أفريقيا الوسطى.. ساحة نفوذ أخرى لروسيا
تحولت دولة أفريقيا الوسطى إلى ساحة تتنافس فيها الدول الكبرى، وكانت روسيا آخر القوى التي وجدت ساحة نفوذ لها في هذا البلد الذي لا يزال يشهد صراعات داخلية.
في نهاية عام 2017 سمحت الأمم المتحدة لروسيا بتسليم أسلحة وإرسال مدربين عسكريين إلى بانغي رغم وجود حظر سار على بيع الأسلحة لحكومتها، ودفعت هذه الخطوة أميركا وفرنسا وبريطانيا إلى التعبير عن قلقها والمطالبة باستثناء بعض الأسلحة من عمليات التسليم وإحصاء كامل الأسلحة التي يتم تسليمها.
ولاحقا وصلت الأسلحة الروسية ووقع البلدان اتفاقات ثنائية، وتوسع مجال تحرك الروس في أفريقيا الوسطى، فالجنود الروس تولوا الأمن الرئاسي، في حين تحدثت مجموعات مختلفة عن وساطات داخلية يقوم بها الروس.
وقبل شهر من الآن تقريبا وصلت عشرون شاحنة روسية إلى شمالي البلاد عبر السودان، ووفق الجبهة الشعبية لنهضة أفريقيا الوسطى فإن الروس سيشاركون في تأهيل مستشفيات هناك، في حين تحدث مراقبون عن أهداف أخرى.
صراع عالمي
ويقول دبلوماسي غربي في الأمم المتحدة إن الغربيين فوتوا الفرصة، معتبرا أن وجود الروس "في كل مكان من دوائر الدولة" يثير القلق. كما يقول موظف أممي كبير في بانغي إن أفريقيا الوسطى تحولت إلى ما وصفها برقعة جيوسياسية يسعى فيها كل طرف لتحريك بيادقه.
من جهته، يقول تييري فيركولون المتخصص في أفريقيا الوسطى بمركز إيفري الفرنسي للأبحاث إن "روسيا تريد ثأرا تاريخيا على وقع تعب الغربيين من أفريقيا، في حين تأمل بعض الدول الأفريقية بتنمية من الخارج".
والصين بدورها حاضرة اقتصاديا في أفريقيا الوسطى من خلال استثمار المناجم والتنقيب عن النفط، وظلت شركتان صينيتان تنقبان عن النفط شمالي البلاد لمدة عشر سنوات حتى غادرتا المنطقة العام الماضي بسبب تهديد وجهته لهما مجموعة مسلحة في المنطقة.
وتشيد الرئاسة في بانغي بمساعدة "الدول الصديقة"، وفي هذا السياق قال الرئيس فوستان أرشانج تواديرا نهاية مارس/آذار الماضي "أردت دبلوماسية دينامية تنبثق منها مشروعية وفاعلية تليق بدولتنا".