سودانيون مفرج عنهم يروون محنة "حفلة" الاعتقال
الجزيرة نت-الخرطوم
وبدت أمل غير قادرة على سرد كل ما حدث لحظة اعتقالها ضمن أخريات تظاهرن في الخرطوم احتجاجا على السياسات الاقتصادية للحكومة السودانية.
وشكت هباني بجانب ضربها بالعصي الكهربائية والهراوات الأخرى، حال الزنزانة التي اقتيدت إليها وضيقها وما صاحب اعتقالها من عنف لفظي مارسته السجانات من بنات جنسها.
البحث عن تفسيرات
ولم تجد هباني تفسيرا، كما تقول، لهذه القسوة، لكنها ترى في تعليقها للجزيرة نت أن "بعضهم يعتقد أن الاختلاف مع سياسات الحكومة هو اختلاف معها شخصيا (..) وهذه هي المأساة التي نعيشها في بلدنا الآن".
وتكشف هباني أنها وأخريات أجبرن على التوقيع على تعهد بعدم التظاهر أو نشر المعلومات " الكاذبة" أو القيام بأي سلوك عنيف ضد الحكومة.
وكانت الحكومة السودانية أطلقت الأحد الماضي نحو ثمانين معارضا وناشطا سياسيا بعد قضائهم أكثر من شهر في معتقلات متفرقة بالبلاد استجابة لمناشدات ومطالبات محلية وإقليمية ودولية.
ومثل هباني يسير الشاب عروة الصادق -وهو من شباب حزب الأمة القومي- الذي تكرر اعتقاله، كاشفا كثيرا من أنواع القسوة التي تعرض لها أثناء اعتقاله "هو وآخرين".
وبعيدا عن أي تحفظات يقول الصادق، الذي كان قد اعتقل قبل يوم من بداية احتجاجات السودان يوم 16 يناير/كانون الثاني الماضي، لم يقتصر الاعتقال على التحري الطبيعي وإنما تعداه للإساءة البالغة والضرب "بما يسمى بالحفلة"، وهي تباري أكثر من شخص في جلد المعتقل.
ويضيف لم أعترض على الاعتقال "بل استجبت للضابط الذي أمرني بمرافقته". ويروي أنه بعد التحري خلال الساعة الأولى "قد تغير الأمر إلى جلد وسباب وألفاظ نابية".
ويزيد "إن بعضهم كان يصفنا بعديمي الأخلاق، ويزعم أننا نمارس أفعالا غير أخلاقية وتعاطي المخدرات لأجل تخويفنا واستثارة بعضنا".
"حفلة" تعذيب
ويقول عندما نعترض على هذه الإساءات "تقام لنا حفلة يمارس فيها كل أنواع الجلد بالسياط، أما الإساءة البالغة التي لم أجد لها تفسيرا هي تجريد الإنسان من ثيابه".
وكانت سفارة الولايات المتحدة الأميركية قد أعربت عن قلقها العميق إزاء ما قالت إنها "إساءة استعمال السلطة من جانب مسؤولي الأمن السودانيين".
وليست سفارة الولايات المتحدة الأميركية وحدها من نبهت إلى ضرورة عدم تجاوز القانون والدستور، بل يرى الخبير القانوني نبيل أديب أن انتهاك حقوق المعتقلين يتناقض مع الدستور والقانون وكافة القوانين الدولية الخاصة بحقوق الإنسان.
انتهاك ونفي
وفي مقابل ذلك تنفي المفوضية القومية لحقوق الإنسان في السودان تعرض المعتقلين لأي نوع من انتهاك لحقوقهم المتعارف عليها.
ووفق الناطقة الرسمية باسم المفوضية منى أبو العزائم فإن زيارة للمفوضية تمت للمعتقلين دون أن تلمس تعرض أيا منهم لأي أذى.
لكن عروة الصادق وأمل هباني ينظران إلى ما تم على "أنه مدرسة جديدة يتعلم منها كل من دخل المعتقلات السودانية".