صور غير لائقة تكشف مؤتمرا "وهميا" للإعلام في مصر

سيدتان خلال تكريمهم بمهرجان إعلامي وهمي بالإسماعيلية
صور ضيفات مهرجان إعلامي وهمي أثارت حالة من الغضب في الأوساط المصرية (مواقع التواصل)

الجزيرة نت-القاهرة

أثارت صور مهرجان لتكريم عدد من الإعلاميات العرب استياء نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب ملابس بعض الضيفات التي اعتبرها كثيرون غير لائقة، خاصة أنهن غير معروفات سواء للجمهور أو للعاملين في الوسط الإعلامي.

وعقد مهرجان "الإعلام للتنمية والسلام.. مونديال الإعلام والمبدعات العرب" في مدينة الإسماعيلية شرق القاهرة تحت شعار "إنها مصر"، لتكريم عدد من الفنانات والإعلاميات من دول عربية، منها مصر وتونس والجزائر ولبنان.

وانتقد نقيب الموسيقيين السابق الفنان إيمان البحر درويش هذا المهرجان، وشارك مجموعة من صور المكرمين قائلا "اللهم احفظنا وعافنا من تولي مسؤولية هذه التصرفات المقززة التي يحاسب عليها كل راعٍ تولى مسؤولية هذا البلد في أي موقع كان".

وغرد حساب باسم "الباشا تلميذ" قائلا إن "هؤلاء سيدات تم تكريمهن في مهرجان اسمه الإسماعيلية للمبدعات العرب وخلفهم لوحة مكتوب عليها: إنها مصر.. هل هذه مصر؟ ومن هؤلاء؟ حسبنا الله ونعم الوكيل".

استياء
حالة الاستياء والغضب من الصور المتداولة دفعت وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم إلى نفي علاقة الوزارة بالمهرجان، مطالبة الجهات المعنية باتخاذ كل الإجراءات القانونية ضد المسؤولين عنه.

وناشدت الوزيرة كل الجهات عدم إقامة أي مهرجانات إلا بعد حصولها على موافقة لجنة المهرجانات بوزارة الثقافة، التزاما بقرار رئيس مجلس الوزراء الخاص بتنظيم المهرجانات.

كما نفت معظم المؤسسات الإعلامية المصرية علاقتها بالمهرجان، وأعلن بعضها مقاضاة المنظمين بسبب استخدام اسمها وشعارها في المهرجان.

وقال رئيس الهيئة الوطنية للصحافة الكاتب الصحفي كرم جبر إن "الصحف القومية تتبرأ من المهرجان المشين ولا تعلم عنه شيئا، وأنه تم السطو على اسم بعض المؤسسات بالتزوير ووضعها في الإعلان"، مؤكدا أن الصحف سترفع قضايا لمحاسبة من قاموا بهذه المهزلة.

وأكدت مؤسسة "أخبار اليوم" أنها تحتفظ لنفسها بالحق في اتخاذ كافة الإجراءات القانونية الرادعة لمن أقدموا على استغلال اسمها العريق في حدث على هذا القدر من الانحطاط.

بالمثل أعلن مجلس إدارة مؤسسة "دار الهلال" بدء اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المؤتمر باعتباره جريمة مكتملة الأركان، كما رفضت مؤسسة "روز اليوسف" الزج باسمها أو شعارها في "هذا الحدث المشبوه".

عدد من الصحف المصرية اتهمت إدارة المهرجان باستغلال اسمها وأكدت أنها ستلجأ إلى القضاء (الجزيرة)
عدد من الصحف المصرية اتهمت إدارة المهرجان باستغلال اسمها وأكدت أنها ستلجأ إلى القضاء (الجزيرة)

فبركة
على الجانب الآخر، نفى مؤسس المهرجان تامر الجندي علاقة المهرجان بما تم ترويجه من صور فاضحة، متهما بعض المشاركات فيه بنشر صور مفبركة وإضافة "لوغو" عدد من الجرائد والمواقع الإلكترونية إلى الصور.

وأوضح الجندي في تصريحات للصحافة المحلية أن المهرجان أقام دورته السادسة يوم 22 سبتمبر/أيلول الماضي في مدينة السويس، لا في الإسماعيلية.

ولفت إلى أن مهرجان الإعلام والمبدعات العرب يقام منذ ست سنوات ويكرم "نخبة" من الإعلاميين المحليين والدوليين، بهدف الترويج للدولة وتحفيز الإعلاميين الذين يدعمون قضايا الدولة ويعملون "بحرفية ومهنية".

نصب
الضجة التي أثارتها صور المهرجان شغلت معظم وسائل الإعلام المصرية، واتهمت بعض البرامج مؤسس المهرجان "بالنصب"، حيث قال المذيع محمد الباز في برنامج "90 دقيقة" على فضائية "المحور" إنه يتقدم ببلاغ للنائب العام يتهم فيه منظم المهرجان بالنصب عبر استخدام اسم مؤسسات إعلامية، وتكريم شخصيات غير معروفة على أنها نخب إعلامية مرموقة.

واستضاف الباز هاتفيا شخصا يُدعى نائل نبيل وصفه بشاهد عيان من الإسماعيلية على "مهزلة مؤتمر تكريم المبدعات العرب".

وكشف نائل أن القصة تعود إلى نهاية عام 2012، عندما تبنى فكرة تنظيم حفل تكريم للإعلاميين على شرف الصحفي الحسيني أبو ضيف الذي قُتل في الاشتباكات أمام قصر الاتحادية أيام الرئيس المعزول محمد مرسي، وعلى شرف الكاتب فرج فودة الذي تعرض للاغتيال بداية التسعينيات.

وأوضح الشاهد أن تامر الجندي حضر الاحتفالية، وبعدها بدأ في تنظيم المهرجان لحسابه الخاص دون علم أحد.

واستغل الباز القضية في شن هجوم على منصات التواصل الاجتماعي، باعتبارها سقطت مجددا في فخ المعلومات المغلوطة؛ بالترويج لدور المؤسسات الإعلامية في المهرجان.

استغلال الباز للقضية يتسق مع الحملة التي يشنها النظام المصري ووسائل الإعلام ضد منصات التواصل الاجتماعي بسبب ما تعرضه من انتقادات مستمرة لسياسات النظام.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية