عدنان إبراهيم.. تغزل بالسعودية فمنعت ظهوره على قنواتها

إعلان برنامج صحوة الذي كان مقررا أن يستضيف عدنان إبراهيم على قناة روتانا خليجية خلال شهر رمضان المبارك (مواقع التواصل الاجتماعي)
إعلان برنامج صحوة على قناة روتانا خليجية الذي كان مقررا أن يستضيف عدنان إبراهيم (مواقع التواصل الاجتماعي)
محمد النجار

رغم موجة غزله مؤخرا تجاه السعودية وولي عهدها الأمير محمد بن سلمان، أعلنت وسائل إعلام سعودية مساء أمس الثلاثاء منع ظهور الداعية المثير للجدل عدنان إبراهيم على قنواتها ووسائل إعلامها.
 
وقالت صحف ووسائل إعلام سعودية إن توجيهات صدرت بمنع ظهور إبراهيم على أي من القنوات ووسائل الإعلام السعودية، من دون أن تحدد الجهة التي اتخذت القرار.
 
وتصدر وسم #إيقاف_برنامج_عدنان_إبراهيم قائمة الترند في السعودية بعد القرار، ورحب المغردون السعوديون بالقرار ورأوه "انتصارا للدين والعقيدة الإسلامية".
 
وكانت قناة روتانا خليجية قد أعلنت أن إبراهيم سيكون ضيفا على شاشتها طوال أيام شهر رمضان المبارك ضمن برنامج "صحوة" الذي يقدمه أحمد العرفج.
 
هجوم على روتانا

وبعد إعلان روتانا شن مغردون سعوديون حملة طالبت بمنع ظهور عدنان إبراهيم، وهاجموا القناة التي يملكها الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال.

 
وأعاد المغردون نشر فيديوهات ومقاطع لإبراهيم قالوا إنها تضمنت شتما لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وأخرى يشتم فيها الصحابة خاصة معاوية بن أبي سفيان، فضلا عن تصريحات قال فيها إن هناك أحاديث نبوية مكذوبة في صحيحي البخاري ومسلم، وهما الكتابان اللذين يصنفهما علماء السنة بأنهما أصح الكتب بعد القرآن الكريم.
 

كما أعادوا نشر مقاطع يمتدح فيها إبراهيم الأمين العام لـحزب الله اللبناني حسن نصر الله ويثني على مؤيديه، وأخرى رأوها مناقضة لسياسة المملكة وقيادتها وعلمائها.

 
كما أعادوا نشر تغريدة لهيئة كبار العلماء حذرت قبل عامين مما سمته "ضلالات عدنان إبراهيم"، وقالوا إنها "قائمة على سب رموز من الصحابة، ومليئة بالمتناقضات، ومتضخمة بالأنا"، وطالبوا "المتخصصين بكشف ذلك للجميع".
 

وتداول مغردون مقاطع يعلن فيها إبراهيم أن القرآن الكريم لا يتناقض مع نظرية التطور التي أعلنها تشارلز داروين وتقول إن الإنسان والقرد يلتقيان في أصل الخلق، إضافة لمقاطع يهاجم فيها المنهج السلفي الذي تتبناه السعودية.

 
فتش عن المزروعي
ونشر مغردون صورا ظهر فيها إبراهيم مع شخصيات مثيرة للجدل، ومنها المغرد الإماراتي حمد المزروعي، الذي ظهر معه إبراهيم ومع مقدم برنامج صحوة وهم في رحلة بحرية على متن يخت في دولة الإمارات.
 

ويعرف إبراهيم -وهو من أصل فلسطيني ويقيم في النمسا– بمواقفه المثيرة للجدل، وحقق صعودا لافتا في السنوات الأخيرة انتقل خلالها من تأييد حركات المقاومة والإسلام السياسي والثورات العربية، إلى مهاجمتها وتأييد ما يوصف بأنظمة "الثورة المضادة".

 

تحدث عدنان إبراهيم عن لقاء جمعه مؤخرا بوزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد وقال عن اللقاء "والله ما وجدت فيه إلا وعيا وأدبا وحرصا على الأمة وحرصا على الدين"

وترافقت تحولات إبراهيم مع قربه من دولة الإمارات العربية التي بات ضيفا شبه دائم على وسائل إعلامها، أو وسائل الإعلام السعودية التي تبث منها.

 
ومطلع الشهر الجاري ظهر إبراهيم في مقابلتين منفصلتين على قناتي روتانا خليجية وسكاي نيوز عربية اللتين تمولهما حكومة أبو ظبي، وبدا أنه أراد من خلالهما إعلان تأييده للسياسات السعودية والإماراتية، والتراجع عن مواقف وتصريحات سابقة وصف نفسه تجاه بعضها بأنها "كان مغفلا سياسيا".
 
حفلة مديح للسعودية
وامتدح إبراهيم في مقابلته التغييرات التي تشهدها السعودية، وقال "لم يشهد أي بلد عربي في المئة سنة الماضية تغييرات كما حدث في السنتين الماضية في المملكة العربية السعودية".
 

كما أثنى بشكل لافت على سياسات ولي العهد السعودي، وقال "سمو ولي العهد صرح أكثر من مرة بأن موقفه من الإسلام ثابت"، كما قلل من حجم خلافاته مع علماء السعودية وقال إنها "في الفروع فقط، ولا يمكن أن تمتد إلى الأصول".

 

عدنان إبراهيم:
لم يشهد أي بلد عربي في المئة سنة الماضية تغييرات كما حدث في السنتين الماضية بالمملكة العربية السعودية

وضمن حفلة الغزل التي حازتها السعودية في المقابلة قال إبراهيم "من يتهم السعودية بالتقصير الديني فعليه أن يراجع نفسه، المملكة أنفقت المليارات في خدمة الدين".

 
وفي سياق ردته عن مواقفه السابقة، حاول إبراهيم الرد على مغردين هاجموا علاقاته السابقة ومنها ظهوره في صورة مع المفكر العربي عزمي بشارة، وقال إنه اكتشف مؤخرا بأنه "رجل مشبوه"، على حد وصفه.
 
إيران وحزب الله
كما تراجع عن مواقفه المؤيدة لحزب الله اللبناني وأمينه العام حسن نصر الله وإيران، التي اعتبر أنها تلعب "سياسة قذرة".
 

وبعد حفلة الثناء على السعودية، انتقل إبراهيم لمديح ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، كما تحدث عن لقاء جمعه مؤخرا بوزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، وقال عنه "والله ما وجدت فيه إلا وعيا وأدبا وحرصا على الأمة وحرصا على الدين".

 
ورغم إقرار إبراهيم أنه ارتد عن مواقفه السابقة من تأييد الثورات العربية "180 درجة" -كما قال-، وتأييد "السعودية الجديدة"، فإن ذلك كله لم يشفع له أمام موجة الهجوم التي أدت في نهاية المطاف لقرار منعه من الظهور على القنوات ووسائل الإعلام السعودية.
 
ويأتي القرار السعودي في أوج التغييرات التي تشهدها المملكة مع تراجع سلطة هيئة كبار العلماء والهيئات الدينية، مقابل صعود متسارع للجهات والهيئات التي كان يهاجمها التيار المتدين في السعودية ولا سيما هيئة الترفيه وغيرها.
 
لكن مغردين سعوديين قرؤوا في قرار السلطات منع ظهور عدنان إبراهيم بأنه يشكل تأكيدا سعوديا على استمرار دعم المنهج السلفي، واعتبروا أنه بمثابة رسالة بأن التغييرات الجذرية التي تشهدها البلاد لا تعني تخلي العائلة الحاكمة عن المنهج السلفي الذي تقوم شرعيتها على التحالف التاريخي معه.
المصدر : مواقع التواصل الاجتماعي