أذن الحمار وعين القطة.. جنون التجميل يسكن الإيرانيات

Amir Ahadi (L) and Arezoo Abassi (R) speak with Reyhaneh Ahadi about her nose surgery at the office of their surgeon Nabiollah Shariati in Tehran June 24, 2007. REUTERS/Caren Firouz (IRAN)
إيرانيات في عيادة للتجميل في طهران (رويترز)

الجزيرة نت-طهران

تعرف الإيرانيات منذ القدم بجمالهن الفارسي الطبيعي، غير أن الهوس بالتجميل وعوامل أخرى أثرت في سلوك بعض النساء في إيران إذ وصل الأمر بهن إلى حد إدمان عمليات التجميل.

ويفسر البعض هذا التوجه إلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والموضة ومحاولات التمرد على بعض القيود على غرار فرض الحجاب الإجباري واللباس المحدد.

يقول رئيس جمعية الجراحة التجميلية في إيران الدكتور علي بيجني للقناة الثانية الإيرانية، إن هناك دعايات منتشرة عبر منصات التواصل تدعو الشباب إلى إجراء عمليات تجميل "أذن الحمار" و"عين القطّة"، في قاعات تجميل غير مرخصة منتشرة في البلد تحض الشباب على تبديل أشكالهم.

بدوره، يشير الدكتور حامد باطني نائب رئيس جمعية الجراحة التجميلية لوكالة أنباء "برنا" الإيرانية أنه لا يوجد سوى 300 خبير تجميل متخصص في إيران، في حين ينتشر الآلاف ممن يزاولون هذه المهنة دون شهادات ولا كفاءة.

‪إيرانية قبل وبعد عملية جراحية لتجميل الأنف‬ (رويترز)
‪إيرانية قبل وبعد عملية جراحية لتجميل الأنف‬ (رويترز)

وصرح المتحدث باسم اللجنة القضائية والحقوقية في البرلمان حسن نوروزي لوكالة أنباء البرلمان "إيكانا" أن عقوبة الأطباء المزورين والخاضعين للعمليات تتراوح بين شهرين سجنا و74 جلدة.  

واعتبر نوروزي تغيير ملامح الإنسان التي خلقها الله غير مجاز شرعا، وهو أمر محرم لدى المسلمين وحتى المسيحيين، مشيرا إلى أن من ينوي إجراء عملية جراحية لتغيير شكله، عليه مراجعة المحكمة أولا لنيل الموافقة.

وفي تقرير نشرته العام الماضي، كشف موقع الجمعية الدولية للجراحة التجميلية (ISAPS) أن إيران تحتل المرتبة الـ24 عالميا من حيث عدد عمليات جراحة التجميل، لكنها تبقى من الأوائل في عمليات تجميل الأنف، حسب تصريح اختصاصي الجراحة التجميلية الدكتور نجات حسيني لوكالة أنباء "خبرنكاران جوان" الإيرانية.

تقول "مهسا" التي خضعت لعملية تجميل الأنف للجزيرة نت "شجعني الأصدقاء والأقارب لإجراء العملية، أجريتها بهدف رفع معنوياتي وثقتي في نفسي" مضيفة أن الرجال يفضلون أنوف نساء قصيرة ونحيفة تمنحهن فرصا أعلى للزواج.

أما "مبينا" التي أجرت عملية تكبير شفاه، فعبرت عن ندمها لأنها كانت تتوقع نتيجة أحسن وترفع حظوظها في الحصول على وظيفة مناسبة، لكن الأمر انقلب رأسا على عقب فقد أصبحت شفتاها غير متناسقتين مع وجهها.

وفي السياق، تقول عالمة النفس الدكتورة بور مرادي إن الجراحة التجميلية كانت تجرى سابقا لرفع العيوب، لكن حاليا باتت تستخدم لجلب الانتباه والتفاخر واختفاء مشكلة ما يعاني منها الشخص.

وأرجعت انتشار الظاهرة لثلاث أسباب رئيسية، أولا تأثير وسائل التواصل واتباع موضة الغرب، وثانيا القيود الموجودة على لباس المرأة ومحاولة تعويضها بإيجاد تغييرات على الجسم لجذب الانتباه أكثر، وثالثا المشاكل الاجتماعية كـالبطالة والعنوسة ومشاكل نفسية.

‪في عيادة لجراحة التجميل في طهران‬ (رويترز)
‪في عيادة لجراحة التجميل في طهران‬ (رويترز)

أما الاختصاصي في جراحة الأذن والحلق والأنف الدكتور بورصيرفيان، فعبر عن دهشته لقيام الشباب بمثل هذه العمليات لمجرد التميّز عن الآخرين، مضيفا لوكالة أنباء "إيمنا" الإيرانية أن بعض العيادات يجرين هذه العملية بأسعار باهظة.

ويشير بورصيرفيان أن العملية المعروفة بأذن الجن تقوم على تغيير الشكل الدائري للأذن لتتحول إلى مثلثة، وهو شكل مستوحى من بعض الممثلين والأفلام. وأما شد العين والجفن إلى الأعلى، فما هو إلا تشبه بعيون القطة.

وعبر سكرتير جمعية جراحي التجميل في إيران الدكتور بابكنيكو مرام لوكالة مهر عن قلقه بسبب لامبالاة المسؤولين والفراغ القانوني في هذه المهنة، إذ بإمكان كثير من غير المتخصصين القيام بهذه المهنة الحساسة، حسب قوله. 

المصدر : الجزيرة