الخفية للاعتداءات على غزة"، و"صعود وأفول فلسطين.. سرد شخص لسنوات الانتفاضة".

———————————–

عرض فصل من الكتاب بصيغة بي دي أف

/file/Get/7b00a21d-8817-44c7-92d0-408b7e61a8a8

 

المصدر : الجزيرة