في المولد النبوي.. كيف ينظر السيسي للخطاب الديني؟

Egyptian President Abdel Fattah Al Sisi gives his speach during the inauguration of major power stations in the energy sector as part of the country's development drive, at Egypt's new administrative capital, north of Cairo, Egypt, July 24, 2018 in this handout picture courtesy of the Egyptian Presidency. The Egyptian Presidency/Handout via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY
السيسي: تصويب الخطاب الديني أحد أهم المطالب التي نحتاجها في مصر وفي العالم الإسلامي (رويترز-أرشيف)

عبد الرحمن أبو الغيط
 
لا يترك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مناسبة إسلامية غالبا، حتى يعيد تأكيد دعوته إلى تجديد الخطاب الديني، والتذكير بأن سمعة الإسلام والمسلمين في العالم موصومة بالإرهاب.

قد تختلف عبارات السيسي من حدث إلى آخر لكن رسالته تبقى واحدة، ألا وهي أن الأمة بحاجة ماسة إلى ثورة دينية لمكافحة الأفكار الإرهابية ونشر ثقافة التسامح بين المسلمين.

آخر كلمات السيسي في هذا المجال جاءت خلال مشاركته أمس الاثنين في احتفال وزارة الأوقاف المصرية بذكرى المولد النبوي الشريف، حيث قال السيسي -ردا على كلمة شيخ الأزهر أحمد الطيب الذي خصصها للدفاع عن السنة النبوية– "المشكلة الحقيقية ليست في اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن في القراءة الخاطئة لأصول ديننا".

ومضى السيسي مؤكدا أن سلوكيات المسلمين بعيدة عن صحيح الدين في الصدق والأمانة واحترام الآخرين والرحمة بالناس، مشددا على أن تصحيح القراءة الخاطئة لأسلوب الدين الإسلامي هو التحدي الحقيقي أمام علماء الأزهر.

إساءة وتسويق
أستاذ الفقه الإسلامي البرلماني السابق حاتم عبد العظيم علّق على خطاب السيسي قائلا "أعظم إساءة للإسلام هم أولئك المجرمون المنتسبون إليه زورا، الذين اغتصبوا الحكم عنوة وقتلوا الأبرياء غدرا، وانتهكوا الحرمات جهارا وعاثوا في الأرض فسادا".

ورأى في حديث للجزيرة أن هذه هي الطريقة التي اعتادها السيسي لتسويق نفسه لدى اليمين المتطرف في الغرب، فهو يروج لنفسه بأنه يتبنى أفكارهم ذاتها حول الإسلام.

ولفت عبد العظيم إلى أن السيسي حاول إجراء تعديلات في مناهج الأزهر بدعم من وزير الأوقاف مختار جمعة، لكن تماسك مؤسسة الأزهر وصلابة موقف الشيخ أحمد الطيب تحول دون المضي قدما في هذا الاتجاه، وهو ما يفسر الحملات الإعلامية العنيفة على الأزهر وشيخه من حين لآخر.

سلسلة طويلة
لكن التصريح الأقسى والأكثر وضوحا جاء على لسان السيسي في عام 2015 خلال مشاركته في الاحتفال بالمولد النبوي، حيث قال "هناك نصوص دينية مقدسة تعادي الدنيا كلها، مش معقول يكون الفكر اللى بنقدسه ده يدفع الأمة بالكامل للقلق والخطر، ومش معقول 1.6 مليار (قاصدا الأمة الإسلامية) هيقتلوا الدنيا كلها اللي فيها 7 مليار علشان يعيشوا هما".

وخلال مشاركته في مقابلة على قناة سي أن أن الأميركية دعا السيسي إلى تصحيح الخطاب الديني مؤيدا استخدام مصطلح الإرهاب الإسلامي.
جاء ذلك ردا على سؤال من محاورته حول مدى عدالة استخدام مصطلح الإرهاب الإسلامي فأجاب السيسي نعم إنه تطرف إسلامي يجب مواجهته.

كما قال في حوار لصحيفة وول ستريت جورنال في مارس/آذار الماضي "إن الدين الإسلامي الحقيقي يمنح الحرية لجميع الناس ليؤمنوا أو لا، فالإسلام لم يدع قط لقتل الآخرين الذين لم يؤمنوا به، كما لم يقل إن للمسلمين الحق في إملاء معتقداتهم على العالم، ولم يقل إن المسلمين فقط هم من سيدخلون الجنة وسيلقى غيرهم في الجحيم"، على حد تعبيره.

وخلال مشاركته في احتفالات الذكرى الـ 51 لإذاعة القرآن الكريم عام 2015، شدد السيسي على أن بعض المفاهيم الإسلامية تعادي تعاليم الإسلام والدول الغربية، وتجعل المسلمين مصدر قلق وخطر وتهديد للعالم، مؤكدا أن مصر بحاجة إلى ثورة دينية ضد ما أسماها الأفكار المشوشة والمغلوطة عن الدين الإسلامي، لأن المسلمين أصبحوا يمثلون مصدر إساءة لدينهم ونبيهم حول العالم، على حد قوله.

وخلال مشاركته في إحدى ندوات منتدى شباب العالم الذي عقد بشرم الشيخ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اعتبر السيسي أن تصويب الخطاب الديني أحد أهم المطالب التي نحتاجها في مصر وفي العالم الإسلامي، لأنه "مش ممكن تكون آليات وأفكار كانت تتم من آلاف السنين، تكون صالحة لعصرنا".

واسترسل لشرح فكرته على تصويب الخطاب الديني قائلا "أنا مش بتكلم في تغيير دين أنا بتكلم في إقناع أصحاب العقول، إنه عنده مشكلة حقيقة في فهمه للدين، اللي بيتعامل بيه العصر ده، وبنتكلم في إيجاد مفردات لخطاب ديني يتناسب مع عصرنا وبعد 50 سنة هنطورها تاني".

المصدر : الجزيرة