بعد تغريدة من رئيس حزب معارض.. السودانيون يهجرون فيسبوك إلى تويتر

Ahmed, 23, looks at his mobile phone as he has his hair and beard groomed at the cost of $3 in Khartoum, Sudan May 17, 2015. In Sudan, which faces insurgences in the western region of Darfur and along its border with breakaway South Sudan, as well as double-digit inflation and high unemployment, life goes on for young people in the capital Khartoum. As well as studying, for those who can afford it, the urban young of Sudan play football and netball, swim and fish in the nearby River Nile, attend prayers at local mosques and enjoy concerts or family celebrations. Other entertainment includes watching U.K. football matches and films on TV, with Facebook being ever popular for chatting amongst friends. REUTERS/Mohamed Nureldin AbdallahPICTURE 17 OF 28 FOR WIDER IMAGE STORY
سوداني يتفحص هاتفه في الخرطوم (رويترز)

أحمد فضل-الخرطوم

رويدا رويدا يبدو تويتر ميدانا جديدا للصراع السياسي في السودان، في مواجهة  المنصة الاجتماعية الأخرى فيسبوك، فبعد أن لاذ به رئيس مجلس الوزراء الجديد تحولت منصة التغريد إلى ساحة للمناظرات السياسية. 

وفاجأ رئيس حزب المؤتمر السوداني المعارض عمر الدقير رواد تويتر بطلبه مناظرة مع رئيس الوزراء معتز موسى، وذلك عندما كتب التغريدة التالية في 28 أكتوبر/تشرين الأول الماضي "ينشط السيد معتز موسى عبر وسائل التواصل وغيرها لطرح سياساته ونشر (بشرياته). الملاحظ أنه ينزع للحديث العمومي ويتحاشى القضايا الأكثر أهمية وتأثيرا في واقع الأزمة الشاملة التي صنعتها (الإنقاذ). أدعوه لمناظرة مفتوحة حول ما يطرحه؟"

في المقابل، اعتذر موسى أيضا عبر تويتر عن خوض المناظرة؛ بحجة أن الوقت للعمل، والحكومة تقدم برامجها عبر الإعلام الرسمي والوسائط بحسب الحال.

ولأن دعوة المناظرة على تويتر غير مسبوقة، فقد أثارت ردود فعل واسعة بين نشطاء منصات التواصل الاجتماعي، وتباينت حولها الآراء بين مؤيد ومعارض.

نوع من الشفافية
ومن بين المعارضين الناشط عبد الرحمن الذي تمنى أن يرفض معتز موسى المناظرة، قبل أن يثني على إنشائه حسابا على تويتر، واعتبره نوعا من الشفافية. في المقابل، أبدى نزار محمد أمله في قبول موسى المناظرة لعرض برنامجه التنفيذي.

وحظيت تغريدة الدقير بـ731 إعجابا و178 ردا، في حين أعاد نشر التغريدة خمسمئة متابع.

من جهته، دخل أمين حسن عمر القيادي في حزب المؤتمر الوطني، صاحب الأغلبية الحاكمة، على تويتر مغردا ليبرز آراءه المناهضة لإعادة ترشيح الرئيس عمر البشير في انتخابات 2020، والتي طالما عبر عنها في السابق على حسابه في فيسبوك.

وغرد أمين في 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي قائلا "أنجيلا ميركل أعلنت تنازلها عن رئاسة حزبها تهيئة لإعداد قيادة جديدة، فهي تعلم أن مؤشرات الساعة تدور إلى الأمام، وأنها لن تتوقف، وأن الزعيم العاقل هو الزعيم الذي يدور مع دورة الزمان باتجاه المستقبل المتجدد على الدوام… هل يستأذن الزعماء للانصراف كما استأذنت للانصراف. هل تراهم يفعلون؟"

وأعجب بتغريدة أمين حسن عمر 295 متابعا، وأعادها 105 أشخاص، ورد عليها 118 متابعا.

ومنذ أول تغريدة لرئيس الوزراء المعين حديثا على تويتر في 19 سبتمبر/أيلول الماضي، بدأت أنظار السودانيين تتجه إلى هذا الموقع الذي لم يكن يحظى بمتابعتهم، على عكس فيسبوك صاحب الشعبية الطاغية في السودان.

التغريد السريع
وطبقا لمواقع إحصاءات الإنترنت العالمية، فإن نحو 2.6 مليون سوداني يشتركون في فيسبوك حتى 31 ديسمبر/كانون الأول 2017، من مجموع نحو 11.8 مليون مستخدم للإنترنت.

ولا تتوفر إحصاءات للسودانيين على تويتر من داخل السودان، نسبة للمقاطعة الأميركية التي لا تظهر السودان ضمن المواقع الجغرافية لتويتر، وهو ما حدا بسودانيين لقيادة حملة منذ الشهر الماضي لتعزيز وجودهم على هذا الموقع ومحاولة معرفة عددهم عليه.

ويمكن القول إن رئيس الوزراء السوداني نقل السودانيين معه إلى تويتر من واقع تزايد اهتمام قطاعات واسعة بموقع التغريد السريع الذي أنشئ عام 2006.

ولم يكن الصحفيون بالسودان حريصين على تويتر كحرصهم على التواجد في فيسبوك، حيث يقول عضو هيئة تحرير صحيفة "التيار" بهاء الدين عيسى للجزيرة نت إن تغريدات رئيس الوزراء على تويتر إيجابية، وباتت تشكل للصحفيين مصدرا مهما للأخبار.

ونشط معتز موسى لدى مباشرة عمله رئيسا للوزراء في تكثيف الظهور على تويتر للتبشير بنشاطه في معالجة أزمات السيولة النقدية، وشح الدواء، مما شكل مادة دسمة للصحف.

ورغم حملة سخرية تعرض لها بسبب وسم "#غرد_ كأنك_ معتز _موسى"، الذي سخر المغردون فيه من إفراطه في التفاؤل في ظل ظروف اقتصادية صعبة، فإن الرجل لم يتوقف عن التغريد، وبلغت تغريداته حتى الآن 34 تغريدة، يتابعها أكثر من خمسين ألف شخص.

مزيد من التواصل
واضطر رئيس الوزراء -استجابة للعديد من الطلبات- للإعلان عبر حسابه في تويتر عن إنشاء حساب على فيسبوك للمزيد من التواصل.

ويشير المدون السوداني أنور سليمان صاحب مدونة "هوناً ما" على منصة "بلوجر" (Blogger) إلى أن تويتر يعتمد المتابعة وليس الصداقة كما في فيسبوك، لذا يتيح قدرا أكبر من المتابعات، كما أنه يعتمد نشر المختصر الذي لا يحتمل الإسهاب، ويحيل من يرغب في الاستزادة إلى مواقع أخرى على الإنترنت.

وقبل تغريدات رئيس مجلس الوزراء، كان يندر وجود نافذين سودانيين على تويتر عكس الشائع عالميا، حيث عرف الموقع بحسابات لمشاهير السياسة والرياضة والفن في كل العالم، يدونون عليه آخر الأخبار ويجيبون عن أسئلة الساعة.

وقبل تغريدات معتز موسى، تابع المغردون على فترات متقطعة تدوينات للوزيرين حاتم السر وإبراهيم الميرغني، عكست بقدر ضئيل أنشطتهما في الحكومة.

المصدر : الجزيرة