السعودية تستسلم لسحر الفن السابع
أثار اتفاق وقعته سلسلة "فو" السينمائية العالمية مع مجموعة عبد المحسن الحكير القابضة لفتح ثلاثين دار سينما في السعودية، ردود أفعال متباينة في المملكة بين مؤيد لهذه الخطوة ومعارض لها.
وأكدت "فو" أن افتتاح دور السينما في السعودية أصبح قريبا جدا، مشيرة إلى بدء العمل في بعض المواقع المؤقتة -حسبما أوردت صحيفة تليغراف البريطانية- في 12 فبراير/شباط الجاري، ومن المتوقع أن يكون فيلم الرسوم المتحركة "كابتن أندربانتس" من أول الأفلام المعروضة.
واعتبر الرئيس التنفيذي لـ"فو" تيم ريتشاردز في تصريحات لصحيفة تليغراف، أن توقيع العقد "لحظة هائلة في تاريخ السينما العالمية"، مضيفا: كانت السينما شكلا مثيرا من وسائل الترفيه المنزلي لأكثر من مئة عام، وانفتاح المملكة هو دليل على استمرار نمو الصناعة وقدرتها على الصمود.
وفي مقابل هذا الترحيب تباينت ردود الأفعال السعودية والخليجية بين مؤيد لافتتاح دور العرض ومعارض له، وأدلى النشطاء بآرائهم على وسم #افتتاح_دور_سينما_بالرياض.
وقال المستشار الإعلامي الرئيس السابق للجمعية السعودية للثقافة والفنون سلطان البازغي إن السعوديين ليسوا بعيدين عن المشهد السينمائي، موضحا أنه في ظل غياب دور العرض خلال العقود الماضية كان كثير منهم شغوفا بمتابعة الإنتاج السينمائي العربي والدولي؛ سواء من خلال الفيديو أو التلفزيون أو حين سفرهم خارج المملكة.
واعتبر أن الجديد سيكون أنهم سيتابعون الأفلام الحديثة حال إنتاجها، بدلا من انتظار السماح بعرضها خارج دور السينما.
إيجابيات وإشادة
وبشأن إيجابيات افتتاح دور السينما بالمملكة، قال إنه من دون شك سيخلق حالة ثقافية مختلفة، كما أنه سيخلق قطاعا مهما للاستثمار والتوظيف.
وأضاف أن الأمر المهم من وجهة نظري هو أنه سيشجع صناعة السينما السعودية، فلدينا قاعدة مهمة من المخرجين والمخرجات السعوديين الموهوبين ينتظرون هذه اللحظة لتفعيل إنتاجهم وعرضه.
وحول ردود الفعل الرافضة للخطوة، علّق البازغي بقوله: أعتقد أن المسألة تجاوزت انتظار ردود الفعل المعارضة، فالقرار ماضٍ في التنفيذ والاعتراض سيتلاشى حين يدركون أنهم كانوا يعارضون مجهولا لا يستدعي كل هذا الرفض.
وهنأ أحد المغردين على تويتر -ويدعى "الرميثي"- السعوديين ضاربا مثالا بمصر، قائلا إن مصر مثال للسينما ودورها في تشجيع الآداب المختلفة وازدهار الأدب القصصي ونشر ثقافاتها بين الشعوب، هنيئا للشعب السعودي.
من جهته، قال مغرد آخر يُدعى "مقناص" إن السينما ليست ترفيها ولا ترفا، بل أداة تعبير ولغة تصنع رأي العالم. السينما في السعودية ضرورة، مبروك للشعب السعودي.
في حين أبدى مغرد باسم "سهم الليل" اعتراضه على الفكرة، وقال ليس لدينا عمل محلي نعرضه، نشر ثقافات غربية غريبة تغريبية، إرضاء للغرب بتسويق بضاعتهم ماديا وثقافيا.
أما مجلة "أحفاد الشراة" فنشرت تغريدة لفتوى تحريم السينما أصدرتها الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء (رقم 4120)، مطالبة إما بتحديثها أو حذفها.
إعلان واتفاق
وفي 5 فبراير/شباط الجاري، قال الحساب الرسمي التابع لـ"مشاريع سعودية" على تويتر إن المملكة بدأت إنشاء صالة سينما رباعية الأبعاد (4D) في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية.
كما أعلنت شركة "سينيسكب" للسينما الكويتية دخول السوق السعودي بافتتاح 27 دار عرض بحلول الربع الرابع من عام 2018، بدءا من الرياض وجدة والدمام، حسبما نشر موقع هوليود الخميس الماضي.
ويأتي الاتفاق بعد إعلان الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع عن قرارها إصدار تراخيص للراغبين في فتح دور عرض سينمائي بالمملكة في 11 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وقررت بدء منح التراخيص في مارس/آذار المقبل.
وسيخضع محتوى العروض للرقابة وفق معايير السياسة الإعلامية للمملكة، بحيث ستتوافق العروض مع القيم والثوابت المرعية، بما يتضمن تقديم محتوى ثري هادف لا يتعارض مع الأحكام الشرعية ولا يخل بالاعتبارات الأخلاقية في المملكة.
وتعتبر الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع من أهداف رؤية 2030، زيادة إنفاق الأسر السعودية على الأنشطة الثقافية والترفيهية من 2.9% إلى 6%.