هذا ما يجري مع وفد حماس بالقاهرة
ويزور وفد برئاسة هنية العاصمة المصرية منذ التاسع من الشهر الجاري، وانضم للوفد قياديون وصلوا للقاهرة الأسبوع الماضي على دفعتين.
سيتوجه اليوم لقطاع غزة الوفد الامني المصري، وكلنا رجاء ان لا يفقد شعبنا الامل في مصالحة ناجزة ووحدة وطنية لمواجه المؤامرات التي تستهدف تصفية قضيتنا وعلى رأسها ما يسمى بصفقة القرن.
إن ما تم إنجازه من تفاهمات حتى الان كاف لانطلاق المصالحة من جديد ووقف نزيف ألألم والمعاناة لأهلنا.— د. موسى أبو مرزوق (@mosa_abumarzook) ٢٤ فبراير، ٢٠١٨
وأعلن القيادي البارز في حركة حماس موسى أبو مرزوق اليوم الأحد عبر تغريدة على حسابه على تويتر أن وفدا أمنيا مصريا سيصل غزة اليوم، وقال "كلنا رجاء ألا يفقد شعبنا الأمل في مصالحة ناجزة ووحدة وطنية لمواجهة المؤامرات التي تستهدف تصفية قضيتنا، وعلى رأسها ما يسمى صفقة القرن".
وتابع "ما تم إنجازه من تفاهمات حتى الآن كاف لانطلاق المصالحة من جديد ووقف نزيف ألألم والمعاناة لأهلنا".
احتجاز الوفد
ونفت المصادر ما نشرته وسائل إعلام فلسطينية ونشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي عن احتجاز الوفد من قبل المخابرات المصرية، وقال مصدر بالوفد "كل ما أشيع بالإعلام عن احتجاز الوفد، أو التعتيم الإعلامي عليه غير صحيح".
طالت جلسات قادة حماس في القاهرة. عيون كل خصوم الحركة مصوّبة نحو السلاح، بما في ذلك قيادة السلطة، وعيونها على حاجات الناس ورفض التخلي عن سلاحها. معادلة معقدة توقعناها منذ الحسم العسكري صيف العام 2007. يبقى أن الجميع يدير حساباته بالمياومة في ظل وضع المنطقة المعقد والمرتبك.
— ياسر الزعاترة (@YZaatreh) ٢٥ فبراير، ٢٠١٨
كما أثار محللون وكتاب صحفيون فلسطينيون أسئلة عن طول مدة إقامة وفد حماس في القاهرة، وطالبوا قياداتها المجتمعة في مصر والخارج بالكشف عن حقيقة ما يجري في مصر.
لكن المصدر -الذي شدد على عدم التطرق لهويته- قال للجزيرة نت إن الوفد التقى إعلاميين ونقابيين مصريين، معتبرا الحديث عن عملية احتجاز الوفد "غير صحيحة إطلاقا".
منع هنية
مصدر فلسطيني من خارج الوفد قال للجزيرة نت إن هنية كان يخطط فعلا لجولة خارجية، لكن المسؤولين المصريين فضلوا أن يبقى في مصر، وإنهم سهلوا التحاق قيادات الحركة به وعقد اجتماعات المكتب السياسي لحماس في القاهرة |
وعن سبب طول مدة الزيارة غير المسبوق بالنسبة لوفد من حماس، قالت المصادر إنه وإضافة إلى لقاءات الوفد مع وزير المخابرات المصرية، كانت هناك لقاءات داخلية لقيادة الحركة، حيث عقد المكتب السياسي عدة اجتماعات في القاهرة.
وبحسب مصادر في الوفد، فإن مباحثاتهم مع المخابرات المصرية ركزت على ثلاثة عناوين: الأول الوضع الصعب والمتفاقم في غزة، وانعكاسه على كل مناحي الحياة المعيشية والصحية والتعليمية وغيرها، وضرورة التحرك العاجل لوقف المعاناة هناك، وضرورة فتح معبر رفح ليتمكن الناس من الحركة.
وقال إنه تمت متابعة دخول البضائع والوقود للقطاع، حيث بدأت شاحنات البضائع والوقود الوصول إلى قطاع غزة من مصر، ولفت إلى أن الجانب المصري وعد بفتح معبر رفح فترات أطول في المرحلة المقبلة، وقالوا إن سبب إغلاق المعبر مرتين بعد إعلان فتحه يعود للتطورات الأمنية في سيناء.
والعنوان الثاني، كان المصالحة وما تواجهه من عقبات، وكيفية إنجازها والتغلب على هذه العقبات، حيث جرى الاتفاق على خطوات لتسريع المصالحة.
صفقة القرن
مصادر وفد حماس في القاهرة نفت بشدة عقد أي لقاء بين إسماعيل هنية ومحمد دحلان، حيث أكد مصدر في الوفد أن هنية أكد أنه لن يلتقي دحلان، وأن هذا الموقف لا ينسحب على اللقاءات مع قيادات تياره في القاهرة وغزة.
وتابع "تيار دحلان يطرح نفسه كشريك في تحمل المسؤولية بالقطاع، وهذا قاسم مشترك بيننا وبينهم ضمن الإطار الفلسطيني".
الأمر ذاته أكدته مصادر أخرى للجزيرة نت، وقال إن حماس رفضت كل المحاولات المصرية لترتيب لقاء بين هنية ودحلان، وبحسب المصدر فإن سبب تحفظ حماس على لقاء دحلان بالتحديد يعود "لما يمثله دحلان من ارتباطات وأدوار عدائية تجاه كل من تركيا وقطر والتيار الإسلامي في المنطقة بشكل عام".
لكن المصدر قال أيضا "حماس تعرف جيدا أن أغلبية حركة فتح في غزة تدين بالولاء لدحلان، وأن عددا كبيرا من نواب فتح عن قطاع غزة قياديون في تياره".
وبالرغم من تعدد تطمينات وتصريحات قيادات حماس عما يجري في القاهرة، فإن محللين سياسيين فلسطينيين يرون أن الإجابات حتى الآن لا تزال غير مقنعة عن كل ما جرى مع الوفد في القاهرة بعد 16 يوما من وصول هنية لها.