ابن سلمان بمصر.. ترتيب أوراق "صفقة القرن"

A handout picture made available by the Office of the Egyptian President shows the Saudi Deputy Crown Prince, second Deputy Premier and Minister of Defense, Mohammed bin Salman (L), sitting with the Egyptian President, Abdel Fattah al-Sisi (R), during a graduation ceremony of a Military Academy, in Cairo, Egypt, 30 July 2015. According to reports bin Salman is visiting Egypt to discuss aspects of cooperation between the two countries. Saudi Arabia, along with other Gulf states, has lent billions in aid to Egypt, which is a member of the Saudi led military coalition that has been carrying out airstrikes in Yemen since 25 March 2015. EPA/OFFICE OF THE EGYPTIAN PRESIDENT / HANDOUT
صفقة القرن تتصدر مباحثات ابن سلمان والسيسي في أول جولة خارجية تبدأ بالقاهرة وتنتهي بواشنطن (الأوروبية)
محمد النجار-الجزيرة نت

تيران وصنافير سعودية، هذه كانت النتيجة الحاسمة التي أعلنتها المحكمة الدستورية المصرية أمس السبت، قبل يوم واحد من وصول الأمير محمد بن سلمان للقاهرة، في زيارة سيبحث فيها ملفات على رأسها "صفقة القرن" التي يرى محللون أنها ترتبط بشكل وثيق بالتنازل المصري عن السيادة على الجزيرتين للسعودية.
ويربط محللون بين الزيارة الخارجية الأولى للأمير السعودي لمصر منذ توليه منصب ولي العهد في يونيو/حزيران الماضي، وبين حكم الدستورية الذي أنهى الجدل القانوني بشأن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية، بالرغم من أنها لا تزال تثير جدلا بين المصريين الذين يرفض قطاع واسع منهم ما يصفونه بـ "بيع" جزء من أرضهم.
كما يربط هؤلاء بين توقيت الحكم بشأن الجزيرتين، والملفات التي يتوقع أن يبحثها الأمير السعودي مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعلى رأسها ما يعرف بصفقة القرن التي يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإبرامها لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وحاز ترمب على دعم علني لصفقة القرن خلال مباحثات جمعته العام الماضي بالسيسي، كما كشفت تسريبات عديدة عن دور محوري لابن سلمان في مباحثات الصفقة، قادها جاريد كوشنر (صهر ترمب وكبير المستشارين في البيت الأبيض) الذي زار الرياض لنحو أسبوع في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وانتقل بعدها من الرياض لتل أبيب حيث التقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لذات الغرض.
 

وعد ترمب

وبالرغم من عدم وجود أي معلومات معلنة من الأطراف المعنية عن الصفقة التي يسعى ترمب لتوقيعها العام الجاري، فإن قراره باعتبار القدس عاصمة إسرائيل دفع الفلسطينيين لإعلان رفضهم أي دور منفرد لبلاده في رعاية عملية السلام.
لكن مصادر سياسية عديدة ربطت بين قرار ترمب بشأن القدس وسعيه لإبرام صفقة القرن، عبر تحييد مسألة القدس وحسمها لصالح إسرائيل واعتبارها خارج إطار التفاوض لتوقيع اتفاق سلام تاريخي بين الطرفين.
 
ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة د. حسن نافعة أن هناك ترابطا بين قرار الدستورية العليا بشأن الجزيرتين، وتوقيت زيارة ولي العهد السعودي التي توقع أن تتصدرها المباحثات حول صفقة القرن.
 
وقال نافعة للجزيرة نت إن أهمية الزيارة تنبع من كون القاهرة تمثل المحطة الأولى في أول جولة خارجية لابن سلمان "الذي لا يعتبر وليا تقليديا للعهد، بل أصبح الرجل الأول في المملكة، وتوليه منصب الملك مسألة وقت لا أكثر".
المحلل السياسي اعتبر انطلاق جولة الأمير نحو عواصم عالمية تنتهي بواشنطن من القاهرة "مهم جدا لأنها ستشهد تنسيقا سعوديا مصريا بشأن ملفات عديدة على رأسها ما يعرف بصفقة القرن".
 

ليس صدفة
وبرأي نافعة فإن صدور قرار الدستورية بشأن الجزيرتين "ليس صدفة" مشيرا إلى أنه بمثابة رسالة مصرية بانتهاء الجدل القانوني بشأن الاتفاقية، وبدء نقل السيادة على الجزيرتين للسعودية "إذا لم يتم نقلها أصلا".

ويلفت إلى أن ملف تيران وصنافير ارتبط منذ البداية بالأمير الذي وقع عن الطرف السعودي اتفاقية ترسيم الحدود عام 2015. 
ويذهب لاعتبار أن ما يجري حاليا "مقلق جدا" وقال "تيران وصنافير ليستا مجرد جزر تنقل السيادة عليها من مصر للسعودية، بل يمثلان أهمية قصوى، حيث حولتا ممر مضائق تيران التي كانت السيادة عليها لمصر، ليصبح ممرا دوليا يجعل إسرائيل صاحبة السيادة على خليج العقبة".
 
وبرأي د. نافعة، فإن لهذه الاتفاقية ما بعدها في ترتيب ملفات المنطقة، وأنه سيكون لها دور في إعادة ترتيب مكانة إسرائيل في المنطقة.
 
وبالرغم من دعوته للتريث قبل الحديث عن أي سيناريوهات قد تفضي إليها صفقة القرن التي ستتصدر مباحثات السيسي وابن سلمان، فإن الأكاديمي السياسي المصري يرى أنه يجب التحذير من أي محاولات لتبادل أراض تشمل سيناء مستقبلا.
 
وقال د. نافعة إن أي تنازل عن حبة رمل من سيناء لن يكون مقبولا لا مصريا ولا فلسطينيا "وسندخل في أزمة أعمق من التي عشناها بعد توقيع معاهدة كامب ديفد بين مصر وإسرائيل".
 

الإرهاب وحصار قطر

وإضافة لهذا الملف، قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي إن زيارة ابن سلمان ستبحث التعاون المشترك في مكافحة "الإرهاب". ونقلت وسائل إعلام سعودية ومصرية عن مصادر أن السيسي وابن سلمان سيبحثان أيضا ملف أزمة حصار قطر الذي يتوقع أن يبحثه الأمير السعودي مع الرئيس الأميركي خلال زيارته لواشنطن هذا الشهر.
كما قرأ محللون مصريون في الزيارة على أنها رسالة دعم سعودية للسيسي الذي يستعد لتولي فترة رئاسية ثانية، حيث يخوض الانتخابات هذا الشهر بدون منافسة.
 
واحد من الملفات الهامة المتوقع بحثها باجتماعات الجانبين تتعلق بعقد القمة العربية المقررة نهاية هذا الشهر في الرياض، وسط غياب لأي إعلان عن تحضيرات أو توجيه دعوات للدول.
المصدر : الجزيرة + وكالات