أمسك دموعك.. أنت تشاهد مأساة الغوطة

صواريخ وقذائف، دخان وحرائق، دمار وأشلاء، دموع ودماء، هذه هي الغوطة أمام الكاميرات والعالم يتفرج، يرى وكأنه لا يرى، فلا ملجأ ولا معين.

المشهد الأول: هذه عربين، رجال بخوذات بيض يتسلقون كومة من الدمار يرفعون من بين الحجارة أجسادا دامية، وغير بعيد رجل يقول بعد أن قبل جثة مكفنة "هذا يوم عرس ابني. لن نبكي. إذا كان بشار يريد أن نبكي فلن نبكي".

المشهد الثاني: دائما في عربين، صوت شاب تخنقه العبرات "حسبنا الله ونعم الوكيل يا أمي. أنا عم أنقذ العالم يا أمي وما أقدر أنقذك يا أمي. حسبنا الله ونعم الوكيل. الله يرحمك يا أمي.."، والأم هامدة هادئة تنعم في عالم آخر.

المشهد الثالث: طفل محمول والدماء تسيل من وجهه، يصرخ وكأنه لا يحس بما هو فيه "أبي يا حبيبي" بصوت يقطعه البكاء.

المشهد الرابع من سقبا: صفائح إسمنتية ضخمة، يحاول رجال الدخول بينها، يتلاحق معه المشهد الخامس، حيث أكوام الحجارة تشهد على ما أصاب المكان من قوة تدميرية.. وهل يطيق البشر تحمل ما لم يتحمله الصخر؟

ولك بعد هذا أن تتخيل باقي المشاهد، من أطفال ينزفون، ونساء ورجال تحت الأنقاض، وأحباب يندبون فوقها.. ولك أيضا أن تتصور ما لم تلتقطه الكاميرات ولم يصل إليه المنقذون…

المصدر : الجزيرة