إعادة تدوير إعلاميي السيسي.. فرصة أكبر للتزلف

عماد وعمرو أديب ومعتز عبد الفتاح فشلوا في تسويق السيسي شعبياً. (الصورة من الصفحة الشخصية لمعتز عبد الفتاح بالفيسبوك ).
صورة نشرها المذيع المستبعد من قناة "أون" معتز عبد الفتاح (وسط) تجمعه مع المذيعين الأخوين عماد وعمرو أديب

عبد الله حامد-القاهرة

تشهد الساحة الإعلامية بمصر تنقلات لمذيعي الفضائيات الخاصة، الذين اشتهروا بـ"الأذرع الإعلامية" -وفق مصطلح صكه الرئيس عبد الفتاح السيسي– في عملية إعادة تدوير لهؤلاء الإعلاميين، ويستثمر بعضهم هذه التنقلات للمسارعة في احتلال الصفوف الأولى ببرامج "التوك شو" تقربا للنظام.

وأعلن إعلاميون مصريون عن مغادرتهم مواقعهم في فضائيات مملوكة لأجهزة أمنية استعدادا للالتحاق بفضائيات أخرى، بينما أعلنت إدارات فضائيات مقربة من النظام عن وقف برامج مذيعين لإفساح المجال لبرامج أخرى.

آخر الذين سرحتهم إدارة قناة "أون" المملوكة لجهاز أمني كان المذيع يوسف الحسيني، والمذيعة أماني الخياط، والأكاديمي معتز عبد الفتاح بدعوى تقليص النفقات. وعلقت الخياط على القرار في تصريحات صحفية بالقول "أكيد القادم أفضل".

وفي أبريل/نيسان الماضي كشف المذيع عمرو أديب عن مغادرته للقناة ذاتها، معلنا أن محطته القادمة قناة سعودية، لن يتمكن من الالتحاق بها إبراهيم عيسى المسّرح من القناة، إذ إن عيسى ممنوع من الظهور بأي قناة سعودية.

‪إبراهيم عيسى أطيح به ثم أعيد ليطاح به مجددا‬ (الصورة من موقع قناة أون تي في على الإنترنت)
‪إبراهيم عيسى أطيح به ثم أعيد ليطاح به مجددا‬ (الصورة من موقع قناة أون تي في على الإنترنت)

تنقلات وإطاحات
وليست هذه هي المرة الأولى التي يعاد فيها تدوير إعلاميي السيسي، فقد شهدت السنوات الخمس الماضية انتقالات لهم بين فضائيات مقربة من النظام.

فقد انتقل الإعلامي أسامة كمال من قناة "القاهرة والناس" إلى قناة "دي أم سي" المملوكة لجهاز أمني أيضا، في حين انتقل عمرو أديب من قناة "اليوم" بشبكة "أوربيت" السعودية إلى قناة "أون" العام الماضي، وانتقل إبراهيم عيسى من "القاهرة والناس" إلى قناة "أون".

أما المذيعة لبنى عسل التي أوقف برنامجها على "أون"، فقد انتقلت إليها من قناة "الحياة"، بينما انتقل من قناة "النهار" خيري رمضان للتلفزيون المصري، وهناك حاول المبالغة في تمجيد معاناة الشرطة، فذكر أن زوجة أحد الضباط تكاد تعمل خادمة لتفي بمتطلبات الأسرة ليتم اعتقاله لأيام.

وارتحل جابر القرموطي من قناة "أون" إلى قناة "العاصمة 2″، وغادر قناة "المحور" الإعلامي معتز الدمرداش ليلتحق بقنوات "النهار"، التي عاد إليها محمود سعد ببرنامج بعيد عن السياسة.

وتسعى الهيئة الوطنية للإعلام إلى خطة دمج مؤسسات إعلامية وقنوات فضائية من أجل إنشاء كيانات موحدة قوية.

وبحسب تسريبات صوتية، يتلقى الإعلاميون تعليمات من ضابط بالمخابرات الحربية بما يتوجب عليهم إيصاله للمصريين من رسائل موجهة.

‪أمين: تدوير الإعلاميين دليل إفلاسهم وإفلاس المنصات التي كانوا فيها‬ (الجزيرة)
‪أمين: تدوير الإعلاميين دليل إفلاسهم وإفلاس المنصات التي كانوا فيها‬ (الجزيرة)

إفلاس
ويعتقد الباحث السابق في المرصد العربي لحرية الإعلام سيد أمين أن "تفوق القنوات التي تبث من خارج مصر وتعارض الانقلاب، وانصراف المشاهدين إليها، أربك حسابات الممسكين بخيوط عرائس الماريونيت في الإعلام"، لذا تأتي "حركة إعادة تدويرهم رجاء أن تفيد النظام بأقصى حد من إمكانيات كل إعلامي منهم في المنصة المطلوبة".

واعتبر أمين أن هذا التدوير "دليل إفلاس هؤلاء الإعلاميين وإفلاس المنصات التي كانوا فيها"، متوقعا أن تشهد المرحلة المقبلة انهيارا ماليا في تلك المنصات وإنشاء منصات بديلة، وربما تقف طوابير جديدة من الإعلاميين الجدد ليتم تزويد تلك المنصات الجديدة بهم، وكل ذلك سيتم تدريجيا.

وأعرب رئيس المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام (تكامل مصر) مصطفى خضري عن اعتقاده بأن ما يجري هو إعادة إنتاج للأذرع، فالرأي العام ملول، والأجهزة السيادية المالكة لبعض هذه الفضائيات والموجهة لبعضها الآخر تحتاج لإعادة استقطابه بمفردات وأشكال وصور إعلامية متجددة.

ونفى خضري وجود تأثير كبير على المشهد الإعلامي باختفاء هؤلاء من هذه القناة أو تلك، إذ إن التنسيق بين الدول المسيطرة على كثير من وسائل الإعلام العربي (السعودية والإمارات ومصر) يصل لحد التوافق، وهذه الأذرع تؤدي دورها في دعم تلك الأنظمة في أي مكان وبأي شكل إعلامي متاح.

المصدر : الجزيرة